الفصل الخامس |الحرب خدعة أم مهارة|

52 7 7
                                    


الحرب، ولما الحرب؟! أتعلم كيف ستنقلب الحرب على رؤوسكم جميعًا وعلى من بدأها؟

ابتسمت سيليا على ما فعلته نارسيا الآن وأشارت بيدها إلى أليوس بأن يسحب تلك السلسلة الحديدية الكبيرة التي تقيد أيديهم وأرجلهم جميعًا. فتحرك إليوس بهم وهو ينظر لنارسيا بغضب، فأخذهم إلى البحر. فوقفت سيليا تتمتم ببعض الكلمات السحرية التي خرجت من فمها.

سيليا: يا أمواج المحيطات الجبارة، ويا أعماق البحار المظلمة، حولوا أقدام أعدائي البشريين إلى زعانف حوريات ضائعة.
وجه إليوس وجهه لها وهو يشعر بالخوف مما تفعله، وأن هذا سينقلب على رؤوسهم جميعًا في المستقبل. بالطبع، جميعهم كانوا متعجبين من تلك الأذيل وكيف تتم أستخدامها، لكن إليوس لم يعطهم فرصة للتفكير، حيث سحبهم من قيودهم إلى طريق بوابة ضخمة في الأعماق المظلمة، حيث كانت تلك البوابة هي الخاصة بمملكة نوراليس، ثم تحرك بهم إلى سجن المملكة.
ثم عاد الجيش إلى ما كان عليه.

أمرت سيليا بإحضار بعض من الأسرى كي يكونوا خادمين بالقصر، وكان من بينهم أريان وبعض الجنود. ارتدى أريان مثل باقي الجنود كي يكمل في خداعها.

---

كان إليوس يجلس في الغرفة الخاصة به حين دخلت عليه نارسيا بحفوة، فقالت: "لماذا فعلتم هذا؟ أنا كنت أتحدث، وهي غدرت بنا."
إليوس: بل أنتِ خائنة.
نظرت له بدون فهم، فقالت نارسيا: "لماذا تقول هذا يا إليوس، ماذا فعلت؟"

فقام الآخر بغضب وهو يقول: "يبدو أن الخيانة في العائلة الملكية جميعها أيتها البلهاء. لأجل من تخوني عائلتك؟ لأجل من يا خائنة؟ تقدمي عائلتك."

سمعت صوت تكسر قلبها، فهتفت بألم: "فعلت هذا كي أدافع عن الحق."

إليوس: أي حق هذا؟ قدمتِ أخيكِ وأبيكِ للموت.

نارسيا: استمع إلي، أنا لم أقصد هذا أبدًا، ولا أعلم أن سيليا كانت ستفعل هذا، بل أنتم من غدرتم. لماذا أطلقت سراحي من القيود ومن السجن، إليوس؟

---

نظر إلى عينيها ذات اللون البني الذي لا يوجد فتاة في مملكة نوراليس بأكملها تمتلك ذلك اللون الذي لا يعلم تحديده، أهو بني أم مائل للزيتوني. سرح بملامح وجهها لبرهة ثم أفاق من شروده، فصاح بها بغضب: "أخرجي من هنا، لا أريد رؤيتكِ بعد اليوم."

ارتعشت يدها وسائر جسدها، وأمام ذلك الصوت الجهوري قامت بالخروج. وفي أثناء فتحها لباب غرفته كانت تدخل سيليا، فأبتسمت لها سيليا وهي تقترب منها ثم قالت:
سيليا: إلى أين أنتِ ذاهبة يا صغيرتي؟

نارسيا: إلى أي مكان لم يعد لي أرض أو وطن، فأنا أصبحت غريبة، لا ملجأ لي ولا مأوى. ولما تسأليني، أنتِ أكثر فتاة تحب الغدر في هذا المكان، أنتِ سيئة، لما فعلتِ هذا؟ كنت أود أن تتفاهموا ونوقف بحر الدماء بينكم، لقد ذهب ضحيتكم العديد من الأرواح البريئة، إنني أكرهكِ، سيليا.
وضعت سيليا يدها على رأسها وهي تقول: "لقد فعلتِ الصواب يا صغيرتي، فلا تقلقي، هنا أنتِ ضيفة عندي، ولا تهتمي لأي أحد."

الماء ضد النارWhere stories live. Discover now