Part 31.

1.3K 93 34
                                    

اعلم إنكِ اعتدتِ القِتال بمفردِك،
وقد خدشت الحياة يدكِ بما يكفي،
الآن أنا هُنا،
سأكون ضِلعك الثابت،
الحائط الذي ستجدينُه خَلفِك كُلما دفعتك الدُنيا،
سأكون اليد التي ستمتد حتى تفرد جناحيكِ،
سأُساعِدك على التحليق مجدداً،
أما احلامك الميتة سأُحييها حتى اساعدك على تحقيقها،
حبيبتي؛ لم يعُد هُناك داعٍ للخوف بعد الآن،
فأنا هُنا؛ دائماً هُنا لأجلك.

_ من مازن إلى بلقيس.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

تركُض خلف حُلمك حتى تنقطع أنفاسك، لأنهم اخبروك أن الأمر يتطلب فقط القليل من الجهد، ولكِنك تجد نفسك عائداً مُحمّل بالخيباتٍ، وأحلامك مُمزقة بين يديك، لأنه رغم ركضك لأميالٍ لم تُحقق واحدٍ منهم، فتضطر العيّش بأحلام ممزقة، وكأنها اطرافك المبتورة.

تسطحت " بلقيس " وهي تريح رأسها على قدم " مازن " بعدما رحل والده بوقت ليس بقليل، لقد ذهب معه وقد عاد بعد ساعة، استطاعت " بلقيس " اشتمام رائحة المشروب بأنفاسه ولكنها تظاهرت بالجهل،
كانوا يشاهدون فيلماً الآن، فعندما رأت " بلقيس " نهايته همست لـ " مازن " :

_ عارف اكتر حاجة بكرهها كل مرة في الفيلم دة إيه ؟

كانت يده تسير داخل خصلات شعرها، وكان عقله صامتاً وضربات قلبه هادئة، و قد كان متأكداً أن هذه ستكون لحظاته المفضله معها من الآن فصاعداً، همهم إجابةٍ على سؤالها كي تكمل، فأكملت بهدوء :

_ انه أداها الأمل وبعدين خده منها، تخيل كان مدمن كحول ورغم كدة حبته كام مرة قالها هتغير و متغيرش، وفي الآخر قالت إنها هتعيش معاه كدة، وفي الآخر أداها الأمل أنه خلاص كل دة انتهى وهي هترتاح، وكان قصده أن الراحة دي في موته!، متخيل أنه يموت نفسي بعد كل دة ؟

_ إنتِ بتلقحي عليا ولا إيه ؟

سألها مازحاً فأبتسمت دون إجابة، نظر لها وهي انظارها معلقه على التلفاز، كان لا يزال يرى أن عيناها حزينه، وكان يعلم أن ذلك سيأخذ منهم بعض الوقت حتى يمر، لم تتوقف يده عن العبث بشعرها وهو يتحدث :

_ هو عمل كدة عشان يريحها فعلاً، مشوفتيش شكله واحساسه بالذنب أنها اضطرت في انصاص الليالي تخش قسم وتدي دهبها للظابط عشان يخرجه؟، المُحب يعمل أي حاجه عشان خاطر حبيبه يا " بلقلس " حتى لو كان الموت.

اعتدلت بجلستها ببطئ حريصة على جروحها، وعندما جلست التفتت تنظر له قائلة :

_ وهو مبطلش ليه؟، متغيرش ليه عشانها ؟، هي هتروح فين بكل الحب دة ؟، مكنش لازم تحبه أبدا.

إيروتومانيا ' هوس العِشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن