"أمل؟"

47 5 14
                                        


الجو بارد.. لكِنها كانت ليلة ذافئه.

تصاعد صوت ضحكات خافته من إحدى اركان ذلك المنزل الكبير.

"سأحرص على تلقينهُ درس لن ينساه"
تحدثن ميرڤا وهي تعجن بقوه

"يا إلهي انتما كارثتين متحركتين حقاً! "

"هو من يبدأ! انه مُستفزومغرور! دائماً يجعلني على بعد شعرة من قتله!"

"لازلت اذكر ذلك اليوم عندما التقيتم اول مرة وكيف شددتم شعر بعضكم البعض"

عبست. فضحك بخفه، بينما يُحرك خلطياً اخضراً ناعماً على القدر.

..


"ميرڤا"

تحدثنا كثيراً.. استمتعت اثناء إعدادنا لفطيرة التُفاح مثلما نفعل مالماضي. تبادلا بعض المعلومات التي جّمعها ابي، قال ان عملية سرقه حصلت قبل اسبوع، وهي مشابهة لتلك التي حصلت معي قبل سنينً عدة. وقد عرف مؤخراً موقعهم. ونحن غداً سنداهمهم، هُناك أمل بأننا قد نجد شيء عن عائلتي.. لقد مرت مدة طويله.. افقدهم كثيراً، اتمنى ان يكونوا بخير.

.
.

نظرت لخيط الضوء الخافت جداً وهو يتسلل من النافذة.فعدلت سترتي السوداء قبل ان اغادر المنزل.

وهُناك لسعني البرد بغتة، فنظرت للأعلى.. السماء كانت رماديه كئيبه.. كتلك الليله.. محوت تلك الأفكار و توجهت حيث أبي الذي كان يصعد سيارته ويشير الي لأجلس جواره. ففعلت ذلك.

فأنطلق بسيارته سريعاً حيث الطريق الساحلي البعيد.

كان الصمت بيننا مُطبقاً. رغم كوني امتلك مليون شعوراً بِتلك اللحظة. قلبي كان ضيقاً.. كنت ارغب ببصقه.

"والدة جون لطيفه صحيح؟"

اومأت بشرود، قبل ان اشعر بالفزع لبرهه نظرت لأبي الذي تحدث كاسراً صمتي.

كيف عرف اني اعرفها..؟ هل اكتشف ان جون طردني..؟ اني ذهبت بعيداً..؟ هل اكتشف كل شيء..؟ كيف..؟ كيف يعلم ان والدة جون حية؟ اتوقع ان جون كان يخفي ذلك خوفاً من والده.. لكن والده استيقظ.. لكن والدي يعلم.. كيف علم ابي....كيـ-؟

''هل انتِ بخير؟ "

هززت رأسي اعلى واسفل بشكل محموم
لم اكن بخير مُطلقاً كان صدري يضيق ونبض قلبي يصبح اشد صخباً مما هو عليه. فأشرت اليه ناحيته.. قلبي البائس.

فَتاة البِيانُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن