(5)

353 20 63
                                    

ترجل خارج مكتبه بحنقٍ شديدٍ؛ إثر سماعه لتلك الكلمات السخيفة من هاتان المتحدثتان دون علة.
ما أن لمح (ليانا) واقفة حتى شُده، ألن تكف هذه الفتاة عن مشاكلها معه.
رمقها بحنقٍ، لكنه تحدث موجهًا حديثه لكلتا الفتاتين بثقة وبرودٍ بعد أن مط شفتيه بابتسامة وشبك أصابعه ببعضهم قائلًا:

"أظن يعني لو ركزتم في دراستكم هيكون أفضل."

هنا نبست "فريدة" بخوفٍ وهي تبتلع غصة في حلقها:

"ما إحنا بنعمل الأبحاث وبنسلمها، هو حضرتك الأبحاث بتاعتنا وحشة؟"

هنا رمقها بحنقٍ ونبس بنفس الطريقة مكررًا كلامه:

"ركزوا في دراستكم أفضل." قال هذا وهم منصرفًا نحو مكتبه تارة أخرىٰ.

أما عن "فريدة" فجحظت عيناها كأنها تذكرت شيئًا ما وقد ضربت كتف (ليانا) بخفة منادية إياها ونبست:

"بنت يا (ليانا)، دا شكله سمعنا واحنا بنقول عليه مخاوي."

جحظت عين (ليانا) هي الأخرىٰ وقالت بعد أن ضربت مقدمة رأسها بخفة:

"دي تبقى مصيبة."

هنا أجابتها "فريدة" بفزعٍ هي الأخرى:

"ربنا يستر."

بعدها نبست (ليانا) بصوتها المنهك:

"يلا نمشي يا "فريدة"."

توجهت كلًا منهما نحو منزلها،

عادت (ليانا) إلى منزلها قرابة الساعة الرابعة ولحسن حظها عدم وجود أي محاضرة أخرى في هذا اليوم؛ لذا ما أن دخلت منزلها حتىٰ توجهت نحو غرفتها مرتمية على سريرها دون حتى تبديل ملابسها، حتى أنها نامت بوشاحِ رأسها.

نامت حتى صباح اليوم التالي، حتى أن والدتها حاولت اطعامها ولكنها كانت ترفض؛ متحججة باحتياجها الشديد للنوم، لم تستيقظَ إلا لأداء فريضة الصلاة وحسب.

كان اليوم هو يوم "الجمعة".
هذا يعني عدم وجود محاضرات.

قررت ألا تذهب إلى خالتها في ذاك اليوم، وبدلًا عن الذهاب إلى خالتها يمكنها أن تفعل أي شيءٍ مختلفٍ دون أن تنزعج بأفعال بنات خالتها وكبرهن الغريب.

توجهت نحو غرفة والديها ونبست بابتسامة ودودة :

"صباح الخير."

هنا اجابتها "هدير" ونبست ممازحة إياها بضجرٍ مصطنع:

"صباح الخير باللي كانت نائمة من مية سنة ومش عايزة تصحى."

هنا أضاف "محمد" قائلًا بنفس الضجر المصطنع:

"آه، بنصحي فيها عشان تاكل وهي نائمة ولا هنا."

لمسة فرنسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن