Part 6

46 11 50
                                    

استيقظتُ مِن نومي العميق فاتِحًا عيناي لِأرى دُمية ابنتي مازالت بين ذِراعاي ، نَظرت في جميع أنحاء الغرفة و خَرجت أبحث في باقي الغُرف لكنني لم أجدها .

تَوقفت مَكاني عِند الدرج لِأدرك الأمر ، لِأدرك أنها رحلت و أضحت تَحت التراب ، و أنا من وضعتها بِيداي في ذلِك القبر المُظلم .

كان صغيرتي تَخاف الظلام و تَخاف الوحدة ، فَكيف تجرأت و تَركتها وحِيدة في ذلِك المكان الموحِش ، يا لي مِن أبٍ سيء .

نَزلت لِأسفل لِأجد والِداي يَجلسان في غُرفة المَعيشة ، و فور أن رَأتني أمي رَكضت نَحوي و احتضنتني باكِية
"الهي ، يونغي هل أنتَ بِخير ؟"

لا أعلم ما خَطبها و ما خَطب قَلقها و دُموعها لِذا ابتعدت عن عِناقها قَليلًا
"أجل أنا بِخير"

تَلمست جَبيني ثُم سَحبتني و أجلستني على الأريكة
"كُنت نائِمًا لِيومين و نِصف و ارتفعت حَرارتك كَثيرًا ، كُنت تَهزي و تَبكي أثناء نومك"

تَحسست جَبيني مرةً أخرى تَتفقد حرارتي و أنا فَقط أنظر إليها غَير واعٍ لِما تقول
"لازِلت تُعاني من الحرارة لكنها لَيست بِتلك الشدة"

نَظرت لِوالدي ثُم لَها مُجددًا
"ماذا تَعنين بِأنني نِمت لِيومين ؟"

رَبت والِدي على ظَهري و استقام
"كُنت نائِمًا من يوم الأحد ، و اليوم هو الثلَاثاء"

أَرتني أمي تارِيخ اليوم بَينما أحضر والِدي لي الدواء ، و أنا حَقًا لا أصدق أنني نِمت لِيومين!

أخذت دوائِي و غُصت في أفكاري ، الكثير من الأسئِلة تَقفز في رأسي و بَعض الأفكار الأخرى التي أحاوِل جاهِدًا طردها .

و هكذا بَقيت لِثلاثة أشهر كامِلة ، يبقى عَقلي مُنشغلًا بِالتفكير و جَسدي مُنهمك في العمل .

لَم أبكِ مُنذ ذلك اليوم ، يوم الأحد ، يوم مَوت صغيرتي .

لا أعلَم لِم لكن كُل ما أعلمه أن هذا لا يعني بِأنني تَخطيتُ الأمر ، بَل لازِلت عالِقًا في ذَلك اليوم بِكامل أحداثه و تَفاصِيله المُؤلمة .

و كل يوم حين أعود من العمل ، أصعَد لِغرفتها و أحتضِن دُميتها ، لا تَبكي عيناي لَكنني و بِوضوح أستطيع سماع صوت تَصدع قلبي .

أستطيع أيضًا سَماع صَرخات رُوحي ، و لَطالما تَسائلت كَيف لي أن أبدو بِهذا الهدوء بينما كُل ما بي صاخِب ؟

عِندما ماتت زوجتي هانا كُنت مُنهارًا حَقًا ، بَكيتُ كثيرًا و صَرخت مُتوسلًا إياها لِكي تَعود .

عائِلة || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن