- البارت الـ٣٠ .. الجزء الثاني :

104 1 2
                                    


- في العريش :
تنبعث الفرحه من ترددات أصواتهم ، يضحكون .. يهنئون يتأملون .. يُباركون .. فخورون .. " بـ أبو رُبى "
الرجل الذي أصبح أبٍ منذُ ساعتان فقط .. ذاك الشاعر الوسيم التي يشعرون بفخرٍ عظيم في كُل أُمسيه شعرية يكون هو ضيف الشرف بِها
من ذا يُصدق ان هذا الرجل قد انضم إلى قوائم الأباء ؟
تتطلب مواقف كثيرة أن يُربي نفسه نيابةٍ عن أبيّه الراحل .. فكيف سيُربي الأن طفلته ؟
هل سيتحمل مسؤوليه كبيرة للغايه كهذه هل سيستطيع ام سيبكي مع رُبى عندما تبكي !
لم يُسمى بـ أسم راكان من فراغ ولم يهبهُ الله موهبة الشِعر من فراغ وإنما يعلم الجميع مدى رقّة هذا الرجل الذي تتناسب تمامًا مع شخصيته
رجُل بقوام صلب وملامح لم تخلو من الحده مهما اتصف بالوسامه ولكن في جوفه بحورًا من العاطفه الذي تليق بِه دون سواه والذي يستطيع توظيفها في المكان والوقت المناسب ويعلم متى ينبغى له أن يفكر بمنطق وصرامه ومتى لا بأس أن أستخدم عاطفته المُميزة كأوقات كتابته للقصائد مثلًا .. او عندما يتعامل مع أبنة ضاري الناعمه
والأن ! سيسرف كُل العاطفه لأبنته ورُبما سينافسها بالطفولة وستبدر منه تصرفات يجعل الجميع يتسائل ماذا أصاب هذا الرجل ليصبح طفلًا مُشاكسًا إلى هذه الدرجه ؟
وها نحنُ نقف بصف القائل : البنات من يتكفلن بتربية الأباء وليس العكس !
من كان مُسبقًا سيئ في النظر بعينان زائغه يُرزق بأبنه فيصبح حريص على كُل نظره لبنات الناس
أنهُ معها يُعيد بناء هيكلة المبادئ والقيم
ومن كان غير مُبالي لحياته وصحته يصبح حريص على نفسه خوفًا أن يُصاب بسوء و تبقى أبنته بمفردها بعد رحيله
ومن كان جاف في الإحساس يتحول لشخص في غاية الحنيّه وهو يتخاطب مع أبنه تنتمي له
حتى الأنسان الذي لا يعرف كيف يضحك ستتراكم الضحكات فوق ثغره بسبب سماعه لكلمة " بابا "
ومن كان ينطق كلمة " لا " بدون أدنى تردد سيتردد الأن مليون مره كي لا يرفض لأبنته طلب مهما كان صعب وأن رفض سيبقى جوفه مكلوم بسبب رفضه الذي لرُبما قد فاق قدرتهُ الماليه !
سيصبح الأب مُستعد أن يستعير شخصية المُهرج في سبيل إسعاد أبنته
سيلعب العابًا مرت عليها ازمنه طويله فقط لأن حبيبتهُ الصغرى تُريد لعب هذه اللعبه
سيضحك على نُكته لا تستدعي الضحك من الأساس
وسيُعزز أقوالًا تافهه لأن القائل " أبنة أبيها "
وسيناطح فخره السحاب في أبسط إنجاز تقوم بِه
وسيسعى ليلًا ونهارًا أن يوفر لها كُل ماتتمناه
سيتغابى فقط لتبدو هيَ الطرف الأذكى
وسيبتسم في عز ضيقه بسبب حُضن رقيق يتلقاه مِنها - أن كُل أبٍ يشعر أن أبنته هي الضمّاد الخاص بِه في هذه الحياه -
وفي المقابل : لو كل شيء يدعو الفتاة للبكاء والتفت لقت وجه أبوها ضحّوك
أختارت أنها تضحك معاه .. بالنسبه للفتاه أبوها شخص ملائكي فريد من نوعه يأتي مره ولا يكرره الزمن
ولو الله ما أعطاها بالدنيا هذي سوى هذا الأب
ستكتفي وتردد بكُل مره تراه
" الحمد لله أن هذا الأب أبوي "
ومن ذا يلوم البنات في حُب أبيهن ؟ اوليست كل فتاةٍ بأبيها مُعجبه
اوليس هذا الأب هو خط الدفاع الأول عن أحلامها !
يالله نرجوك بجميع جوارحنا أحفظ كُل أبٍ في هذه الحياه .. أحفظهُ كـثـيــــــــــــــــــــــرًا .

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن