الفصل الرابع |صراع الأقدار|

49 8 7
                                    

في مملكة النار، كان الملك أرنولد غاضبًا بشدة ويصرخ في الجميع، والجنود يركضون في كل مكان ليجمعوا الأسلحة والعتاد استعدادًا لتدمير تلك المملكة. لقد حان الوقت، صرخ أرنولد، الذي كان في الصفوف الأولى بجوار آريان ولوسيان، الذي كان يبتسم ابتسامات خفية.

- "اليوم سنقضي عليهم جميعًا! دائمًا يبدأون معنا، وآخرها اختطاف الأميرة. لن نتركهم أحياء أبدًا. هل أنتم جاهزون؟"

اهتزت الأرض تحت أقدام كتيبة الميرنا، فانتشر غبار الهواء بين أجسادهم، وهم يرددون بصوتٍ واحد: "جاهزون!"

نظر آريان إلى والده ثم إلى ابن عمه، وبدأ بتنظيف سلاحه الأبيض، الذي كان عبارة عن مادية صغيرة، لكنها كانت أجمل هدية على الإطلاق من حبيبته قبل موتها. نظر إلى السلاح بين يديه، ثم رفع عينيه إلى السماء يدعو أن يتمكن من إنقاذ شقيقته ولا يفقدها.

*****

أما شقيقته، فكانت تهرب من ذلك الكائن المرعب، تبحث عن أي مكان تختبئ فيه، فصرخت:

- "ابتعد أرجوك! لا أريد الموت! لماذا تنظر إلي هكذا؟ سأتبول على نفسي، أرجوك ابتعد!"

لكن ذلك الكائن الجميل لم يكن ضخمًا، بل كان متوسط الحجم ووجهه لطيف، لونه وردي وعيناه زرقاوان، وله ثماني أقدام يحاول أن يمسك بها، لكنها كانت دائمًا تختبئ خلف أشياء لا يستطيع الدخول إليها.

- "هذا المعتوه! لماذا يتركك في غرفته؟ بدلًا من أن يجلب قطة يعتني بها، يجلب أخطبوطًا بهذا الحجم؟ كيف يسليه؟ هل ترقص له بأقدامك العديدة؟"

استمع الأخطبوط إلى صوت همس بالخارج، فظن أنه صاحبه الحبيب إليوس قد أتى، فتركها وخرج من الغرفة بأكملها يبحث عنه وكأنه أمه الحنونة. تنفست هي بارتياح، فقد كان قلبها قد سقط بين قدميها. سارت بحذر لترى من بالخارج، ووجدته ذلك المعتوه ومعه فتاة تسحر أنظار كل من يراها. احتضن إليوس صديقه المحبب *زيوس*، وبعدما انتهى هذا العناق المحبب، وضع زيوس قدمه أمام إليوس الذي قبلها ثم الأخرى، فصاحت سيليا:

- "هل سأنتظرك حتى تقبل الستة أرجل الأخرى؟ ستصيبني بالجنون، إليوس! المملكة تستعد للحرب، وأنت هنا تقبل أقدام هذا الأخطبوط؟"

نظر الأخطبوط إليها بحزن، وبدأت الدموع تنزل من عينيه، فقالت بملل:

- "حسنًا، لا تبكِ. أنت تعلم كم أحبك، زيوس، لكن يجب أن نرحل. وأيضًا، والدتك ستكون معنا في ساحة الحرب. لا تبكِ، سأخبرها كم أنك شجاع مثلها. هل اتفقنا؟"

ضمها زيوس بأقدامه جميعًا ثم قبلها على وجنتيها، ابتسمت له وكذلك إليوس، الذي تركهم ودلف إلى غرفة والدته ليجلب تلك القلادة، كما قال لها من قبل أن أمه هي الصندوق الأسود لتلك العائلة المجنونة. كانت غرفتها عبارة عن اللون الأسود؛ الستائر سوداء وكذلك أعمدة الغرفة. فتح خزانتها بحذر ثم أخذ ذلك الصندوق الذي يحتوي على القلادة وخرج لهم مرة أخرى، وصاح:

الماء ضد النارWhere stories live. Discover now