استيقظتُ مِن نومي العميق فاتِحًا عيناي لِأرى دُمية ابنتي مازالت بين ذِراعاي ، نَظرت في جميع أنحاء الغرفة و خَرجت أبحث في باقي الغُرف لكنني لم أجدها .
تَوقفت مَكاني عِند الدرج لِأدرك الأمر ، لِأدرك أنها رحلت و أضحت تَحت التراب ، و أنا من وضعتها بِيداي في ذلِك القبر المُظلم .
كان صغيرتي تَخاف الظلام و تَخاف الوحدة ، فَكيف تجرأت و تَركتها وحِيدة في ذلِك المكان الموحِش ، يا لي مِن أبٍ سيء .
نَزلت لِأسفل لِأجد والِداي يَجلسان في غُرفة المَعيشة ، و فور أن رَأتني أمي رَكضت نَحوي و احتضنتني باكِية
"الهي ، يونغي هل أنتَ بِخير ؟"لا أعلم ما خَطبها و ما خَطب قَلقها و دُموعها لِذا ابتعدت عن عِناقها قَليلًا
"أجل أنا بِخير"تَلمست جَبيني ثُم سَحبتني و أجلستني على الأريكة
"كُنت نائِمًا لِيومين و نِصف و ارتفعت حَرارتك كَثيرًا ، كُنت تَهزي و تَبكي أثناء نومك"تَحسست جَبيني مرةً أخرى تَتفقد حرارتي و أنا فَقط أنظر إليها غَير واعٍ لِما تقول
"لازِلت تُعاني من الحرارة لكنها لَيست بِتلك الشدة"نَظرت لِوالدي ثُم لَها مُجددًا
"ماذا تَعنين بِأنني نِمت لِيومين ؟"رَبت والِدي على ظَهري و استقام
"كُنت نائِمًا من يوم الأحد ، و اليوم هو الثلَاثاء"أَرتني أمي تارِيخ اليوم بَينما أحضر والِدي لي الدواء ، و أنا حَقًا لا أصدق أنني نِمت لِيومين!
أخذت دوائِي و غُصت في أفكاري ، الكثير من الأسئِلة تَقفز في رأسي و بَعض الأفكار الأخرى التي أحاوِل جاهِدًا طردها .
و هكذا بَقيت لِثلاثة أشهر كامِلة ، يبقى عَقلي مُنشغلًا بِالتفكير و جَسدي مُنهمك في العمل .
لَم أبكِ مُنذ ذلك اليوم ، يوم الأحد ، يوم مَوت صغيرتي .
لا أعلَم لِم لكن كُل ما أعلمه أن هذا لا يعني بِأنني تَخطيتُ الأمر ، بَل لازِلت عالِقًا في ذَلك اليوم بِكامل أحداثه و تَفاصِيله المُؤلمة .
و كل يوم حين أعود من العمل ، أصعَد لِغرفتها و أحتضِن دُميتها ، لا تَبكي عيناي لَكنني و بِوضوح أستطيع سماع صوت تَصدع قلبي .
أستطيع أيضًا سَماع صَرخات رُوحي ، و لَطالما تَسائلت كَيف لي أن أبدو بِهذا الهدوء بينما كُل ما بي صاخِب ؟
عِندما ماتت زوجتي هانا كُنت مُنهارًا حَقًا ، بَكيتُ كثيرًا و صَرخت مُتوسلًا إياها لِكي تَعود .
أنت تقرأ
عائِلة || YM
Romanceعائِلة كانوا و عائِلة سَيكونون ، دَوماً سَنبقى هُنا مَعاً. Cover by @amoismeow