أتعرفُ معنى أن تحيا حياتك كما لو كانت كابوسك الابشع الذي تود لو تستيقظ منهُ فتجد ذاتك في عالمٍ تعيشُ فيهِ بهناءاً أكبر فحين تتعبُ تجدُ عائلةٍ أُخرى ترددُ على مسامعك كلماتٍ بسيطةٍ مثل " أحبك ، اؤمن بك " التي لطالما تمنيت سماعها من أهلٍ لن يعود عهدهم فقد تركتهم مكرهاً لتؤسس مستقبلاً ذا بريقٍ ألمعٍ تستطيعُ الوقوع بغرامِ الحياةِ فيهِ أكثرَ كل يومٍ لولا أن ذكراهم تراودك بين الحينِ والأخرِ ليشقيك كما يشقي الألوف غيرك في هذه البلدانِ العربيةِ عادات وتقاليد أشخاصٍ قد ماتو ولم يمت معهم ارثهم الفكري الجاهلي البغيض حتى بقيت ثلاثُ أنواعِ من الناسِ كان بإمكانهم عيشُ حياةٍ أجملَ لولا اتباع المجتمع لما خلفه الأولون من تخلفٍ فكري لينبذو الاختلاف السليمَ عنهمُ ؛ نوعٍ من الناسِ ينبذُ التفرد فيشقى جُزءٍ آخرٌ لتميزهم عن كارهي التجديدِ والتغيير الذين يدعمون ببعضِ الأفكارِ صنف الذكور أصحاب الفكرِ المخزي والذكوري فلا قانون يردعهم في حينٍ ولا عائلةٍ تسمحُ لبناتها بأخذِ ثأرهن في حينِ بل تلوم الضحايا وتنسى الذين إذا لم يردعهم أحدٍ ظلو يكدرون صفو مزاجِ كُل امرأةٍ يودون لو يضعو بصماتهم الخسيسة في ذكراها ، أتعرفُ معنى العيشِ بقيودٍ سببُها الأهلٌ والمجتمعٌ لا الحديد؟ أتعرفُ معنى سجنِ المرءِ لنفسهِ بقضبانٍ من أفكارٍ ومشاعرٍ ولدتها صدمات الطفولة والامراض النفسية لا الحديد ؟
أتعرفُ معنى كونك مهما صارَ لديك من الرفقاءِ حشدٌ من الناسِ لا أحد منهم تراهُ يفهمُ ما خلف جدران قلبك من أذىٍ وأسى ولا ما وراء كلماتك المسموعة من تمردٍ يطغى على كيانك !
أنت تقرأ
مذكرات كاتب مضطرب المشاعر، ضائع الفكر، مليئ بالعقد النفسية
Poesieيقال أن الكاتب يولد كاتباً ، حين يُكتب لأقدارهِ التعاسة، فيتولد الفن الادبي من رحم المعاناة، فكُلُ سطرٍ خطهُ شاعرٌ، يعبر عن وجدانهِ المضطرب، بعد مقاساتهِ الالآم المختلفة، واختيارهِ من قبل الهه الكتابة أيودي ليتوج كاتباً أدبياً ، وليس كُل كاتبٍ ، كات...