حين تأتي أحلك الليالي الكئيبه ، ولا أجد متكئاً أستندُ عليه ، ولا الرفقاء بقادرين على تغيير نظرتي للعالم بأنه حقير فهو ؛ الذي لطالما تمنيتُ فيه مُنذ سنِ الثانية عشرة ربيعا لو أمر الله الملائكة بقبض روحي ، فأُفلت من وطأه ضيقتي الخانقه وقلقي الذي يُهيمن على فكري بأكملهِ ، ليجعلني أتجهُ رغماً عني نحو الطريق الذي لم أخترهُ ، بل أجبرني عليه خوفي من البقاء قلقاً من المستقبل الذي لا فكرة لدي من كمُصاب بالحدية ماذا ينتظرني فيهِ ، فأنا الذي لستُ سوى تعيسٍ ذو عقلٍ فوضوي لا يهدأ ، لا أعلمُ ماذا أفكرُ بهُ ، وإلى أين سيأخذني عقلي ، وأنا الذي عدةُ في جسدٍ واحدٍ ، كل مرةِ لي شأنُ ولي قرار ، أتوهُ في مسالكِ الحياة مراراً وتكراراً ، وأكررُ ذات الأخطاءِ القديمة التي قلتُ سأقلعُ عنها ، فليس من السهلِ علي لا التغيير ولا ترك سلوكيات تُلهيني قليلاً عن تفكيري بعداواتي اللئيمه مع ذاتي ، فعندما تكون نفسك عدوك اللدود فلا تحلم كثيراً ، فهي اسوء خصم لعين ، فإن كانت معك فهي كملاكك الحارس ، وإن كانت عليك فهي كالشيطان الخبيث الذي هو سمٍ في فكرك ، حينها لستُ تعباً بل أُنهِكت !
أنت تقرأ
مذكرات كاتب مضطرب المشاعر، ضائع الفكر، مليئ بالعقد النفسية
Poetryيقال أن الكاتب يولد كاتباً ، حين يُكتب لأقدارهِ التعاسة، فيتولد الفن الادبي من رحم المعاناة، فكُلُ سطرٍ خطهُ شاعرٌ، يعبر عن وجدانهِ المضطرب، بعد مقاساتهِ الالآم المختلفة، واختيارهِ من قبل الهه الكتابة أيودي ليتوج كاتباً أدبياً ، وليس كُل كاتبٍ ، كات...