قمر

462 18 6
                                    

على الأقل على علاقتي معه واضحة، كنا معا لسنوات.. اعرف كل شيء عنه، عائلته و أصدقائه.
لا يوجد اي سؤال لي، اما جوليا فأنا لا أعرف شيئا عنها، لم أرى او التقي بعائلتها، لا اعرف حتى إذا ما كان لديها إخوة، و في المقابل هي تعرف كل عضو في عائلتي لقد التقت بهم العديد من المرات تحت طلبي لأنها رفضت فعل ذلك
"_ لا أهتم بعائلتك انت الأهم بالنسبة لي"
مع ذلك امي أحبت جوليا و نظرت لها على انها فتاة ناجحة محققة ذاتها، و أخبرتني بأنه يجب علي اتخاذها قدوة.. و لن انكر بأني تمنيت في بعض الأحيان أن أكون مثلها و قد شعرت بالغيرة ولكن اظن ان حياتها اكثر بؤسا مني لذا أتراجع..
لا تفتح لي قلبها و تخبرني دائما بأنها تحبني، لم تخبرني بأمر مرضها حتى مرت اكثر من نصف سنة على لقائي بها.
لذا ظننت ربما انا الطرف الثانوي، أنا كنت فقط حمقاء لأني لم أرى حبها بالفعل..
مفهوم جوليا في الحب هو الأفعال ستأخذني لأجمل الأماكن و تشتري لي اغلى الهدايا و ستعتني بي حينما أكون مريضة، و انا اعتدت على الوعود الكاذبة طوال حياتي لذا لم اظن ان ذلك كان حبا..
و حين استرجع ذكرياتي معها الآن و انا متزوجة بهذا الرجل الذي أصبح غريبا بالنسبة لي.. أشعر بالندم ثم أبكي و اتمنى ان تعود جوليا لي حتى انهي كل شيء..
" لا اهتم لماضيك، لا أهتم اذا كنت شخص يحب ان يبقي الأمور لنفسه انا فقط اريد ان اكون معك"
لم اسمع منها منذ تلك اللية التي جمعتنا، و لقذارتي حاولت أن أذهب مع فتاة أخرى و انا متزوجة و لكن لم أجدها بروعة جوليا ثم بكيت في الفراش و طلبت منها المغادرة.. هكذا أثرت على حياتي و انا من اضعتها و هي من كانت مستعدة على ان تحرك الجبال من أجلي..
اردت ان اطلق، الشخص الذي معه الآن يكلمني حينما يريد فقط أن ينام معي، يعود سكران كريه الرائحة.. أخبر نفسي كيف قبلت بك و ضيعت شخصا كامل الأوصاف..
كنت على وشك فعل ذلك لكن اكتشفت اني حامل، و بكيت كثيرا و احتجت جوليا ان تكون معي، أن تحضنني ان تقول لي ماذا أفعل.. لكن انا لوحدي الآن و انا من اخترت هذا الطريق..
يتساقط أوراق الشجر و يشيخ الإنسان، لقد مرت سنة و نصف على زواجي و سنتين على آخر مرة رأيت او كلمت جوليا..
لم اكن أعلم يوما ان هذه المدة ستطول هكذا، و كيف هي لم تحاول ان تتواصل معي أبدا..
أنجبت ابنتي و تطلقت، اخذت الحضانة الكاملة لأن لا يهتم و انتقلت للعيش مع اختي و زوجها.
اشتغلت نادلة في مطعم فاخر.
حاولت أن ان اتواصل مع جوليا لكنها غيرت مكان اقامتها، و لم اسمع اي خبر عنها.. ارسلت لها طلب صداقة لكنها لم تقبل..

حاولت كل الطرق لكن فشلت، جوليا اختفت.

ليمر شهرين و المحها في المطعم مع فتاة راقية، عرفت أنهما معا لأنهم كانو يتبادلون القبل و جوليا كانت سعيدة جدا..
انا من خدمت طاولتهم.. رأتني جوليا ثم اخبرتني
_ هل انت بخير؟
- نعم
و الدموع في عيني
_ كيف حال الطفلة؟
- بخير
_ ماذا اسميتها؟
- قمر.. ماذا تريدين حضرتك؟

اخبرتني بطلبها ثم ذهبت إلى الحمام و بكيت طويلا.. و جدت جوليا في انتظاري

_ البكاء لن يحل شيئا انت من اردتي أن تخسريني..


______________________________________

رأيكم حتى الآن؟؟

لم تكن ليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن