Part 34.

1.3K 90 66
                                    

أيّا حزين القلب،
ألم يحن الوقت لتطمئن؟
ما بال الدُنيا لا تريد لكَ الراحة،
وكُلما وجدتُ وجهتك يظهر امامك ما يوقفك،
أكان العيب بِك،
أم أن سُفنك ضلّت الطريق،
واخذتها الرياح أبعد مما تشتهي،
فمتى ستكون رياحك لك،
متى ترسى سُفنك!

_ علي عماد الشامي.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

الثاني من يناير 2013.

كان " وائل" يركض بينما هاتفه يتدلى من يده، لقد تم الاتصال به عندما تم رصد سيارة أخيه منقبله بينما هو وزوجته بالداخل، كيف كانت هي معه!، لم يكن ذلك مخططه أبدا، تساقطت دموعه بغزاره وهو يدعي ألا تكن فارقت الحياة، لأنه حينها سيلحقها، لن يعيش أبدا بحياة هي ليست بها، رأى سيارة الإسعاف من بعيد فسرع ركضه حتى توقف فجأة عندما رأى شكل السيارة، لن ينجو أحد أبدا من شئ كهذا، اقترب من المسعفين وهو يصرخ قائلاً :

_ ماتت؟، ماتت ولا عايشه، أنا.. أنا اخوه. 

_ لو سمحت احنا لسه بنحاول نخرجهم، ابعد شوية.

لم يأبه بحديثها وهو يركض تجاه السيارة، ثم انحنى على أربع وهو ينظر بالداخل و وجدها هناك، كانت تبكي بينما تنظر لزوجها الميت بجانبها، حالما التفتت برأسها ورأته صرخت قائلة :

_ " وائل "، الحق " عماد " خليهم يلحقوه عشان خاطري.

اغمض عيناه وهو يتنهد بأرتياح عندما رأها، ثم حول أنظاره ليرى شقيقه بجانبها، كان منظره مريعاً والدماء تتساقط بينما تغرق وجهه، لقد مات، تساقطت دموعه وهو يصرخ باكياً، لقد كان شقيقه ولم يكن يرغب بفعل ذلك به أبدا،
ولكنه هو من اخذها، مد يده بحرص وهو يسير به على رأسها قائلاً بحنان :

_ متخافيش، هنخرجك من هنا.

اعتدل وهو يتحدث مع المسعفين، و وقفوا وقتا طويلاً حتى أخرجوا شقيقه، ركض تجاه " علي " عندما رأه ينظر فزعاً لجثة والده كان يريد ألا يجعله يرى وهم يخرجون والدته حية، ولكن " علي " اولاه ظهره وهو يتقيأ ثم كان سيركض، فأمسكه من كتفيه قائلاً بحزن  :

_ امك و ابوك محدش فيهم فيه الروح يا " علي "، روح لأختك وانا ههتم بكل حاجة.

اومئ ابن أخيه له وهو يركض، تنهد بأرتياح وعاد لينظر إليهم وهم يخرجون " ياسمين" من السيارة، كان هناك جرح عميق برأسها هي أيضا ووجها مخبى من كثرة الدماء وجرح عميق بقدمها، كانت الآن وكأنها اغشي عليها، فأقترب بهلع وهو يسأل المسعفين الذين يمسكون بسريرها وهم يتجهون لسيارة الإسعاف :

إيروتومانيا ' هوس العِشق 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن