Part-4

66 18 15
                                    

لو قيل

التفتنا نحو الباب و... يا إلهي...
كان هناك رجل مضرّج بالدماء.. الدماء تسيل من يديه، حتى وجهه كان ملطخ بالدماء.. وكانت تخرج بغزارة من بطنه و من الواضح أنه تلقى طعنة ما..

نظر إلينا الرجل بذهول شديد و تحديدا أنا.. كان ينظر إلي و كأنني كائن فضائي... أخذ يترنح و كاد يقع على الأرض لكنه وازن نفسه سريعا و همس بوهن
"أ-أبي أحتاج الطبيب.. في الحال.. "

"بُني!!!"
قالها والدي بفزع بينما أسرع نحو ذلك الشاب ليسنده، ثم صرخ بصوت مهول "استدعوا الطبيب في الحاااااال"

ثم ساند الشاب و ساعده بعض الحراس و توجهوا نحو غرفة كانت خلف السلالم، إنها كالمستشفى، و هي غرفة الطبيب.

كان والدي يمسك بيد ذلك الشاب و هو يقول له بقلق "تحمل بني تحمل، أنت قوي، ستشفى قريبا"

أسرعنا جميعنا نحو تلك الغرفة و دخلناها و.... مهلا لحظة... هل.. هل سمعتُ ذلك الشاب ينادي والدي بـ "أبي" عندما كنا في الخارج و أيضا أبي قال له "بُني"؟؟؟
ما الذي يحدث هنا؟؟؟؟
بدأت أطرافي ترتجف و جفّ حلقي بينما أتقدم نحو ذلك السرير الذي استلقى عليه ذلك الشاب..كان الطبيب يفحصه و آخر يطهر له جروحه و يضمضها بينما والدي جالس بقربه و هو يمسك بيده.. تقدمت نحوه أكثر ثم وقفت أنظر إليه، وتلاقت نظراتنا..
عيناه جميلتان.. خضراوان عشبيتان، تنظر إلي بعدم التصديق و بحنان كبير..

من يكون؟؟ هل يعرفني؟؟

" من أنتَ؟ "
سألته بهدوء بينما أنظر إليه ببرود..
داخلي كان في فوضى عارمة.. ففي الساعات الماضية حدثت الكثير من الأشياء و تلقيت صدمات كثيرة و معلومات لا زلت لم أعتاد عليها.. أشعر بالتشوش.. أريد أن أنام طويلا حتى أرتاح ثم أجلس وحدي في الطبيعة.. أحتاج بعض الخصوصية و الانفراد بنفسي..

نظر إلي بهدوء و رأيت لمعة حزن ظهرت في عينيه لكنها اختفت بسرعة.. نظرت حولي و كان الجميع يراقبني بترقب.. وأبي كان ينظر إلي بنظرة غريبة..

أعدت بصري نحو الشاب و الذي ما إن تلاقت نظراتنا من جديد حتى تنهد بتعب ثم قال بصوت ضعيف "أنا أخاكِ... Raven.."

كنتُ كمن سُكِب عليه دلو ماء بارد.. نظرت إليه بذهول.. و هنا لم أعد أحتمل أكثر من ذلك.. كان غضبي قد تفاقم كثيرا حتى فاض.. ولم أُرد أن أصرخ و أؤذي أحدا خاصة و أن من ادعى أنه أخي مصاب.. لذلك التفت مكاني و أسرعت نحو الباب أريد الخروج، سمعت صوت أخي يناديني بضعف "Raven لا تذهبي.. أرجوك.."

لكنني لم أستمع إليه و أكملت طريقي خارجة من الغرفة و من القصر كله.. ذهبت نحو الحديقة الخلفية و لم يكن هناك أحد.. سرت بين الأعشاب لنحو عشر دقائق حتى وجدت نفسي أمام بحيرة صغيرة و جميلة للغاية، و قريبا منها شجرة كبيرة جذعها و أغصانها بيضاء أما أوراقها فهي زرقاء، أزرق فاتح و غامق و جميع مشتقاته.. كانت ساحرة للغاية.. وهذا بالضبط ما كنت أحتاجه.. لذلك و بهدوء تقدمت نحو البحيرة و خلعت حذائي ثم شمّرت عن ساقاي و جلست على ضفة البحيرة و أدخلت رجلاي في الماء.. لم تكن المياه باردة كثيرا لكنها أنعشتني مع هواء الليل الطلق و ضوء القمر.. أخذت نفسا عميقا ثم زفرته و شردت نحو البعيد...

𝑻𝒉𝒆 𝑳𝒆𝒈𝒆𝒏𝒅 𝑶𝒇 𝑻𝒉𝒆 𝑴𝒚𝒔𝒕𝒆𝒓𝒊𝒐𝒖𝒔 𝑶𝒔𝒄𝒂𝒓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن