لم تخبر حبيبة والدها بأن الأشعة خاصة بأدهم جارهم وجلست فى حجرتها تفكر فى أدهم بحزن شاب فى سنه حياته تنتهى بهذا الشكل بالتاكيد خبر مرضه كان صدمة شديدة له وأحست بأنها يجب ان تساعده وان تقف بجواره حتى يتخطى هذه المحنة ,لايجب أن تتركه فى حالة اليأس التى يعيشها هذه الفترة ولكنه كان عنيدا ويرفض الخروج من البيت أو مشاركتهم فى أى نشاط حتى عندما يذهب إخوتها له يجلس معهم صامت وكان يرفض أن يخرج معهم او يذهب للبحر رغم محاولات حسن وحازم المستميتة معه ولذلك قررت حبيبة ان تتحدث معه بنفسها وتواجهه ربما يستفيق .
فى صباح اليوم التالى ذهبت للشاليه ودقت الجرس وفتح لها كان بالفعل شكله بائسا بذقنه الطويل وملابسه الغير مرتبة دخل إلى البيت بدون أى كلمة وتبعته حبيبة وقالت:
- إنت ليه مش عايز تخرج مع حسن وحازم او تروح معانا البحر؟
- ليه؟
- ليه إيه؟ تخرج تشم هواء تتفسح يعنى , إيه غريبة ؟
- الفسحة دى هاتطول عمرى؟
- طبعا لأ لكن على الأقل تتمتع بحياتك ومتفضلش حابس نفسك مع الأفكار.
تحرك أدهم بعصبية وقال بصوت حاد:
- إنت باين مش مستوعبة اللى بيحصل لى أنا هاموت , فاضل لى سنة وأموت , حياة إيه اللى أستمتع بيها بقى؟
- آه يعنى إنت هاتفضل كده حابس نفسك بعيد عن الناس وحارم نفسك من الحياة لحد ما تموت؟ كويس قوى يبقى ماظنش إنك ها تموت بعد سنة لأ ها تموت قبل كده بكتير.
نظر لها بدهشة وصدمة ولمعت الدموع في عينيه, كانت حبيبة تعلم جيدا بأن في كلامها قسوة شديدة ولكنها شعرت بأنه من واجبها أن تواجهه بالحقيقة. وأحست بألم في قلبها عندما رأت الحزن الذى أرتسم على وجهه من كلامها والدموع الوشيكة في عينيه لقد كانت بصفتها طبيبة تتعامل مع الكثير من المرضى وتضطر في أحيان كثيرة ان تواجههم بحقيقة مرضهم ولم تعلم لماذا تجد صعوبة الآن في الحديث مع أدهم وأحست بغصة في قلبها من أجله وحاولت أن لا تظهر له أي شفقة او حنان بل تعاملت كطبيبة تواجه مريض بحالته وتماسكت أمامه , تحرك أدهم باتجاهها بغضب وقال:
- تقل او تزيد متفرقش أنا عمرى 31 سنة وكنت فاكر إن العمر كله قدامى لكن دى سنة زادت او قلت, تقدرى تقولى هاعمل بيها إيه؟ معدش فيه وقت أعمل حاجة.
- لأ الوقت موجود بس إنت اللى بتحرم نفسك من الحياة والدنيا.
- وقت؟؟؟ وقت إيه اللى بتكلمي عليه ,سنة سنة واحدة بس , تفتكري ها قدر اعمل إيه فى سنة؟
- يآآآه حاجات كتير قوى، إنت ممكن تعمل فى السنة دى اللى غيرك ميعرفش يعمله فى 10 سنين ده لو عندك إرادة و عايز فعلا تقاوم.
أنت تقرأ
ويبقى لقاء الروح
Romanceمن أحب الروايات على قلبى تم نشرها منذ أربع سنوات ولم يكن مسموحا لى بنشرها والآن إنتهى عقدى وسمحت لى افدار بأن أنزلها هنا وعلى جروب الفيس لن أتكلم عنها فهى ستتكلم عن نفسها وأرجو ان تنال إعجابكم دار الحلم للنشر والتوزيع
