لم يُغمض لي جفنً منذُ شهور.. وهذا يُثبت صِحة شُكوكي...
ابي.. اي المُسكنات كنت تضع بشرابي بوجودك؟
إبنتك لم تنم منذ غيابك..ولا تتوقع انها سَتصمُد أكثر.
♭♪♭
قبل ثلاثة عشر سنه. كانت ليلة ماطرة تلك.. عِندما غربت الشمس. وفتحت السماء ابوابها لتمطر بغزاره مُغرقة بِذلك شوارع باريس.
هُناك حيثما تصاعدت اصوات صفارات سيارات الشرطة، التي انتشرت حول حديقة صغيره بأحد الأحياء، وأخرج كل من فيها،لينتشر رجال الأمن بداخلها.
و من وسط زخلت المطر القويه والسيول صعد صوتاً قوياً يقول عبر جهازاً لاسلكي
"هل اخليتم المكان في الداخل مثلما امرتكم؟"
اتاه صوت المتكلم مشوشاً بفعل المطر
"فعلنا ذلك سيدي ولكنا وجدنا طفلاً مختبئ بين الألعاب، يبدوا مُريباً، وقد خشينا ان يكون تابع لأنفار تلك العصابـة"
" دع امر الطفل لي"
" ولكن سيدي..!؟ "
" انا قادم''
"حـسناً!"
غادر الشُرطي سيارته السوداء الكبيرة، وهو يرتدي زيه النيلي الأنيق، بدا في بداية الأربعين من عمره رجل ضخم البنيه دو شعر قصير مجعد اسود وحاجبان كثيفان وعينان زرقاء.
تقدم نحو باب الحديقة التي تعرضت لهجوم مُباغت من قبل عصابــــة اخافت من فيها وسرقت حقائب النساء.
في طريقه للداخل القى عليه التحية كل رجال الشرطة الذين التقاهم.فدخل ونظر للجسد الصغير المُتكور بين الألعاب، اقترب منه بهدوء ووقف امامه ناظراً اليه.
صغير يجلس على الأرض وقد اخفى رأسه بين رجليه.نظر اليه بتفحص لثوانِ، ثم جلس على ركبتيه أمامه.. وبصوت هادئ تحدث
" هل انت بخير.. يا صغير؟ "
لم يبدي رد فعل.. فقال مجدداً
"ماذا تفعل هنا؟ "
رفع الطفل رأسه، ليتبين انه فتاة وبيدين صغيرتين ابعدت شعرها عن وجهها لتظهر عينان واسعتان حالكتان السواد.
"انتظر مجيئ والداي"
"لماذا هل امراكِ بالبقى هنا؟ "
أنت تقرأ
فَتاة البِيانُو
Mystery / Thrillerبينها وبين الزُهور عالمٌ مِن التناقُض، لكن حينَ اجبرتها الحياة على بيعهُ... بدأت تتلاشى قسوتها، بتلةً بعد أُخرى.
