Part42

2.3K 123 8
                                    


لا استبيح القراءه بدون 🤏🏻⭐️

والصباح اللي بلا وجهك و صوتك
نخطي ان قلنا "صباح الخير" عنّه !

"ارض السلطنه"
-الصباح -
الساعه (٨:٠٠)
المستشفى ......
، الكل متجمع عند أم سهم، أم رعد، وأم الآسر. الجو مشحون ب المشاعر . الحريم جالسين حول أم سهم، أم رعد تمسح على جبينها ، برا عند الباب، الشباب واقفين ساكتين، كل واحد في عالمه و فيهم حماسسس . أبو سهم واقف جنب الجد عقاب ، والبنات من الجهة الثانية ينتظرون بحماس .
وفجأة، الباب انفتح وسهم دخل وهو يسحب سرير الطفلة. عيونه كانت تلمع ب حنان وهو يقول: "يالله حيّها!" الحريم قاموا بسرعة، وأم سهم  عدلت جلستها ما قدرت تمسك دموعها من الفرحة و هي تشوف فزه عيالها و زوجها ل البنوته . الكل تجمع حوالين السرير، عيونهم على الطفلة اللي نورت المكان. سهم وهو يبتسم قال: بنتنا وصلت بالسلامة، الحمد لله.

الفرحة غمرت المكان، أصوات الضحك والتهاني اختلطت مع دموع الفرح، وكل اللي كانوا هناك رفعوا أيديهم يدعون لها بحياة سعيدة ومليانة خير.

أبو سهم كان واقف عند راس سرير الطفلة، عيونه تلمع بالفرحة اللي مليت قلبه. ما قدر يخفي ابتسامته اللي ما فارقت وجهه، خاصة يوم شاف بنته الصغيرة، ثاني فرحه البنات  حس إنه صار أب من جديد، كأنه الزمن رجع فيه للوراء.
سعد وسجاد كانوا واقفين جنب بعض، مو مصدقين اللي يشوفونه. كل واحد فيهم كان يحاول يمسك مشاعره، لكن الفرحة طاغية. سلهام، اللي جتها أخت بعد ٢٠ سنة، كانت جالسة على الكرسي قريب من السرير، وعينها على أختها الصغيرة، تحس إنها نعمة كبيرة من الله، هذي البنت اللي كانت تنتظرها طول عمرها. دمعاتها كانت تنزل بدون ما تحس، لكنها دموع فرحة ما يقدر أحد يوصفها.
أبو سهم، بقلب مليان فرحة، قرب من الطفلة الصغيرة  و هو يحملها بحب و يبوس جبينها وهمس في أذنها بصوت مليان خشوع: الله أكبر... الله أكبر... أذن في أذنها بهدوء، عيونه على ملامحها الصغيرة، كأنه يحاول يحفظ كل تفصيلة فيها. بعده جاء الجد عقاب، بصوته الثقيل المليان حكمة، أذن في الأذن الثانية. كان لحظة مؤثرة للجميع، وعيونهم ممتلئة بالحب والدعاء للطفلة الجديدة.
بعدها، سهم قرب، وهو اللي كان حاسس بمشاعر جديده و حلوه حيل . مسك يدها الصغيرة وهمس في أذنها بالأذان، وهو يحس أن هذي لحظة ما راح ينساها أبدًا شهد كل تفاصيل ولادتها و شافها اول واحد . قلبه يدق بسرعة وهو يشوفها تتحرك قدامه، كأنها تعرف إن هذا أخوها اللي راح يكون سندها طول حياتها.
أم سهم كانت تراقب كل شي بعيونها اللي ما قدرت توقف دموعها من الفرح. مسكت يد سهم وقالت له بصوت خفيف، لكن مليان حب: سميها أنت، أنت اللي كنت حاضر ولادتها ، سميها يا سهم.
سهم وقف، و حاول يرفض لانه ما من حقه يسميها من حق ابوه لاكنه حتى ابوه اصر انه هو يسميها ، لكنه في نفس الوقت كان فخور. ناظر ل لأمه، ثم لأبوه، وأخيرًا للطفلة الصغيرة اللي بين يدينه، وقال بصوت هادي: بنسميها سُكره ، مثل ما كان قلبنا دايم ينبض لها.
سهم بعد ما نطق اسم "سُكره "، الكل سكت للحظة، وكأنهم يستوعبون الاسم اللي كان محمول بمشاعرهم . أم سهم ابتسمت من بين دموعها وهي تقول: سُكره ... حلو اسمها، مثل ما هي حلوة.
أبو سهم وقف بجنبهم، حاضن الفرحة الكبيرة اللي تغمر قلبه. عيونه كانت على بنته الصغيره قرب منها مرة ثانية، وقبل جبينها بحنان، وقال بصوت مخنوق بالفرحة: الحمد لله اللي رزقنا سُكره حياتنا .
الجد عقاب، بحكمته اللي دايم تسبق كلامه، وقف جنبه، وحط يده على كتف أبو سهم وقال: الله يجعلها قرّة عينكم، ويبارك لكم فيها يبه .
سعد وسجاد كانوا مبتسمين وهم يطالعون أختهم الصغيرة، سجاد اللي كان دايم هادي، وقف جنب أخوه سهم وقال: هي مو بس أختنا، هي بنتنا كلنا.
سلهام، اللي كانت متأثرة أكثر من أي أحد، قامت واقفة وقربت من السرير، وحست إنها ما تبي تفارق سُكره أبد. حطت يدها بخفة على يد أختها الصغيرة وقالت: أنتي حلمنا اللي تحقق، الحمد لله على سلامتك يا سُكرتى نورتي الدنيا !
سهم كان واقف بجانب أمه، وهو يشوف كيف أن اسم "سُكره " صار يحمل فرحة للجميع. كان فخور إنه هو اللي سماها، وحس بارتباط عميق مع أخته الصغيرة. أم سهم مسحت دموعها وهي تقول: ربي يحفظها لنا، و يحفظكم لي يمه ويجعل حياتكم مليانة بالخير والفرح.
-
-
-
-
-
"امام غرفه ام سهم"
مرت لحظات بسيطة، وطلع سهم وهو شايل الصغيرة "سُكرة". أول ما شافها خالد، ابتسم وما قدر يمسك نفسه، على طول أخذها منه ويبوس جبينها وهو يقول: يمّه البنات، يمّه مواليد عُمان!
ما لحقت سُكرة تبقى بحضن خالد كثير، إلا ورعد سحبها منه، وعينه مليانة ذكريات أول ما شال عياله وهم أصغر منها. بدأ يهزها بلطف وهو يقول: أقبلت زوجة ذياب! بس سهم ما تركه يستمتع، سحبها منه بسرعة وقال: أقول، ارتاح مكانك، ما نزّوج ولدك ذا !
رعد ضحك وقال: وش فيه ولدي؟ والله إنه زين الرجال! صح بابا؟ وذياب ببراءة قال: صح بابا. بعدين التفت لسهم وقال: أبي أشوف النونو.
سهم نزل لعند ذياب وضحك وقال: لا تاخذ راحتك في التأمل!وضحكوا كلهم، ورعد قال بضحك : خله، خله نظره شرعية!
بعدها سهم وقف وهو يشوف الآسر داخل ومعاه باقة ورد كبيرة، قلبه مليان بالفرحة لأخوه. الباقة كانت مزينة بالفلوس، ٢٠٠ ريال عماني كهدية من الآسر والفلك. وكان شايل كيسين، واحد لأم سهم عبارة عن طقم ذهب، والثاني للبنوته طقم ذهب صغير.
الآسر اقترب وهو يشوف الفرحة على وجوه الكل و هم محاوطين الصغيره ، خاصة الفلك اللي كانت تراقب فرحة العيال. تقدم صوب سهم وقال بصوته الرجولي: مبروك يا أخوي على الأخت الجديدة.هههههه
سهم ضحك ومد البنت لرائد اللي كان جنبه، وتقدم يحضن الآسر وهو يقول: الله يبارك فيك، وعقبال ما تشوف عيالك بين يدينك.
الآسر ابتسم وقال: وعقبالك أنت.
الآسر أخذ "سُكرة" من رائد وهو يبوس جبينها بحنان، ثم التفت لسهم بابتسامة وقال: شسميتوها؟
سهم، بنظرة مليانة حب، رد وهو يشوف الصغيرة: سُكرة.
الآسر ضحك وقال: أي والله إنها سُكرة، وخذت من اسمها نصيب! وبعدها رجع يبوس جبينها مرة ثانية وهو يتوجه نحو الفلك اللي كانت واقفة تناظره بعينين مليانين حب !
الفلك نزلت الورد اللي كانت شايلته بهدوء، ومد الآسر الطفلة لها بحذر، وكأنها أغلى ما عنده. الفلك أخذت "سُكرة" برفق بين يدينها، وعينها ما فارقت وجهها. الفرحة اللي بانت عليها كانت واضحة، أكبر من كل الكلام. طالعته بنظرة حنونة وقالت بابتسامة هادية: الله يحفظها لهم.
الآسر ابتسم وقال: آمين.
الفلك: بدخل الحين، باخذها عندي، وانت خذ الأغراض وانتظرني، برجع لك.
الآسر: تم يا روح القلب.
الفلك: يا قلبي انت والله.
ابتسم الآسر وهو يشوفها تمشي باتجاه الداخل. سلمت على الموجودين، وأخذت سهى الصغيرة. وسن رجعت من أول لانها تعبت. الفلك طلعت بالأغراض وتقدمت وهي تبوس راس أم سهم بكل احترام: هذي أشياء بسيطة مني ومن الآسر، واعذرينا على القصور.
أم سهم ابتسمت وهي تسحب الفلك بحنية وتبوس خدها: أي قصور يا بنتي، الله يسعدس ، كفيتي و وفيتي والله.
الجد عقاب وأبو سهم وقفوا لما دخلت الممرضة وقالت: لو سمحتوا، انتهى وقت الزيارة.
الجد عقاب: استودعناك الله يا أم سُكرة.
سلهام بضحكة خفيفة وتخصرت ب غيره: يا جماعة، بديت أغار! هي تظل أم سلهام، مو أم سُكرة، لو سمحتوا.
الكل ضحك، وأبوها مسك يدها بحنية وقال: انتي حبيبة القلب وفرحتنا الأولى من البنات، وغلاتك محد ياخذها. لا تغارين ولا شيء، فرحنا بالثنتين، بس انتي جيتينا واحنا شباب، وسُكرة جاتنا واحنا شياب. وكل فرحة لها طعمها.
سلهام ضمت أبوها بغيرة خفيفة وهمست: أوعدني ما تفرق بينا، إنك تحبنا نفس الحب، وما تميل لها أكثر مني. نكون ببالك متساوين بالحب والاهتمام وكل شيء.
أبو سهم ضحك وهو يبوس جبينها: وهذا اللي بيصير، لا تشيلين هم.
الجد عقاب التفت لسهى اللي كانت ساكتة وتطالع من بعيد. ترك يد البنات واتجه لها وسحبها لحضنه الدافي. تنهدت سهى بوجع: يبه...
الجد عقاب حضنها بقوة وهمس: وش فيك يا بنتي؟
سهى بصوت حزين و هي تحاول تغير الحوار لانه ما تبي تبين لأبوها كيف حست بحزن سلهام كانت زيها وحيده بين عيال و الحين صار عندها اخت : أحس بضيقة يا يبه... كل شيء حولي يتغير بسرعة، وأنا ما أقدر أتحمل.
الجد عقاب شدها أكثر وهو عارف انها حز ف خاطرها و يعرف قد ايش هي حزينه بروحها : يا بعد قلبي، الدنيا تتغير وإحنا نوقف مع بعض. لا تخافين، كل شيء بيمر، وإن شاء الله بنكون بخير.
سلهام وقفت جنبهم، وعيونها تلمع بحب: يا الله، مافي أحن منك يا جدي.
الجد عقاب ابتسم ومسح دمعة من عين سهى وقال: اللي يحبكم ما يترككم تضيعون وسط همومكم.
-
-
-
-
-
"الفلك"
تناظرهم ، و تذكرت ابوها اللي كان يعاملها كأنها ملكه. تنهدت وهي تحاول تكتم البكى اللي بداخلها، لكنها ما قدرت. ، حسّت الدنيا تضيق عليها، أمس كانت  تحاول تمسك نفسها قدام الناس، يوم شافت خالد وساره يرقصون، انضربت بذاك الفلاش باك يوم أبوها رقص معها بزواجها، حضنه كان أمان وضحكته كانت تضوي قلبها.
التفتت حولها وهي تشوف جدها و سهى و عمها و سلهام  يحتضنون بناتهم، الغصه زادت بداخلها، حست أنها مو قادره تتنفس. طلعت سريع لبرا و بعدها مشت لبرا المستشفى و هي تصيح ب ألم !  لمحها خالد وهي تطلع، كان راجع ومعه شاهي للعيال ، شاف يدها على وجهها كأنت تخفي دموعها. على طول ترك الشاهي وركض وراها، قلبه يخفق بقوه، وين راحت؟ ليه تهرب؟ و كل الافكار جت ف باله ! وفجأة، اختفت من قدامه.
وقف خالد وهو ياخذ نفسه، وحط يده على راسه،:، اهدى يا خالد اهدى يمكن بس تحتاج تاخذ نفس.
لف باتجاه المواقف وهو يحاول يقنع نفسه أنها بخير، بس هي ما كانت قدامه. طالع يمين ويسار، و مشى ل حديقه المستشفى و هو يدورها وأخيراً شافها جالسه تحت شجرة حجابها منزلته على كتفها، وشعرها يتطاير مع الهوا. وجهها جامد، بس عيونها حمرا، والدموع تنزل ببطء على خدودها.
خالد حس بشي ينكسر داخله، غيرته راحت قدام دموعها. هذي مو بس بنت أخوه، هذي بنته اللي ما خلفها. تقدّم وجلس قدامها، تربع مثلها، ومد يده يمسح دموعها: وش بتس ؟ ليه الدموع؟ يا عيونه ؟
الفلك كانت ساكته، بس دموعها ما توقفت. خالد حس بالمراره، ذي الحالة ما شافها عليها إلا يوم توفى أبوها وأخوها. قرّب منها وضمها لصدره وهو يقول بصوت مليان هم : وشفيتس يا فلك ابوتس ؟
هنا انهارت الفلك، بكت بحرقة وهي تحضن خالد بكل قوتها، وكأنها تحاول تمسك فيه عشان ما تغرق في حزنها. خالد صار يمسح على شعرها وهو يحاول يهديها: تكفين علميني وش صار؟ أحد ضايقتس ؟ والله أجيب حقتس من عيونه، بس قولي لي!
الفلك بصوت مكسور ومقطع بالبكى: كلن مع أبوه... وأنا... أنا لحالي! يحسبون اني نسيتهم... لا والله، كيف أنسى أبوي وأخوي؟ وكيف أنسى أمي؟ كثير علي يبه، مره كثير!
خالد عيونه حمرت، ودموعه حبست بداخلها، تنهد بحسرة: آفا يا فُلكي ، أنا أبوتس الحين، ليه هالبكى؟ هذاني جمبتس وحواليتس !
الفلك وهي تبكي: انت أبوي، بس أنا اشتقت لأبوي سيف! اشتقت لابتسامته، لحبه وحنانه، اشتقت لأخوي فهد، واشتقت لأمي... أمي الحنونه! أحس بخنقه يبه، هنا، أحس إني بموت... أبيهم بس لدقايق، أبي أحضنهم، أبي اشبع منهم... لو لحظات!
خالد حس بالعجز، ما بيده شي، شدّها له أكثر وهو يحاول يهديها: انتي مؤمنه بقضاء الله، ليه الجزع؟ هم بمكان أحسن من هالدنيا، يمكن لو كانوا عايشين كان تألموا أكثر. ارضي بحكم الله، دايم نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
الفلك كانت تهز راسها وهي متألمه، خالد استمر يمسح على شعرها ويقرا عليها آيات من القرآن، وكل ما مر الوقت، حس إنها بدت تهدا شوي شوي. بعد وقت، شافها نامت على صدره والدموع بعيونها، تنهد وهو يتمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ظل خالد يمسح على راسها بحنان، كان متألم، حزنها كان يمزق قلبه. الآسر كان يراقبهم من بعيد، واقف بنظرات مليانه حزن، يشوف فُلكه  موجوعه ووجعها كان يضرب قلبه.
الاسر الي كان يراقبهم من بعيد تنهد الآسر بصوت عالي: آه يا فلكي!
تقدم الآسر بهدوء، جلس جنبهم، غطى الفلك بحجابها وهو يقول لخالد: سمعتكم... كنت اشوفكم
خالد شد الفلك لحضنه، ثم وقف وهو يحملها برفق: بوديها البيت.
الآسر ، أخذها من حضن خالد وقال: خلني أنا أوديها، تعال افتح لي باب السياره
ركبها الآسر بالسيارة بهدوء، وودع خالد قبل ما يتحرك للآستراحه  !
-
-
-
-
"غرفة أم سهم"
الجد عقاب تنهد وهو يناظر بنته وحفيداته، بعدين مسك يد سهى وقال: يا سهى، انتي بنتي الوحيدة، ما فيه أحد يقدر ياخذ مكانك. من يوم جيتي للدنيا، وانتي نوري وسعادتي، يا أغلى ما خلق ربي.
بعدين التفت روز وقال و بنظره حب : وانتي يا روز . دايم خفيفة دم وتضحكين، تخلي البيت مليان حياة.
طالع سلهام وقال: سلهام يا سلهام اول حفيده جتنا من البنات هادية وعاقلة. دايم تفكرين بحكمة، كأنك أكبر من عمرك، وتعرفين كيف تتصرفين
بعدين التفت يدور وسن و لما ما لقاها تنهد و هو يقول : و الوسن، يا الحنونة على القلب، الطيبة اللي ما تشيلين على أحد. كلامها الحلو يريح القلب، ودايم تحس باللي حولها .
التفت لرند وقال: ورند. ما شاء الله عليكِ، قوية وما تخافين من شيء، كأنك ولد بين البنات ههههه
وبعدين راح لريوف: وريّوف، الذكية اللي دايم تسبق عمرها. أفكارك دايم حلوه ، وتشوفين الأمور من منظور مختلف.
التفت لميهاف وقال: وميهاف، ضحكتك يا ميهاف تملأ الدنيا فرحة. ما تمر لحظة بدون ما تخلين اللي حولك يبتسمون يا صاحبه الابتسامه الحنونه !
بعدين التفت لوعد وقال: ووعد، يا القلب الطيب.
التفت لتاليا بنت رعد وقال: وتاليا، يا الشاطرة و الحلوه الله يخليها ل جدها و جدتها و ل ابوها ! و اشوفها في مناصب عاليه !
وأخيراً طالع يدور الفلك بس ما لقاها التفت لهم بأبتسامه و قال : والفلك، حبيبه جدها و حبيبه  الروح، نجمة بعيوني. رقتها وجمالها ما يحتاجون تعريف، وكل من عرفها حبها على طول.
تنهد الجد عقاب وهو يطالعهم بحب وقال: كل وحده فيكم لها مكان خاص في قلبي، وكل وحده لها ميزة تميزها. حبكم واحد وما يتغير، وكل وحده تضيف لحياتي شي مختلف، وما أقدر أعيش بدونكم و الله يبلغني فيكم عرايس
-
-
-
-
-
" الاسر "
حرك الآسر السياره بهدوء وهو يناظر الفلك اللي كانت نايمه جنبه، تنفس بصعوبه وهو يحاول يكتم شعوره. كل شي حواليه ثقيل، الحزن اللي شايفه في عيونها صار يطارد قلبه. كل ما التفت عليها، كان يشوف آثار الدموع على خدودها، وآثار الوجع اللي ما تفارق ملامحها.
وصل للآستراحه ، ووقف الآسر السياره قدام المدخل، نزل ببطء وفتح الباب للفلك، شالها بكل حنان وهو يحاول ما يصحيها. دخل معها الشقه اللي حجزها، وحطها على السرير بشويش . غطاها زين بالحاف ووقف شوي يناظرها وهي نايمه. كانت تتنفس بهدوء، لكن ملامحها كانت توحي إنها مو مرتاحه حتى وهي نايمه.
جلس الآسر جمبها على السرير، وحط يده على راسه، كأنه يحاول يهدّي الأفكار اللي تدور براسه. بداخل قلبه كان يحس بالعجز، ما يقدر يسوي شيء يخفف عنها، كل اللي يقدر عليه إنه يكون جنبها. همس لنفسه: شلون أقدر أخفف عنك يا فلك؟ كيف أقدر أرجعلك الراحة اللي فقدتيها؟
النهار كان يمر ببطء، الآسر ما ترك مكانه جنب السرير، كان يناظر السقف يحاول يرتب أفكاره. فلك كانت تتحرك بين الحين والآخر، ودموعها تطلع حتى وهي نايمة. كل لحظة تمر كانت تثقل على قلب الآسر اللي مليان ألم من حزنها.
حل الليل ، فلك صحت بهدوء، عيونها مغبشة شوي، شافت الآسر جنبها، تنهدت وهي تحاول تستوعب وينها. رفعت يدها تمسح على وجهها، ثم ناظرت الآسر اللي عيونه مليانه تعب : آسر، ليه هنا؟
ابتسم الآسر وقال بهدوء: أنتِ تعبانة، جبتك هنا عشان ترتاحين شوي.
حست فلك بضغط على صدرها، تنهدت ببطء وقالت: متى بيوقف ذا الألم يا آسر؟ متى برتاح؟
الآسر جلس قدامها، وناظر بعيونها بحنان وقال: الألم ما يروح بسرعة يا فلك. لكنه يخف مع الوقت. الله يختبرنا ويصبرنا على فراق اللي نحبهم. بس إحنا أقوى، ودايم نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
انكسر صوت فلك وهي تقول: أحاول يا آسر... أحاول بس أحيانًا أحس إني ما أقدر.
قرب الآسر منها وامسك بيدها بلطف وقال: أنتِ أقوى مما تتخيلين. وأنا معك، كلنا معك، ما راح نخليك لحالك.
سكتت فلك شوي، ونزلت دموعها بهدوء هالمرة. ناظرت الآسر وقالت: أبي أرتاح يا آسر... أبي ألقى السلام بقلبي.
رد الآسر بهدوء: راح تلقينه، بإذن الله، بس صبري نفسك. الأيام الجاية معها الشفاء. وأي شيء تبينه، أنا موجود، ما راح أتركك.
ابتسمت فلك ابتسامة ضعيفة وقالت: شكرًا يا آسر، ما قصرت
سكت الآسر شوي ثم قال: يلا الحين قومي صلي الي فايتك يا قلبه اهم شى الصلاه
قامت و هي تتوضى و تصلي و بعد ما خلصت صلاتها و دخل الاسر و ناظرها وهي تحاول تهدي نفسها وتستوعب الكلام. بدون ما يفكر كثير، انسدح جنبها على السرير، وهو يحاول يخفف الجو الثقيل اللي حاسين فيه. لف على جنبه بحيث يواجهها، وابتسم لها ابتسامة دافية وقال: تعالي، خلينا نتكلم شوي قبل ما تنامين.
رفعت فلك عيونها ببطء، وهي ما زالت تعبانة وحاسة بثقل في قلبها، لكنها ما قدرت تمنع نفسها من الابتسام بضعف، كأنها تلقت شوية طاقة من وجود الآسر جنبها. ردت عليه: ما لي خلق أتكلم كثير،
ابتسم الآسر ومد يده يمسك بإيدها بحنية: ما يحتاج تقولين شيء، بس أنا هنا. لو تبين أحد يسمعك، لو تبين تتكلمين، لو حتى تبين تصرخين... أنا هنا، جنبك.
تنهدت فلك، وحست كأنها لأول مرة تاخذ نفس عميق من مدة طويلة. رفعت عيونها للسقف وقالت بصوت مكسور: آسر... أحيانًا أحس إني وحيدة، حتى مع الناس اللي حوالي. حتى لما أشوفك جنبي... الحزن ما يخليني
حس الآسر بوخزة في قلبه، لكنه حاول يخفيها ويعطيها طاقة إيجابية: ترى الحزن مثل المطر، ينزل ويغرق الأرض، لكن بعده دايم يطلع قوس المطر . صدقيني، الأيام الحلوة راح ترجع، وراح تحسين بالفرق.
ابتسمت فلك، لكن ابتسامة حزينة: ايه بس متى؟ أحس عمري يمضي وأنا ما قدرت أنسى، ما قدرت أرتاح.
قرب الآسر منها أكثر، حتى صار قريب من وجهها، وهمس بهدوء: إذا كل شيء صار ثقيل عليك، لا تحاولين تشيلينه لحالك. أنا هنا، وكلنا معك. لا تحملين نفسك فوق طاقتها.
رفعت فلك عيونها له، وعيونها كانت مليانة حزن وشوق، وقالت بصوت مختنق: أبغى أبوي، أبغى أمي، أبغى أخوي فهد. أحس إني ما أقدر أكمل بدونهم.
ضم الآسر يدها بقوة وقال: أعرف، الفقد موجع، ما فيه كلام يقدر يخفف عنه. بس صدقيني، الناس اللي نحبهم ما يغيبون عنّا أبد. روحهم معك، في قلبك. وأنا معك هنا، ما راح أخليك تعانين لحالك.
حست فلك بشوية راحة وهي تسمع كلامه، كأنه يخفف عنها ولو جزء بسيط من اللي تعانيه. سحبت نفسها بهدوء أقرب له، ووضعت رأسها على كتفه وقالت بصوت هادي: ما أدري شلون أقول لك شكرًا، يا آسر... بس وجودك يعني لي كثير.
حرك الآسر يده بلطف على شعرها وابتسم ابتسامة خفيفة وقال: ، دوم راح أكون جنبك.

"جِيتك من مَجان و كلي شوق ل نَجد العذيه"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن