من يوم ما زراتني هالة وأكتشفت أن كل اللي حصل معاها كان أوهام ومكنش في هالة أصلًا ودا بعد ما رانيا أكدت لي إن ما فيش أي حد دخل غرفة الكشف قبل ما تدخلي هي بنفسها أول حالة..
بالتأكيد ما صدقتهاش بس كاميرات المراقبة اللي في العيادة كانت دليل كافي إن كان في حاجة غلط بس مش في اليوم دا.. فيا أنا!
من وقتها وأنا بسأل نفسي كل يوم هل أنا كنت بتوهم، طب حتى لو عندي هلاوس سمعية وبصرية هتبقى لدرجة أني أقعد ساعة وزيادة مع شخص مش موجود حتى الساعة دي كانت مجرد توقيت مش مظبوط من وقت دخولي العيادة لوقت دخول رانيا تستأذن بأول حالة ماهي إلا ١٥ دقيقة أو أقل!
طب مشاعري والاحاسيس اللي حسيتها مع هالة هي كمان كانت هلاوس؟! طب وجودها في العيادة قبل ما أجي ووصفها اللي رانيا بتنكر أنها شافت الوصف دا لدرجة الحلفان، طب موقف رانيا منها وزعقيها أني سيبتها تنام في المكتب! طب لو رانيا بتكدب لأي سبب كاميرات المراقبة اللي ما ظهرش فيها حتى طيف يثبت وجودها هي كمان بتكدب!
مر اسبوع وأنا على حالي ورافض أروح العيادة، قررت في خلال الاسبوع دا أقابل أحد اساتذتي اللي بعتز بيهم وبعتبرهم من أمهر الاطباء النفسيين في العالم، حكيت له اللي حصل بالتفصيل وللأسف مكنش عنده أي تفسير كافي أو حتى مُقنع.. فقررت أني أرجع أمارس مهنتي ولا كأن حاجة حصلت..
وصلت العيادة وجوايا احساس غريب وأمنية إني أقابل هالة مرة تانيه يمكن يبقى عندها إجابة لأسئلتي بس الامنية دي في حد ذاتها كفيلة بظهور هالة كأعرض لمرض نفسي أنا بعاني منه،
حسيت بضيق وخنقة من الفكرة نفسها.. ففتحت عربيتي وخرجت منها على الاسانسير باتجاه العيادة، استقبلتني رانيا بابتسامة وجملة
" حمد لله على السلامة العيادة نورت "
غصب عني عيني راحت على مكان هالة اللي شوفتها فيه أول مرة، رديت على رانيا بابتسامة ممتنة لوجودها ووقفتها جمبي ودخلت مكتبي..
اليوم عدى طبيعي كأي يوم وخلصت آخر كشف ودخلت الحمام أغسل وشي واستعد للرجوع لبيتي وأنا بفكر أني ممكن أروح انهاردة لأمي اللي مشوفتهاش من اسبوع وأقضي معها يومين..
خرجت من الحمام ويدوب خطوتين ناحية المكتب لقيتها قاعدة على الكرسي وبنفس التوتر!
منكرش إن كنت اتمنى أشوفها وخوفي من وجودها شبه منعدم ودا خوفني أكتر، تقبلي ليها في حد ذاته دليل على مرض وأنا مش عاوز أكون مريض.. محدش في الدنيا يحب يكون مريض..
غمضت عيني وهزيت راسي على أمل تختفي وتختفي معاها اسئلتي الكتير، بس ما حصلش.. فقررت أنا اختفي!
تجاهلت وجودها تمامًا وروحت عند المكتب أخدت مفاتيح العربية ورنيت الجرس على رانيا اللي جت على طول ووقفت على الباب تبصلي باستغراب سألتها عنه فاجوبت:
أنت تقرأ
هي هالة
Fantasyهي امرأة تتحدى العوالم كي تحصُل على حبها الوحيد أو هكذا أقنعت الجميع؛ فلا يوجد أحدٌ يعلم ما تكنهُ في صَدرها سوى هي فقط.. هي امرأة لا تقبل الخسارة بل هي على استعداد لقلب العالم رأسًا على عَقبْ لتُحقق ما تريده حتى لو كانت السبب في أن تفقد الحياة حياته...