(8)

280 17 73
                                    

بعد انقضاء المحاضرة، ناداها متحدثًا باقتضابٍ:

"آنسة ليانا، عايزك في المكتب عندي." قال هذا، وبعدها هم منصرفًا نحو مكتبه.

حينها طالعته (ليانا) متعجبة من قوله؛ ففيمَ يمكن أن يريدها؟

أما عن "فريدة"، فطالعتها بنظرة كأنها تقول لها:"ما فعلتِه كان خاطئًا."

ولكن حينها (ليانا) قد رمقت "فريدة" ببلاهة؛ فلمَ تطالعها "فريدة" بهذه النظرة؟ ولمَ يريدها أستاذها الجامعي الآن؟
حقًا، إنه لأمر عجيب!

تحدثت (ليانا) موجهة حديثها "لفريدة"، وهي تقول:

"فريدة، استنيني هنا لحد ما آجي."

اومأت لها "فريدة"؛ فهمّت (ليانا) بالانصراف متجهة نحو مكتب استاذها الجامعي _(يوسف راسيل)_

ترجلت (ليانا) نحو مكتبه بتعجبٍ، وما ان ولجت داخل مكتبه، حتىٰ نبس بهدوءٍ:

"ممكن أعرف أنتِ ليه النهاردة عملتِ كدا في المحاضرة؟"

طالعته بابتسامة بلهاء؛ فهي من الأساس لا تعرف عما يتحدث، وقد نبست سائلة إياه:

"أنا عملت إيه؟"

مط شفتيه وقد نبس بعد أن شبك أصابعه ببعضهم:

"صورتِني."

حينها شعرت بالحرج، لا تدر ماذا عليها إخباره الآن؛ فسكتت، أما هو فنبس بهدوءٍ موجهًا حديثه (لليانا):

"ما ينفعش اللي عملتِه النهاردة دا؛ دا كدا يعتبر إهانة ليا."

اومأت له بحرجٍ وهي تمتم بالاعتذار، أما هو فأومأ لها وقد سألها نابسًا:

"طب، أنتِ صورتِني ليه؟"

حينها شعرت بالحرجِ، لا تدر بماذا تجيبه، صمتت فحسب، نظر إليها ضامًا كلا حاجبيه بتعجبٍ، وقد كرر كلامه سائلًا إياها:

"بجد عملتِ كدا ليه؟"

زاغ بصرها بعيدًا عنه، وقد نبست بحرجٍ من موقفها:

"آسفة."

أومأ لها، وقد نبس مبتسمًا:

"ماشي، ما تقوليش."

حمدت ربها في سرها، وقد أسرعت نحو الباب متجهة إلى خارجه، بعد أن استأذنت منه، وقد صرح لها بالخروج.

نظر في إثرها شاردًا فيما حدث ماطًا إحدى شفتيه بتعجبٍ منها، وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا، يود لو علم لماذا صورته بالمحاضرة، لكن حسنًا، إنها ليانا ملكة المشاكل

أما عن "فريدة"، ما أن لمحت (ليانا) حتى نبست بضحكٍ:

"إيه اللي حصل، هزقك، صح؟"

لمسة فرنسية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن