الفصل الاول : "جريمة في حق المظلوم"

35 7 0
                                    

كان الغضب يشتعل في عيني الأب وهو ينظر إلى ابنه، الذي كان ممددًا على الأرض، جسده يرتجف من البكاء. "أنت نكرة! أنت لست ابني! لست فتى!" صرخ الأب، وكأن الكلمات نفسها كانت تشعل النيران في قلبه. كان ليو في حالة من الهلع، خائفًا من فكرة بيعه في السوق السوداء. حاول التوسل إلى والده، يعتذر ويعده بتحسين نفسه، لكن كل ما تلقاه كان دفعًا قويًا ألقاه على الأرض وجعل دمه يسيل.

"وأخيرًا... أخيرًا!" استمر الأب في صراخه، ضحكته الهستيرية تتردد في الأرجاء، وكأنه قد تحول إلى شرير من قصص الرعب. "سأتخلص من هذا الشاذ، هذا العار في حياتي... سأتخلص منك، أيها المسخ!" كانت نبرته تعكس كل ما هو شرير، يقطر من كل حرف يُلفظ.

"أرجوك، أبي، لا تقل هذا... أرجوك سامح..." حاول ليو إكمال كلامه، لكن قبل أن يتمكن من ذلك، شعر بركلة قوية من والده على وجهه، حيث وضع قدمه على خده بينما ارتطم رأس ليو بالأرض بقوة.

"أتساءل من سيكون سيء الحظ الذي سيشتريك... ستصبح خادمًا لأحدهم، أو دمية في يد أحد المنحرفين، أو مجرد أداة تجارب..." كان الأب يواصل تهديداته القاسية، لكن فجأة رن هاتفه، ليوقف تدفق الشتائم ويزيح قدمه، متراجعًا قليلاً. ترك ليو يبكي في صمت، متمتمًا بضعف: "أنا فتى... أنا مريض... أنا مظلوم... ساعدني، يا رب... ساعد عبدك الضعيف، يا رب..."

أمسك الأب بهاتفه ليرى رقمًا مجهول الهوية. ارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة من الحماس. يبدو أنه قد تلقى اتصالًا من أحد المشترين. فتح الخط ليجد صوت رجل، لكن لهجته كانت رسمية ومحترمة بشكل غير متوقع.

"هل أنت السيد كارل ماتشل؟ نود الحصول على من هو موجود في وثائقك، ليو بدون لقب، أليس كذلك؟"

"نعم، هو ليو... تعال إلى العنوان وسيتحقق لك ما ترغب." كان الأب متفاجئًا قليلاً، فقد كانت النبرة، الصوت، واستخدام صيغة الجمع غامضة بعض الشيء. "هل هناك شخص غني قادم؟ سأرفع سعر هذا الأبله."

---

في الجهة الأخرى من المكالمة، أغلق الرجل الخط بعد الموافقة، وأدار رأسه. "تمت الموافقة... *سيدتي*، هل نحضر انفسنا؟"

صوت امرأة بارد جاء من الخلف، كأنه سيف يقطع الهواء: "جهزوا مسدسي..."

قلبت الادوارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن