5. تقرير

5 1 1
                                    

الفصل الخامس
تقرير

اليوم الأول.

"شيري"

فتحت عيني بعد نوم دام لساعات، أشعة الشمس الذهيبة التي تتسلل إلى فراشي من تلك النافذة الصغيرة هي من أيقظتني، رفعت يدي من تحت الغطاء ووضعتها على رأسي لأبعد أشعة الشمس عن عيني، أغمضت عيني مجددًا.

يقولون أن النوم راحة، لكنى لا أجد راحة في النوم، بعض الأحلام الضبابية التي تلاحقني، وبعض الأشخاص مجهولي الهوية والوجوه الذين يظهرون لي فيدمروا لحظات راحتي، صرت أكره النوم بسببهم، والآن عليّ النهوض والذهاب لفرقة المزعجين الخمسة.
لحظة أنا من هؤلاء الخمسة، أقصد المزعجين الأربعة، لا يهم.

رفعت يدي من على رأسي وفتحت عيني ثم رفعت الغطاء من على جسدي، ونهضت من على الفراش، ونظرت لنفسي في المرآة الصغيرة الموضوعة بجانب خزانة الملابس، لم أعتد بعد على مظهري هذا، كنت أرتدي منامة سوداء وجدتها في الخزانة، يبدوا أنها توزع على الجميع هنا، كانت أكمامها كبيرة علي، كما أنها فضفاضة أيضًا، لكنها كانت مريحة، لم أرتدي شئ مثلها منذ أن كنت صغيرة.
هل يا ترى سأستطيع الشعور ببعض مشاعر طفولتي؟ أم أن هذا مثل ما أسمع الهدوء قبل العاصفة، هل ستأتي عاصفة أخرى تمحي هذا الاطمئنان؟

ويحي في ماذا أفكر، لا يجب أن أنظر إلى ما هو محرم بالنسبة لي، لا يجب أن أحلم بالكثير، فأنا أحمل ذنب عظيم، لن أستطيع العيش كباقي البشر ما لم أتخلص من هذا الماضي الأسود، ولن أستطيع التخلص منه حتى بموتي، تنهدت، لا يهم هذا الآن فالباقون يبنتظروني.

عدلت شعري المبعثر إثر نومي بيدي، وخلعت تلك المنامة السوداء، وارتديت زيي، وخرجت من غرفتي، واتجهت إلى الحمام الموجود في طابقي وهو الثالث، انتهيت ونزلت إلى الطابق الأول وسجلت حضوري هناك، بالتأكيد لم أكتشف ذلك وحدي، فقد بقيت "رأس التفاحة" تخبرني بالكثير والكثير حالما عدت أمس من مطعم المعسكر.
وبالطبع كانت تثرثر عن إنجازاتها في إدارة ذلك المسكن، وأنها رفضت الكثير من المناصب الإدارية لأنها لا تريد تغير لون زيها، فهو يليق بلون شعرها، واكتفت ببعض الشارات الموضوعة على كتفها، ربما جال بفكري أننا سنمضي دهورًا هكذا، وهي تقص لي عن أمجادها، وأنا أجلس مثل الصنم أستمع لها، لكن ما حطم هذا التفكير هو دخول إحدى الفارسات برسالة من القائد يطلب فيها "رأس التفاحة"، وهكذا انتهت جلسة الأصنام تلك.

خرجت من المسكن متجه إلى مقر الفرقة، وقد بدت الطرقات لي مألوفة بعض الشئ، كما أن نظرات الفرسان من حولي لم تعد تلك التى كنت أتلقاها وأنا أرتدي سوار العبودية، يخال لي أحيانا أنني فارسة مثلهم، لكن كابوسي الأكبر يطاردني، ويحطم أى فكرة جيدة عني.

وصلت مقر الفرقة 44، أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته، لأزيل التوتر عني، ثم ألقيت نظرة سريعة على زيي وتأكدت أنه جيد، ثم رفعت يدي وطرقت الباب مرتين، وانتظرت دقائق.

Blood Revenge - انتقام الدماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن