"بداياتٌ مُبهمة"

3 0 0
                                    


رسيل
الحلقة الثانيةَ عشر {12}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُورفــينَـــا}

"بداياتٌ مُبهمة"

ـــــــــــــــــــــــــ༺༽❀❀༼༻ـــــــــــــــــــــــــ
فُوجئت "رسيل" عندما أخطرها الحارس بمجيئهما، نظرت إلى "شجن" المتّكئة على الكُرسيِّ بجانبها وبادلتها الأُخرى نفس النظرات؛ إذ تخلَّل نظراتهما الاستفهام، أسرعتا تجاه الخارج بعد أن غرقت "رسيل" في اسدالِ الصلاةِ السماويِّ الخاصِّ بها، كانت تُقلِّب عينيهَا بضيقٍ في وجهِ أحمد، تترصَّدُ تعابيرَ وجهه جيِّدًا، إنَّها تدركُ أنَّ هُنالك خطبٌ ما خلفَ ابتسامتهِ الخدّاعةِ تلك، عانقتها "سبأ" الصغيرة والتِي كانت تسألها بشوقٍ عن حالها وحال خالتها، ردّت رسيل بابتسام ومنحتهما الإذن بالدخول، كانت تسيرُ في معيَّةِ "شجن" خلفهما فهمست لها "شجن":

_ انا ما ارتحت للشاب دا يا رسيل.

أجابت "رسيل" في خفوت:

= أصلًا وراءه مصيبة أنا بعرفه، دا ولد خالتِي.

_ الله يستر.

دلفتا إلى المنزلِ بتحذُّر، يُراقبانِ تصرُّفات أحمد الذِي يسيرُ أمامهما، لم تستطعم "رسيل" زيارته أبدًا، بل ظلَّ القلق يُساور عقلها بشأنه، انصرَفت إلى المطبخ لتُحضِّر شيئًا تستضيفهما بهِ، تفاجئت عندمَا رأتهُ يلحقُ بها ويُنادِي باسمها:

_ رسيل، أقيفِي.

أدارت بؤبؤيها في استقذار وقالت:

= خير؟

ابتسمَ وهُو يقترب ناطقًا:

_ الحمَّام وين؟(أكرمكم الله)

= أقيف مكانك، أمشِي على طُول بتلقاه.

_ تمام شُكرًا.

عادت لتُكمل ما فِي يدها وهِي تصرفُ عينيها عنه، ولكن انزلقَت الكؤوس على مغسلةِ الصحون قبل أن تسكبَ العصير، صوتُ السيِّدِ "الفَارُوقِي" يتهادر!
من الجائزِ أنّه قد علمَ بأمرِ خُروجِ عُثمان من الغُرفةِ وهذا سببُ غضبهِ، هرولت نحوَ الغُرفة تاركةً ما بيدِها لتُخبرَ "شجن" و "سوسن" بضرورةِ تدخُّلها فيمَ يحدثُ بمنزلِ "الفاروقي"، لن يحُلَّ الأمرَ غيرها، عجّلت خطواتها بالخُروجِ وهِي تُمسك بأطرافِ اسدالها، وكمَا توقَّعت، وجدتهُ يصرخُ بوجههِ وهُو يشتعلُ غضبًا ويضربه، كادت تلحقُ بوجهِ "عُثمان" ضربةٌ أُخرى لولا تدخُّل "رسيل" وانتصافِها بينهما، انخفضت نبرةُ "الفَارُوقِي" العالية وهُو ينطقُ باستغراب:

_ رسيل؟

= عُثمان أنا اللي طلّعته ما طلع براه يا أستاذ.

قالتهَا بشجاعةٍ كمَا هِي عادتها في مواجهةِ المواقف، سألهَا في محاولةِ تملُّكٍ للأعصاب:

_ ليه؟

= عشان ما مُمكن يتضرب بالوحشيَّة اللي كان بيتضرب بيها دي.

رسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن