أنس

4 2 1
                                    

نمت الليلة وأنا في أسوء حالات شوقي لصغيري أنس، فسألت الله أن يريني أنس في منامي وقد كان فسبحان الله!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نمت الليلة وأنا في أسوء حالات شوقي لصغيري أنس، فسألت الله أن يريني أنس في منامي وقد كان فسبحان الله!

رأيت الليلة في منامي أنني أجلس مع صديق مقابل منزلنا المدمر، وفي حديثنا سأل سؤالا: ماذا أصابكم من الحرب يا أسامة وبكل صدق؟

قلت أول ما أصابنا تدمير منزلنا هذا فوق رؤوس ساكنيه.. فقاطعني وقال أي منزل مدمر؟ منزلكم كما هو انظر الأنوار داخله مضيئة وفيه سكان؟

قلت دعك من هذا، الحقيقة أن منزلنا هذا مدمر حيث قضى فيه 26 شهيدا من أهلي، قال كيف انظر مرة أخرى ليس فيه شيء!

نظرت ولم أكمل شرح ما أصابنا من الحرب ورأيت منزلنا كما هو وتجري فيه الحياة، فتعجبت ولم أصدق ما ترى عيني -وأنا المفجوع بفقدهم- فسمعت صوتا مصدره منزلنا، فناديت يا أنس يا بابا يا أنس يا بابا، فإذا به يجيبني، فانشرح قلبي جدا وتغيرت كل تفاصيل مشاعري ترقبا لرؤيته فطلبت منه أن ينزل لي من المنزل فخرج والنور في وجهه فأقبل علي مسرعا مبتسما أنيقا واحتضنني حضنه المعهود وملأ قلبي حبا وشفاء.. فقبّلته ما استطعت، وأطفأت نارا عظيمة من شوقي بملامسة جسده الصغير، ثم طلب مني كما يحب طلبه دوما: بابا اشتريلي عصير، فقلت حاضر يبوي.. ففرح فرحته الطفولية العجيبة وصفق بيديه، فأمسكت إحداهما ثم رافقته إلى الدكان المدمر أيضا، فإذا به كما هو وفيه بعض البضائع، فدخلنا وصرت أعرض على أنس بعض السلع وهو يرفض أخذها يريد أن يختار بنفسه، فتركته يسرح ويمرح كيف يشاء، ثم خرجت إلى باب المحل أكمل حديثي مع صديقي، ثم قلقت على أنس فدخلت الدكان فلم أجده، فالتقيت بابنة عمي الشهيدة شيماء على باب الدكان وسألتها أين أنس؟ فقالت لعله ذهب ليشتري من دكان فلان..

فنظرت على طول الشارع فوجدته يمشي بعيدا ولم أستطع اللحاق به وقد مضى وانقضى ما كنت أرى!

ما أجمله وما أحلى حكاياته وما ألطف لحظاته وما أشد شوقي إليه..

والحمد لله الذي يؤنسنا برؤيتهم ويخفف عنا برحمته الواسعة.

قصص غزة🇵🇸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن