الصيف المثالي

3 1 0
                                    

كتبت صديقتي نور على حسابها على تويتر:

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كتبت صديقتي نور على حسابها على تويتر:

‏كان ليكون صيف العام 2024 هو الصيف المثالي الذي كنت أحلم به طوال حياتي! صيفٌ كامل أقضيه أمام البحر طوال اليوم، أصحو وأنام على هدير الأمواج، ولا شيء مهم سوى إعداد الطعام وتناوله ثم انتظار انكسار حرارة الشمس، والجلوس أمام الشاطئ لساعات لأتأمل غروب الشمس وسماء الصيف الصافيّة وغيومها البيضاء البديعة. أما الصغار فيسبحون وقتما شاؤوا و يبنون قلاعًا رمليّة ويزينوها بأصداف البحر. وفوق كل هذا لا قلق من عودةٍ قريبة للعمل وروتينه ومتطلباته.
هذه هي العطلة التي كنت دومًا أنشدها، ولكن يا للمفارقة فقد كان كل هذا وسط إبـا دةٍ لا ترحم! لم أسافر، ولم تكن عطلةً في فندق بل هي نزو ح قسّريٌ في خيمةٍ أمام البحر. لم نهنئ بجمال البحر إلا في لحظاتٍ قصيرة تناسينا فيها أخبار المــو ت وفظاعة المجـا زر وعبثيّة المفاوضات والآمال الكاذبة بحياةٍ آدميّة، ففي الخلفيّة لا تختفي أصوات القــ صف والصو ا ريخ وقذ ا ـئف المد فـ ـعيّة وإطلاق الرصـ ا ـص ونسـ ـف البيوت وأزيز الطائرات الحر بيّة بأنواعها. ولأكتشف أن هدير الأمواج الذي لا ينقطع مزعجٌ كصوت طائرة الاستطلاع التي لا تفارقنا!
وهاهو الخريف يطرق أبوابه، ليغدو البحر أكثر قسوةً كعدوٍ آخر يُضاف لقائمة الأعداء الذين يشتهون مو تنا كل لحظة، فبعد ليلةٍ صعبةٍ من الهواء القاسي، ومدّ البحر الذي لم تنفع معه السواتر الرمليّة استيقظ النا ز حون مبللين تمامًا ململيّن بقايا خيامهم في رحلةٍ جديدة للبحث عن بقعةٍ أبعد عن البحر حتى ولو بأمتار قليلة. ولكن أين في خضم بحر النا ز حين والخيام الذي أغرق جنوب القطاع؟
لا خلاف بأن شاطئ بحر غـ ـز ة من أجمل الشواطئ، لكنني لن أستطيع بعد هذا الصيف أن أجلس أمامه دون الإحساس بالمرارة، بل ربما لن أستطيع أن أنظر إلى أي شاطئٍ في أي بقعةٍ في العالم_ لو كتبت لي النجاة_ دون أن أحسّ برغبةٍ عارمةٍ في البكاء!

15 سبتمبر 2024
من قلب الإبـا دة

قصص غزة🇵🇸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن