مَن انتَ - من هَو؟ -

70 11 2
                                    

"من أنت؟"
سألته بعد أن دارَ جدال بينها وبين نفسها في أن تخوض حديثاً معه هي حقا تريد معرفة هويته لم تعد لها بالصبر بغيةً ، رأته هادئًا كأن ذاك الطفل الذي كان معها قبل بُرهةٍ غادر ليُحلّ أمامها شخص آخر ...
"أنا، أنا من بئر شرايينه ولايزال حيًّا، أنا من
علّق نفسه بالسقف ونجى، أنا من إبتلع لسانه
ولكنّه حي، أنا
من ليس له سبب للعيش بهذا
العالم وأنا حي "
ضحك
وهو يبكي ليرمقها بنظرة يائسة من كلّ
"كانت ترتدي ثوب الزفاف الأبيض الذي لا
تشوبه شائبة وأنا أنا!!"
بإنهيار قالها مُؤشِّرًا على نفسه مِرَاراً وتكرارًا
لطخته بدمائها جلبتُ "مبتلعاً ما برمقه مُكمّلاً حديثه جاعلها تخاف لقد ظهر إنفصامه وكم كانَ مُخيفاً تغيّره ليصبح شخصاً يتحدّث بحماس عن القتل والدماء.....
"طعنتها ثلاثون طعنةً ... منظرُ الدّماء الملطخة بذاك الرداء النقي كانَ لوحةً فنيّةً رائعة "
بإنبهار قالها وهو يستقيم من مكانه ولايزال يبكي وهذا الذي جعلها غيرُ مُرتاحة
؛تمالكت نفسها وأحكمت على قلبها الذي لا يُريد تصديق مالذي يقوله ولكنّه لا يتوقف ،بقيَ يَروِي بلا إنقطاع حول كيف قتلها بدم بارد
....
بعد أن أكمل كلامه ذاك هو أجهش بالبكاء ، منزوياً في مكان بعيد عنها ... يمسح دموعه بأكمام ذلك القميص المهترئ مُحرّكا جسده جيئةً وذهاباً.....ولا تخلو من ثغره دندنة بذلك
اللّحن المُعتاد عليه.

لم تحتمل روزي الذي جرى أمامها لقد إسودّت الدنيا بعينيها ، كلّما تظنّ أنّها كسبته وستسطيع
هزيمة أمراضه هو يصفعُها فجأةً .
أنهت تلك المعاينة ، أحسّت أنّها تختنق فعلاً تمسحُ على طول عُنقها وهي تستنشق
الهواء ..... هي بسطح المصحة الآن تسترجع
أنفاسها....
"لن تستطعي معه ، أخبركِ بذلك إلذا سلّمي ملفّه
لي"
رئيس الفرع الذي إقتصدَها بالحديث وهو يتقدّم ناحيتها ، هي إستغربت وتوقفت للحظة
"كيف علمت ماقاله لي؟" سألته بإصرار فلقد
طفحَ كيلها من كل هاته الألغاز والثغرات التي جعلتها في حيرة من أمرها.
حرّك هو الآخر رأسه بيأس ،غير عالم بمالذي سيفعله هو مقيّد أكثر منها ، لاتعلم شيئاً
سينفجر
....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 27 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

P𝘀𝘆𝗰𝗵O𝗽𝗮𝘁𝗵 ⸾ مُعتل نَفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن