[بعد مرور عامَين..]
*رندا :اربعة وعشرون عام
*مُريد: اثنان وعشرون عام
*ريم -اخت تيم ورندا الوُسطى- : تسعة عشر عام
*تيم : سبعة عشر عام
_____________
يمكنك بلا جهد أن تدرك كيف تأثر الأخوة الثلاث بتلك البيئة الحافلة بالسموم ، في منزل لا يحوي أي مقوم من مقومات المنازل..
منزل غائبة عنه أم حَية ويقوده أب غاضب دائمًا وأبدًا !
عندما ظن أباهم أن وظيفته الوحيدة كأب هي جلب المال – ولا بأس من التوبيخ القاس ..بل والضرب العنيف للتقويم- يمكننا أن نقول بالفعل أن الثلاثة لم يربيهم أحد ..
* * *
تيم الذي حَلّق بشرود نحو الفن ، لينضم لرابطة "هل الفن حقًا ينبُع من الالم ؟ "
تلك هي مساحة التحليق الصغيرة التي احتفظ بها ، وذلك ما لم يسع والديه المؤذيان سَرِقَتَه . وذا ما لم تتمكن الإساءة من دَفنِه .
هجر والدتهم المستمر اثرَ شجارتها الفظيعة مع والدهم : لم تخلق والدتهم لتُطيع ..هذا ما توصل له تيم وهو يحاول جاهدًا تحليل شجارتهما العنيفة ، والدته لم تكن امرأة قابلة للزواج ، قابلة للطاعة والامتثال لاوامر" رجل فوقها" . كذلك لم تخلق لتكون أم ، لم تسطع أن تتخلى عن الحرية التي سلبتها إياها الأمومة ، لم تتمتع بالعطاء الكافي لتقبل أن تعطي أشخاصًا آخرين عشرون عامًا من عمرها .
كل تلك الامور لا تُعيبُها أبدًا ؛ فلو كان كل البشر مناسبين للزواج والأمومة والأبوة لجعل الخالق الزواج فرضًا ، لم يجعله لعِلمه بمخلوقاته..
لم يفرض الله الزواج ،ففرضوه البشر بحماقة ..حماقة تجد نتائجها المريعة في كل مكان!
لم يكن ليلومها تيم -لن يكون موجودًا ليفعل ذلك- فقط لو لم تتزوج وتنجب ، لماذا تزوجت ؟؟ هل أجبرت على الزواج مثلًا؟ إذًا بحق الله لِما أنجبتهم !
تيم هو أقل من تعرض للأذى على كل حال .. فهو لم يكن تائهًا كـ ريم
التي لم يكن لها ملجئ ولا مفر ، لم تحصل ريم على الحب الأبوي من أبيها ولا حتى من رندا ؛ التي طالما ما حصل تيم على الحب الحاني منها..ربما لفارق العمر ؟ ربما لأن تيم مُطيع وريم متمردة عنيدة؟ ربما لأن ريم طالما حملت نيران مشتعلة في قلبها ، نيران الإساءة التي لم تَخمَد قط فلم تستطع أن تَأمن لرندا ، أو حتى تتظاهر بذلك ، ربما وربما وربما..تتكاثر الإحتمالات والفرضيات ، والنتيجة واحدة على أي حال !
وكذلك لم يكن لها شخصًا كمُريد يمثل لها صِمام الآمان ، لم تتقاسم أيًا من المواجع مع أحد ؛ تواجه كل المآسي بمفردها..بمفردها تمامًا !
أنت تقرأ
مَهْرَبِي الآمـن
Short Storyيمكنك بلا جهد أن تدرك كيف تأثر الأخوة الثلاث بتلك البيئة الحافلة بالسموم ، في منزل لا يحوي أي مقوم من مقومات المنازل..منزل ليس إلا قفص.. ولكن حبس الطيور لن يجعلها زواحف أبدًا ؛ لذا يمكنك أن تَلحظ كيف حَلق كل شخص فيهم في المساحة الضيقة للقفص. كيف هرب...