الفصل السابع |وريثة النيران|

54 8 8
                                    

لوسيان: هذا حقي يا أريان، وهو عرشي، لم أخنك يا صديقي.

أنهى كلماته الأخيرة باستهزاء، في حين غضب أريان من كلماته الأخيرة.
أريان: ألم تنتظر كي أُدمر تلك المملكة وأتي لقتلك، فجئت لي بنفسك؟ جيد، هل تريد أن تموت؟

لوسيان: بل جئت كي أخبرك من قاتل ماريا.

عقد حاجبيه ثم تساءل.
أريان: وما شأنك بماريا؟ أعلم أن مملكة نوراليس هم من فعلوا هذا.

لوسيان: بل أباك، وأشاع الفتنة كي تقوم الحرب بين المملكتين. ولا تستخدم قوة أبيك الآن كي لا تنقلب عليك، فقوته الشريرة لم تنقَ بعد.

أريان: أيها المعتوه، إياك أن تذكر أبي. لقد مات ورحل، لا تتكلم كي لا أقوم بقتلك.

لوسيان: خدعك يا أريان. يقولون أنك أذكى مني وأقوى، ولكنك لست كذلك. وأيضًا لم يمت أخوك ريام من تلك المملكة، بل هناك عدو يكره المملكتين ولهذا قتل أخيك وأشاع أن مملكة نوراليس هم من فعلوا هذا، ولكن هذا ليس الحق.

---

ومع آخر كلماته اختفى. بحث عنه في أركان الغرفة ولكنه لم يجده، جلس بحيرة وألم يعتصر قلبه. نظر حوله بعجز وهو يدرك استحالة قدرته على فعل شيء.

---

كان بداخله عالم مزهر، كبير، ومليء بالأمل والحب. كان يرغب في تحقيق أحلامه فقط، كان يرغب في صديق جيد وحنون. كان يحلم بتكوين عائلة رائعة كي يحيا بسلام. وتأتي الحياة كي تهدم كل ما تمناه يومًا.

---

قام من مقعده ثم ثبت يده باتجاه الجدار ووجه قوة أبيه الجديدة. كان الجدار قويًا فارتدت الضربة إليه. أدار نفسه فأصابت رأسه وبعضًا من جسده ووقع على وجهه والدماء تسيل من رأسه.
بدأ الظلام يتسلل داخل عقله وينفرد به من كل اتجاه، وبينما هو يقاوم ألمه بدأ يستسلم لسحابة الظلام شيئًا فشيئًا، وآخر ما سمعه صراخ أحد الحراس كي يأتوا بالطبيب.

---

الألم الذي يظنه الجميع شيئًا عاديًا هو حرب بالنسبة لك، فعليك بفعل شيئين: اقتل أولئك البشر، وانتصر بتلك الحرب.

---

كانت نارسيا نائمة حتى استيقظت وهي تسمع أقدام الجميع خارج الغرفة. حاولت جاهدًا أن تقف ولكن لم تستطع، حتى فعلت هذا فوجدت نفسها نائمة في غرفة إليوس.
خرجت من الغرفة وهي تستند على الحائط حتى وجدت الجميع يقف أمام غرفة ويبدو أنه سجن، ولكنه قريب من الغرف الشخصية. تقدمت فوجدت بعض الجنود، وسيليا، وإليوس، والطبيب ملاذ وهو يجلس بجانب شاب طويل قوي البنية. لم تتعرف عليه في البداية بسبب الدماء التي تسيل من وجهه، ولكنها عرفته.

---

شهقت بقوة فسمعها الجميع وسقطت أرضًا من هول صدمتها ولم تقدر على النهوض مرة أخرى. بدأ جسدها يرتجف وهي تطالع شقيقها بألم وصدمة، ثم طالعت سيليا بغضب وحقد.
تألم إليوس لأجلها ولم يفهم سبب ألمه كما لم يعلم ماذا يفعل. الجميع كان في حالة صمت بينما ملاذ يعالج جرح أريان.
استندت نارسيا على الحائط وجسدها، ليتجه إليوس ليساعدها فأوقفته بإشارة يدها، ثم مشت بخطوات بطيئة مرهقة حتى جلست أرضًا بجانب أخيها ووضعت رأسها على قدمه. كاد ملاذ أن يمنعها ولكن أوقفه إليوس بعينيه.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 06 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الماء ضد النارWhere stories live. Discover now