22_المصائب كُتبت له

1.7K 146 67
                                    

أوامر عُليا .
الفصل الثاني والعشرون .
_ المصائب كُتبت له
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صمت الانتقام  ،  صمتٌ ثقيل يتخلله نبض الغضب، مثل قنبلة موقوتة، تتأرجح بين الانتظار والانفجار. في هذا الصمت، تتعالى أصوات الذكريات الموجعة، وتدور حولنا دوائر من الأسى، بينما يختزن القلب كل جرح وكل نظرة حقد.

الانتقام لا يحتاج إلى صرخات أو أفعال درامية، بل يكفي أن ينتظر ببرودة، مثل عاصفة تتجمع في الأفق البعيد.
في هذه اللحظات، نعيش صراعًا داخليًا، نرى كيف يتحول الحب إلى كراهية، والأمل إلى يأس. لكن هل يستحق الانتقام كل هذا العناء؟ هل يجلب لنا السلام، أم يزيد من شغف الألم؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبالرغم أن الجميع مشتت لما يواكبون من أحداث ، هو كان يحاول الاتصال بها كثيراً ولكن بلاجدوى لا تجيب ، شعر بالقلق لشأنها فهو تركها حيث جحر الأفاعي .

وعدها ألا يتأخر ولكن لم يكن بيده ، كان مشغولاً مع صديقه ، تمسك القلق به رغم معرفته أنها مع عائلتها ولكن أي عائلة تلك !

ترجل داخل المنزل أخيراً  ، يتنفس بهدوء و لكن شعر بالريبة قليلاً حينما وجد الردهة فارغة ، لا أحد هنا !

ابتلع ريقه بارتياب وهو يصعد إلى غرفته يبحث عنها ولكن لم يجدها ، عقد حاجبيه وكان يهبط ولكن سمع صوت أنينها من الغرفة المجاورة والتي كانت تخص شقيقتها ، التي تحاول أن تهدئ حدة بكائها .

اقترب بحذر ثم طرق الباب بخفوت ، لم ينتظر كثيراً  حتى وجد «هنا» تفتح الباب له معلنة وجهها المكفهر، بعدما استطاعت  أن تساعد شقيقتها في الخروج من هذا المكان البغيض لها ، حينما جاءت الأمر  من جدها لشقيقها ، وجدتها غائبة عن وعيها و حينما أفاقت لم تتوقف عن البكاء و الأنين .

ما إن لمحته لم تشعر بذاتها ، ولا تعلم من أين احضرت القوة تلك التي جعلتها تنهض من مكانها تركض نحوه ، ... تعانقه ، أحكمت غلق زراعيها عليه .

تشهق باكية بحدة ، لم تحملها قدماها هي فقط تتعلق به ، هو شعر بالصدمة حتى إنه لم يلاحظ « هنا » التي انسحبت تتركهما .

صُدم ولا يفهم شيء ؟ مابها ؟  وهل يرفع يداها ويبادلها العناق ، ولكن حينما شعر بها تهتز باكية تشكو له بصوت متهدج ، رفع يديه يربت على ظهرها ، ثم بدأ يهمس :
_  بسم الله على قلبك ، بسم الله .

شعر بها تفلت قبضتها وهي تشعر أنها تتراخى بين أحضانه ، فساعدها حتى وصل بها للفراش يجعلها تجلس ولكن مازال يحتضنها وهو يربت على شعرها الذي كان يبدو أنه مُشعت  .

يشعر بعدم الصبر ، ماذا حدث لها ؟ ، لا يفهم لكنه  بقى يهدهدها برفق شديد ، يحاول أن يجعلها  تتوقف عن بكاءها المرير هذا .

أوامــر عُــليا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن