الحلقة الأولى

287 21 2
                                    

دخلت العيادة مش شايف قدامي من كتر الارهاق بس هي الوحيدة اللي لفتت نظري، لقيتها قاعدة في الاستقبال جنب الممرضة، وقفت لحظات أبص عليها بتركيز..

رجلها بتتهز بتوتر باين جدًا على جسمها ولابسة نضاره شمس كل شويه ترفعها وتطبطب على عينها بإبهامها وتنزلها تاني، الصداع بدأ يزيد خلاني افقد تركيزي معاها ودخلت بسرعة لمكتبي وكعادة رانيا جت ورايا بتجري،

قعدت على الكرسي اللي ورا المكتب وأنا برفع إيدي قبل ما تتكلم:

- مش عاوز أي كلام يا رانيا أنا عاوز فنجان قهوة دُبل مع حبيتين مسكن بسرعه وبعدين هسمعك زي ما تحبي،

حاولت تقولي حاجة مهمه هزيت راسي بجدية فخرجت وهي مضايقه إني ما سمعتهاش ورجعتلي بعد دقايق معاها القهوة والمُسكن، حطتهم على المكتب وخرجت وهي بتقولي:

- معاك خمس دقايق يا دكتور وتفوق الله يكرمك عشان في كوارث بره،

سندت راسي على الكرسي بيأس وأنا بقول لنفسي

" زي كل يوم الكوارث ما بتخلصش "

شربت قهوتي وخدت الدوا ومعاه نفس عميق ورنيت الجرس.. دخلت رانيا وملامحها مضايقه وبدأت تحكيلي بسرعة شديدة وتلعثم غريب، حاولت اهديها عشان أفهم كويس هي بتقول إيه بس هي ما ادتنيش فرصة وخرجت بعد ما خلصت وكل اللي فهمته منها أن كل الحالات اللي بره كوم وواحده بس كوم تاني دفعت كشف مخصوص ودا شئ لو تعلمون عظيم نظرًا لأن الكشف العادي أصلًا غالي جدًا ودا لأني تخصص نادر، وطبعًا تخميني طلع في محله هي اللي شوفتها وأنا داخل مكتبي..

رنيت الجرس بإشارة واضحة إني مستعد لاستقبال أول حالة، دخلت ولسه التوتر ظاهر جلي على ملامحها والنضارة الشمس الكبيرة مغطية نص وشها ، قعدت قدامي بتحاول تتدارى من نظراتي اللي بحاول بيها أقيم حالتها المبدئية، مسكت القلم والورقة وسيبتلها براح ثواني معدودة تاخد فيها نَفسها عشان تجاوب على سؤالي الأول:

- ممكن تعرفيني بنفسك؟

= اسمي هالة، آنسه هالة

- كام سنة يا أنسه هالة؟

= ٢٨

- بتشتكي من إيه؟

قلعت نضرتها بعصبية ورزعتها على المكتب وهي بتقولي:

- هو حضرتك دكتور إيه؟

ابتسمتلها بهدوء وجاوبتها:

- دكتور نفسي

لمحت إيدها اللي بترتعش بوضوح وجسمها الغير متزن في القاعدة خلاني ولأول مرة أحس بالضيق والرغبة الكبيرة في إني اساعدها،

هي هالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن