'قَضيةً فـاشِلة'

173 26 100
                                    


||mirva armand||

رَمقتْ النافِذة بِطَرف عَينُها السوداء الحاده كالنسر، عِندما لمحت خيط الضوء الذي بدأ يتسرب لها من السماء،كانت نظرتُها اشبه بالتهديد.
كانت تُهدد النافِذة.
تُهدد الضوء الذي تسرب لها من الخارج.
تُهدد الشمس..التي قاطعتها اثناء عزفها لمعزوفتها المحببة، بغرفتها المعتمه إلى من ضوء شمعه منصهره.

توقفت اصابعها  الشاحبة عن الضغط على تلك الوحه التي يكتسيها ملك الألوان ونقيضه،  كان ذلك الشيء  بالنسبة لها اشبه بالأدمان. اصابعها تأبى التوقف، على الرغم من انها كانت تردد دات المعزوفة منذُ ساعاتً طويله، تكررها مِراراً وتكراراً حتى حفظها الجيران، واي شخص قد قرر يوماً العبور من اسفل منزِلها المهجور.

كان ذلك الخيط من النور الذي تسرب لها اشبه بمنبه.. لتذهب للعمل، الذي كان بعيد كل البُعد عن الموسيقى.

وقفت امام المِرآه تنظر لأنعكاسها بشرود وكأنها تنظر لنقطة ما في الحائط.

شابة بالعشرين طويلة القامه ببشره شاحبه، عيناها السوداوين، يكادن ان يحطمن المرآة التي أمامها،  هي ليست وحيدة،  ليست مكتئبه..  ليست كذلك مُطلقاً.

استمرت على تلك الوضعية لبضع دقائق، ليس وكأنها ستضع اياً من مساحيق التجميل كأي فتاه اخرى بسنها، انما رفعت يديها بحركة بطيئة وعدلت ياقة سترتها الكحليه المطفية.

فكت ربطة شعرها، وحركت رأسها يميناً ويساراً بدات الحركة المتباطئة، انسدل شعرها الفحمي الناعم الذي يصل إلى ذقنها.

تناولت من الطاولة التي امامها قفل، ومسدس صغير، وضعتهم بجيبها ثم فتحت الباب، وغادرت.


  وفي طريقها، تخطت طُرقات باريس النديه،  والحدائق الفارغه، والمخابز التي تتصاعد منها رائحة الخبز الفرنسي المُحَمر، تخطت المقعد الفارغ امام البحر، تخطت بائعة الورد الصغيره، تخطت القطه الواقفه على الرصيف. هي لا تهتم لتلك التفاصيل.. هي لا تبحث عن احدهم، هي لا تهتم اجل لا تهتم مُطلقاً.

تَرجلتْ سيارتُها السوداء
ومشت بِحركة سريعة ناحية المبنى الزُجاجي الضخم الذي توقفتْ اسفلهُ.

تلقت بعض التحيات الصامتة اثناء مرورها السريع جوار بعض رجال الشرطة او العاملين في المكان. والبعض الآخر توقف عن التنفس و تسمر وكأنه تمثال او رُبما كذُبابة ملتصقه بالجدار.

هذا الصنف كان المفضل لها..
اولئك الجبناء الذين تلقوا منهاً تهدياً  لطيفاً من قبل. والذي لم يكن سوا بإطلاقات النار على اطرافهم

فَراشةُ البِيانُو||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن