الفصل الثالث ..
سوار مكسور"جيرمي"
في طريقنا لمسكن الفتيات، لم يكن طويلًا بل ربما يستغرق عشر دقائق سيرًا على الأقدام، كان مقرنا يقع في أطراف المعسكر، لذا يكون تواجد الفرسان حولنا قليلًا، مقارنة بباقي الفرق، لم تنطق "شيري" بكلمة واحدة، ولم أكن أستطيع قطع هذا الصمت، فقد كانت تبدو شاردة البال تمامًا، وكأنها تفكر في شئ أثار ألمها، فقد ارتسمت ملامح الحزن عليها، ربما أثار حديثها مع "إيان" بعض الندوب داخلها.
كنت ما بين الحين والآخر أنظر لمعصمها الذي يحتوي على سوار من حديد، وهو السوار الذي يدل على العبودية، قد صمم هذا السوار بتصميم معقدٍ بعض الشئ، فهو لا يفتح إلا بطريقة معينة، حيث يتم الضغط على نقش العبودية الذي عليه بنمط معين بكلتا أصابع اليدين، لذلك لا يستطيع العبد تحرير نفسه، كما أنه بدون مفتاح، فإذا وضع على اليد لا يُفتح إلا بتلك الطريقة.
بالإضافة إلى ملابسها البالية، كان ثوب يصل إلى أسفل ركبتها ببعض السنتيمترات، لا أدري ما كان لونه الحقيقي لكنه صبغ بلون بني مهترء، وذلك القميص البالي الذي تتدلى أكمامه القصيرة من تحت الثوب، يبدو أنها ارتدته لمدة طويلة، كما أنها لا ترتدي حذاء في قدمها، وقد امتلأت بالخدوش والجراح وأسالت دم، لفت فقط ببعض قطع القماش البالي، إنها لا تبدى أى آلم.
أهي لا تشعر؟ أم تتظاهر بالقوة؟
لا يسعني سوى الحزن والشفقة عليها.كانت هناك درجات في مكانة العبيد، رغم أن في جميع الأحوال هم أشخاص مسلوبي الكرامة والإرادة، إلا أن هناك من ربما يحالفه الحظ ويشتريه شخص صالح ويعطف عليه وربما يعطيه أدنى حقوق الإنسان المطلوبة، وهكذا يكون من الطبقة العليا للعبيد، فذاك يعطي ملابس جيدة وطعام جيد وربما ينام في سرير من قش، وهذه كلها أشياء لا تأتي في عمر العبد سوى مرة.
وهناك الأغلبية التي تسود على الباقي، وهي فئة العبيد الدنيا التي تُحرم حتى من حقوق الكلام فلا يسمح لها التعبير عن ما تريد حتى ليس رأيها فقط بل متطلباتها الشخصية، بالإضافة إلى أنه لا يجوز لهم ارتداء ثياب جيدة سواء أكنا صيفًا أو شتاءً، كما أنه لا يجوز ارتداء حذاء، فارتداء الحذاء في ناظري المالك يعد تعديًا على سلطته.
وبعد دقائق قررت قطع هذا الصمت المميت، فلم يعجبني ترك "شيري" غارقة هكذا في تفكيرها، لا أريد أن أراها هكذا.
- جيرمي : " شيري! "
- شيري : " ماذا تريد ؟"
- جيرمي : " لماذا لم تقومي بخلع هذا السوار، أنتِ لم تعودي من العبيد بعد الآن. "
نظرت "شيري" للسوار حوار معصمها، وأرسلت نظرة مليئة بالذكريات الأليمة والحزينة، وربما تذكرت أنها ترتديه من زمن بعيد، ذلك السوار الذي دائمًا ما يجلب المشاكل لمن يرتديه، لكنها كانت في وضع مختلف، فقد جلب لها اسمها أيضًا العديد من المشاكل، أطالت النظر فيه بملامح ضيق، ولم تجب على سؤالي.
أنت تقرأ
Blood Revenge - انتقام الدماء
Vampireبعد خطواتي المرهقة على منصة الإعدام، لُف حبل المشنقة على رقبتي، شعرت بلسعة خوفٍ في جسدي جراء ملامسة خيوطه المتقطعة التي وبلا شك تشابكت مع جلدي، أغمضت عيني مستسلمة لقدري، لكن بداخلي لهيبٌ حارق يؤرق استسلامي. بعد أن تلاحمت روحي وحبل المشنقة أخذت شهيقً...