12

87 12 20
                                    


فتحَ عيناهُ بِبُطء، شعر بألمٍ ساحٍق في معدتهُ
فرقَ شفتيهِ مُحاولًا الحديث، لكن صوته لم يخرج

بل الأسوأ، شعوره بجفاف غير اعتيادي في فمه
حينما حاول تحريك لسانهُ لم يصل للثة
لقد أصبح أقصر

انقبض قلبهُ ألمًا
ارتجفَ رعبًا حينما شاهد رجلًا ملثمًا
يحمل كِليةً في يده و يعرضها عليه بينما هو مستلقٍ
على طاولة معدنية

"لديكَ كِلية صحية.."

نبسَ المُلثم، ثم وضع العضو في صحن معدني كبير بالجوار

لفّ الرجل عنقهُ ببطء و صعوبةً ليرى الصحن
فوجدهُ محملًا بالكثير من الأعضاء من البطن و النصف السُفلي
فـشهق

لأن الأعضاء جميعًا كـانـت تـخـصـهُ

نظر له المُلثم بعيونٍ ثاقبة و حادةٍ كـالسيف
قبل أن يدفع يده ببطء داخل جذعه
نحو الرئتين

صرخاتهُ ملأت المكان المهجور البارد
دموعهُ كمثل سيل المطر على وجنتيه مِن الألم
يحرك لسانهُ ليتحدث، لكن لسانه لا يصل لأي ركنٍ
من فمه حتى يتمكن مِن النطق

"لا تُحاول، فلسانكَ أصبح أقصر دون أن أقصه"

بالكاد صوته كان مسموع وسط صرخات الآخر
بينما المُلثم يعتصر قلبهُ بالمعنى الحرفي
في قبضته

"أخبرني يا رجل، بما أنكَ خبير، كم سعر العضو الواحد اليوم؟
آه عذرًا، نسيتُ أنني كمشتُ لسانك"

قال ببرودٍ مبتسمًا أسفل قناعهُ بسخرية
قبل أن يشد قبضتهُ الحادة على قلب الأخر
مما جعل صوت صراخه يتلاشى و يتشقق
مع تمزق أحباله الصوتية

"إياكَ أن تموت"

هدر مُحذرًا إياهُ بقسوة، فَـهوَ لمْ يشبع من تعذيبهِ بعد

نظر إلى بطنه الغارق في دمهِ،
فهو قد أخذ بالفعل المعدة، الأمعاء، الطُحال، الكبد و الكلتين
بالغدتين الكظرينين، دون أن يخدرهُ

فقد كان يشعر بكل نسيج وكل خلية تتمزق من جسده

وما كان يبقيهِ حيًا شيئان
الأول، براعة المُلثم في استخراج الأعضاء
دون التسبب في نزيف حاد

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 26 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Closer To You || المُلَثَّمْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن