20_ملاك في سماء الظُلم

2.1K 229 79
                                    

رواية أوامر عُليا .
الفصل العشرون  .
_ ملاك في سماء الظُلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تلك الليلة التي اختبأ فيها القمر خلف ستائر الظلام، شعرت بأن الكون قد ضاق على وسعه، وأن السماء التي كانت يومًا ما مليئة بالنجوم، أصبحت خاوية كقلبٍ نزف حتى آخر قطرة من حياته. أذكرها في لحظات السكون حين كانت تملأ المكان ببسمةٍ كأنها ضوء الفجر، وأتساءل كيف لطهارة الروح أن تُسلب بهذا الجور؟

لم يكن في عينيها سوى براءة العالم وبهجة الحياة، كانت تمشي بيننا كنسمة رقيقة، ولكن القدر قد أغلق الأبواب بوجهها، وتركها في براثن الظلم، حتى تلاشت تلك الابتسامة وتلاشى معها كل شيء. كنتُ شاهداً على انطفاء ذلك النور، شاهداً على الألم الذي غلفنا، لكني عاجز أمام ذاك الطغيان.

تلك الليلة، وهي في أحضان السماء، رأها في حلمٍ عابر، تحلق بسلام بين النجوم، كأنها وجدت مأواها الحقيقي، بعيداً عن هذا العالم الذي لم يعرف كيف يحتضن طهرها.
هناك، في البعد السحيق، علمتُ أن العدل ليس من نصيب الجميع في هذه الأرض، وأن هناك أرواحاً نقية لا يمكن للظلام أن يلتهمها بالكامل، فتختار الرحيل بصمتٍ قبل أن تُدنّس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هنا .. حيث الضياع  ،
هنا  ..  حيث  يفقد الآن جزء من روحه ، شقيقته التي لمحها يغلفها التراب ، وجهها يكسوه اللون الأزرق  ، كدمات في مفترق وجهها ، ملامحها البريئة طُفأت   ، عيناه المشرقة أُغلقت ، انتهت ابتسامتها و سكنت روحها .

سرت رجفة  بجسده جعلت قدماه تفشل في حمله جعلته يسقط على ركبتيه، غير قادر على استيعاب ما يراه.

الهواء حوله ثقيل، يكاد يختنق من شدة الألم الذي يعتصر قلبه.

عقله يرفض التصديق.
كيف يمكن للحياة أن تكون بهذه القسوة؟ تلك التي كانت تملأ المكان بنورها، ببراءتها .

حوله صديقيه الأثنين «طه» و «ظافر»  يقفان يحاولا فهم ما حدث ، لا يستوعبان بالفعل .

لمح ظافر هذا الذي كان كالجثة الهامدة ، وحينها أدرك الخيوط و فهم من فعل هذا بشقيقة صديقه .
أول شيء فكر به هو الاتصال بسيارة اسعاف  احضار افراد الشرطة إلى هنا ، مهما كان هو ذا منصب لا يسمح له   حتى أن يتصرف بحمية ، لذا قرر أن ينجو بصديقه الذي لا يضمن تصرفه الأن .

أما عن صديقه  ، غائب عن الواقع تجمعت في مقلتيه العبرات وهو يرفع جسدها من أسفل التراب ينظر لها  والألم يعتصر قلبه وهمس :
_  هتمشي ليه ؟  ، أنا سيبتك كتير وملحقتش اشبعك من وجودي يا «ورد»  ،  طب كانوا  ياخدوني  أنا  كُلي ، بدل ماياخدوا حتة من روحي .

أوامــر عُــليا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن