•Ch2•

48 6 1
                                    

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

رنّ جرَس منزِل أيزاوا، ووقفت نَاتاليا وهِي تعدل بعض خصلات شعرهَا، فتح أيزَاوا الباب ونظرت إليه، كَان يرتدي كـ عَادته، قمِيص رمادِي فضفاضٍ وسرِوال أسود، إبتسمت له وقَالت: "مِن الغرِيب رؤيتك مُستيقِظًا فِي هذا الوقت"

ترَاجع أيزاوا وترك لها المجَال للدخول ونظر لِـ زيها، كانت ترتدِي تنورَة سودَاء وقميص أزرق اللون بأكمَامٍ طَوِيله مرفُوعه لمنتَصف يدِهَا، وكَان شعرُهَا مربُوطًا على شكل ذيل حِصَان.

"مَا هذَا؟" سأل أيزاوا عن الكِيس الذي كانت تحمله نَاتاليا وأزَاح نظره عنهَا وابتسمت له وهي تذهب للمطبخ وتُجِيب عليه :"طَعام بلَاك المفضل! كَان هُناك عروض على طعَام القطط لِذا استغللت الأمر وإشتريت البعض له.."

شعرت نَاتاليا بِـ كُتله الفراء تحُوم حول قدمِهَا وإنحنت لإلتقاطها، مشى أيزاوا بجوارها وأخرج المعلبَات ووضعهَا فِي مكان مُخصص وترك مُعلب وَاحد ليضعه فِي طبق بلَاك.

بمجرد فتح المُعلب قفز بلَاك مِن بين يدي نَاتاليا، إنَّهُ قط يحب الطعَام كثِيرًا، هذَا يفسر سَبب كونه قط كَبِير.

"قهوه؟"رفع أيزاوا كوبَان قهوه ونظر لِـ نَاتَاليا وهِي تفتح الثلاجَه وتنظر لمحتوياتهَا.

"أريد شيئًا بارِدًا.." أجابته نَاتاليا وهي تأخذ زُجَاجه من الكحُول وكَانَت ستفتحها حتى فقدته مِن يديها ورمشت عِده مرات وأدارت راسها لأيزاوا الذِي أمسك الزجاجة وأعادها مكَانها.

"هيي شوتا.!"

"إنه يحتَوِي على تُوتٍ أحمر.."

"تُوت؟ بجدية هل تظنني مازلت أتحسس ضِد التوت؟"

"هل ستقنعيني أنك لستِ كذلك؟" يرفع أيزاوا حاجبيه وهو ينظُر لها بنظرة ثَاقِبة وبَاردِه.

"لكنِي أشعر بالحر شُوتّا.!!"تعبِس عندما يلتفت ويعد لهَا القهوه معه :"بغِيض، رجل عجُوز"

"كلِمه أخرى وسأطردك.."

صَمِتت نَاتاليا بعد أن لَاحظت النبرة الجادة في صوته، وتنهدت بعبوس وهي تمشِي لغرفة المعيشة وتجلِس بملل وتلقِي نظره إلى بلَاك الذِي لا يزَال منغَمِس فِي الطعام.

بعَد دقَائق معدودة، جَفِلت نَاتاليا عِندما شعرت بشيءٍ بارد عَلى خدهَا.

رفعت نظرهَا لقَارُورة مَاء بارِده، أخذتها مِنه وشكرته بتمتمه هَادِئه وجلَس أيزاوا وهو يضع كُوب قهوته على المنضدة بِجوارِ الأريكة المرتَفِعَة.

"لماذا أستخدمتِيها؟"سأل أيزاوا بتعبير مُحَايد، ورفعت حاجبيها وهي تنظر له حتى أدركت مَا كان يقصده.

"كُنت أتدرب" تجنبت نَاتَاليا نظرات أيزَاوا وهِي تعلم جيدًا أنه يكره أن تتدرب عَلى إستخدَام مِيزاتها معًا لوحدها.

"لوحدك؟.."عبَس أيزاوا وهو يفرك سطح أنفِه ويتنهد بِعمق وإحباط: "أخبرتك أن لا تتدربِي لوحدك هذَا خطِير نَاتاليا، هل تريدين البقاء فِي المستشفى مُجددًا تحت الحبس لِأسَابِيع؟"

"لِمَاذا تذكر هذا بجدية كَان هذَا فِي المَاضي! أنا بِخير الأن ولدِي مناعه على الأقل.."تبتسم نَاتاليا ببراءة وهِي تسترخي علَى الأريكة وتنظر للتلفاز أمامهَا، وتنهد أيزاوا مُجددًا وأغمض عينِيه وهو يرفع كُوب القهوه لشفتيه ويرتشف الطعم المُّر لقهوته.

سَاد صمت بينهم غِير ثَقِيل، وكمَا كَان السبب في وجود نَاتاليا هُو بلَاك، كَانت حاليًا فِي الحمام تَقُوم بمحاوله جعل القط ذو الفِرَاء السوداء بالإستحمَام.

كَان عنيدًا على أي حال..

أخذ الأمر ساعات حتَى تنتهي مِن استحمامه والإعتنَاء بفروته السودَاء الناعِمةِ.

جلسَت نَاتَاليا على ركبتيها وهِي تمسح على فرو بلَاك المستقر عَلى حُجرِهَا، أثناء ذلك ألقت نظرة خاطِفة لأيزاوا الذِي كان يرتدِي نظارته ويقوم بتصحِيح أوراق الطلاب وتدوِين الملاحظَات الجَانبيةِ على الورقة.

بحكم الإنزعاج الظاهر على وجهه فهذَا يعنِي أن هناك درجاتٍ سيئة، هزت كتفيها بِينمَا إبتعد بَلاك وقفزَ فُوق كُرسِي ونهَضت وتوجهت إلى أيزاوا : "هل تُريد مساعدة؟"

"لا.."أجاب عليها بإقتضاب، لم تستَمِع إليه وجلست بجواره وأخذت بضع أورَاق لِتصحِيحها، كَانت تعَابِيرها مماثِله له الآن، درجَات هؤلاء الطلَاب لا تُعقَل، لم يجلب أحد دَرجه كَامِله سِوا طَالبِين، الأولى يايوروزو مُومو والثاني تودوروكي شوتو.

"من يختبر الطلاب في الأسبُوع الدراسِي الأول لهم؟!"تضع الأورَاق عَلى المِنضدَةِ بِقُوة وتنظر إليه ولم يُجِيب عليها فورًا وبعد لحظَاتٍ مِن الصمت تحدث : "إنَّهُ ليس إختبارً فعليّ، أردت رؤيَة مستَواهُم الدِرَاسيِ، ويبدُو أنه لدي طَرِيق طَوِيل مع هَؤلاء الطلاب"

"أشعر بالأسف لِـ هؤلاء الطلاب..إنهم متحمسِين للتدريب وأسَاسيَات البطل وأنت وهِيزَتشي تقومَان بإعطَائهم درُوس مُمِله!"

"هذَا من إختصاصك وإختصَاص أول مَايت، ونحن نسِير عَلى منهَج المطلوب وحسَب"أجَاب بنبرة مملة وبَارِدة وتنهدت نَاتاليا ونظرت لِلساعة عَلى الحائط : "هيه لقَد تأخر الوقت أظنني سَأعود الأن!"

تنهض نَاتاليا وتنحنِي لتداعب فِرَاء بلَاك وتبتسم لَه عندمَا يُخرج مواء مِنه، ثم تشق طَرِيقهَا إلى المدخل وترتدِي حِذائها، وتتأكد مِن وجُود هَاتفها ومفتاح منزِلهَا فِي جيبها ولوحت لِبلَاك وخرجَت مِن منزل أيزاوا، كَان منزلها في ذات المنطقه قَرِيبه نوعًا ما من منزله.

بعد أن وصلت لمنزِلهَا أغلقت باب جيدًا ونظرت لرسَاله علَى المنضَدة وكَان عليه شِعار ( إ.م ) وتنهدت وهِي تعلم ما محتواه، كَان أمامها طَرِيق طَوِيل أيضًا الان...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يتبع......
- 679Worl -

تيتانيا || Titania حيث تعيش القصص. اكتشف الآن