Part 30.

1.4K 88 41
                                    

رُبما ليس اليوم،
ولكن غداً ستكونين بين ذراعيّ،
أستنشق رائحتك واتنهد براحه،
لأنني وأخيراً حَصلت على ما أريد،
ولأول مرة ينصفني القدر، ويحقق الحلم الذي كان يؤرقني،
الآن كُلما شعرتُ بالقلق سأضُمك لأعلم أنني اخذتُ من الدنيا ما يكفيني،
أخذتك أنتِ،
فماذا أُريد بعد ؟

_ من علي إلى نور.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

رجُلٍ قضى حياته يهرول، لم يرتاح قط، ولكنه كان شاكراً بهدوء حياتِه، و بالسرعة الرتيبة، ولكنه لم يضع بعقله قط أن ينقلب كل شئ عليه، فبعدما أخيراً ظن أنها نهاية الطريق، وأن كل هدفه الآن هو أن يتزوج تلك الفتاة التي ظل سنوات عده يُحبها، ولكن أحياناً تنقلبُ مخططاتنا علينا، حتى لا نعلم أين نذهب وماذا نفعل.

ترجل " علي " من سيارته وهو ينظر بالحارة الصغيره، نظر أمامه وعقله يُعيد شريط حياته الذي قضاها هنا،

_ يا " علي " أنا مش قايلك لما تلعب كوره لف شريط حوالين ركبتك؟، عاجبك كدة كل شوية تنزف!

رجلا شاب يُشبهه واقفاً مع النسخة الأصغر منه وهو يوبخه عندما عاد من عمله و وجده جالساً مع رفقاءه بعد ساعة كرة عنيفه أدت إلى إصابة ركبتيه كعادته، رفع رأسه وكانت هناك إمرأة جميلة تُشبه شقيقته قليلاً وهي تردف بصوت مرتفع :

_ هاته معاك وانت طالع يا " عماد"، أنا خلاص حضرت الغدا.

كان يرى حينها النظرة التي اعترت والده وهو ينظر لزوجته، فتمتم حينها وهو يسير بجانب والده :

_ عارف يا بابا أنا لما أكبر عاوز اتجوز واحده بحبها زي ما إنت بتحب ماما، وعشان لما ولادنا يشوفوني ببُصلها كدة يعرفوا اني بحب امهم.

ابتسم والده حينها وهو يربت على رأسه، صعد " علي" منزلهم، وعندما قام بفتح باب شقتهم، فرأى والده يدلف للداخل وهو يقبل والدته من رأسه قائلاً بهمس ظنا منه أن أيا من أبناءه لم يستمعوا له :

_ وحشتيني يا حَبيّبه.

لم يكن ذلك اسم والدته، ولكنها كانت بالنسبة له حبيبه، و ظل " علي " حينها يفكر أنه أيضا سيحب أن ينادي زوجته بأسم خاص بهم فقط،
ابتسمت والدته بخجل و كأنها فتاة مبتدئه بالحب، وليست زوجة منذ خمسة عشر عام، اقتربت منه وهي تمسكه من أذنه فتأوه بألم بينما هي أردفت:

_ انا مش قولت مليون مرة متطلعش بركبك متجلطه كدة!، ما تخلى بالك وأنت بتلعب.

ظلت حينها توبخه كثيراً، ولكنها بأخر الليل دلفت غرفته وبيدها قطن وبضعة أشياء، وداوته بحنان هادئ، وعندما انتهت قبلت جرحه ثم ساعدته كي يتسطح على سريره وقبل أن تذهب انحنت عليه وهي تتمتم:

إيروتومانيا ' هوس العِشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن