الرحيل الأخير

الفصل الثالث

الفصل الثالث

(تبدأ الأحداث في مكتب البطل داخل شركة كبيرة. الديكور عصري وحديث، الزجاج يحيط بالمكتب من جميع الجوانب، ليطل على المدينة الصاخبة. البطل يجلس خلف مكتبه الضخم، يراقب هاتفه المحمول وهو يمتلئ بالإشعارات، بين الاجتماعات ورسائل البريد الإلكتروني. نظراته هادئة وباردة، بينما يضغط بإصبعه على شاشة هاتفه لإلغاء التنبيهات.)

( في غرفة اجتماعات الشركة. الغرفة كبيرة، جدرانها مصنوعة من الزجاج، مما يسمح بدخول الضوء الطبيعي. طاولة اجتماعات عصرية تمتد في المنتصف، وحولها عدد من الكراسي الجلدية الفاخرة. في أحد الجدران، توجد شاشة كبيرة تعرض تفاصيل الصفقة القادمة. يجلس البطل مع فريقه التنفيذي، يتحدثون عن صفقة كبرى تم توقيعها مؤخرًا مع شركة عالمية. الأوراق الموقعة تتوزع أمامهم، وصوت طقطقة الأقلام يملأ الأجواء بينما يراجع الجميع تفاصيل الصفقة.)

مدير المشاريع (متحدثًا بحماس): "هذه الصفقة ستكون نقطة انطلاق لنا نحو العالمية. إنها خطوة ضخمة لشركتنا، والجميع هنا يعتمد عليك لتوجيهنا في هذا الاتجاه."

(يومئ البطل برأسه ببطء، ولكنةيشعر بأن الحماس الذي كان يدفعه سابقًا قد تلاشى. في عينيه، تختفي الحماسة التي كان يشعر بها سابقًا تجاه كل هذه التفاصيل. يتذكر كيف كان يلهث لتحقيق هذه اللحظات، ولكن الآن لم تعد تلك النجاحات تثير أي شعور.)

البطل (بهدوء): "لقد تم توقيع الصفقة. لننتقل إلى المرحلة التالية."

(ينهض من كرسيه دون أن ينتظر ردود الأفعال، ويغادر غرفة الاجتماعات دون أن يتحدث إلى أحد. يسير بخطوات ثابتة نحو مكتبه، يحمل معه حقيبته الجلدية السوداء. داخليًا، يعرف أنه أصبح مجرد جزء من الآلة. شركة ناجحة، فريق ممتاز، لكنه يشعر وكأن روحه قد انفصلت عن كل هذا.)

(في السيارة، كان الطريق ممتلئًا بالسيارات، لكنه قاد بهدوء معتاد. هاتفه يرن، وعلى الشاشة يظهر اسم والدته. استجمع أفكاره للحظة قبل أن يرد.)

والدته: "مرحبًا يا حبيبي، كيف حالك؟ لم نرك منذ فترة طويلة."

(كان الصمت يسيطر عليه للحظة. العائلة كانت دائمًا في حياته، لكن العمل جعله ينأى شيئًا فشيئًا عنهم.)

البطل: "أنا بخير، فقط مشغول."

(والدته، بصوتها الدافئ، تكرر نفس الأسئلة التي يسمعها في كل مكالمة. تحدثت عن والده وعن افتقادهم له، بينما هو يعرف أن جدول أعماله المزدحم لن يتيح له الكثير من الوقت لزيارتهم قريبًا.)

---

(تبدأ الأحداث تتسارع بعد مرور شهر على توقيع الصفقة. الشركة التي يديرها البطل أصبحت الآن شركة عالمية، وقد تلقت العديد من الدعوات لحضور حفلات ضخمة وفعاليات مرموقة. البطل يجد نفسه محاطًا بالضوء والاهتمام، ولكن شعور الوحدة لا يزال يرافقه.)