٢٧-حقيقة!، أم مجرد حبر على ورق؟.

25 5 0
                                    

_27_

كان الليل باردًا كعادته في كل ليلة شتوية ، كانت اشلي تمشي في طريقها إلى المنزل ؛ بعد ان وصلت الى المنزل فتحت الباب وكانت والدتها تحضر العشاء .

"لقد عدت "
قالت أشلي وهي تخلع حذائها

"اذهبي للاغتسال ، سيجهز الطعام قريبًا "
قالت والدتها وهي ترتب الصحون

"أمي !، الا يمكنكِ ان تكوني لطيفة معي قليلًا ؟"
قالت أشلي بعد ان تنهدت بضيقة

"لا أريد ذلك !، لا أريد ان أكون لطيفة معكِ وتكون نهايتكِ كمثل والدكِ وأعيش ذاك الحزن من جديد "

"لم تتغيري ابداً صحيح ؟، مازلتي تعتقدين ان المستشار هو السبب وراء موت ابي ؟."
أردفت اشلي بغضب

أسقطت والدتها الصحون من يدها بغضب وقالت :
"انا لا أعتقد بل أنا متأكدة !، كان زوجي من أشجع الفرسان في المملكة ، لو انه لم يأخذه إلى ذلك التدريب ما كان سيرحل عني هكذا "

"كان ابي يعاني من قلبه يا أمي !، كان سيموت عاجلًا ام آجلًا ؛بسبب التدريب او بدونه ، دعكِ من المستشار ، ماذا عن أدريان ؟، لماذا تحتقرينه أيضًا ولا تخبرينه الحقيقة ؟"

"هل تدافعين عنهم امامي ؟، كيف تجرؤين !، هل تريدين مساعدته بشدة متناسية بإنه لا يعرفكِ ولا يعترف بحبكِ الغبي له "

انهمرت دموع اشلي وكانت تكبت انهيارها وتخفي انكسار قلبها بسبب كلام والدتها ودخلت الى الغرفة وقفلتها واكملت بكائها بصمت .

•~ ~ ~ ~ ~•

في ذلك الوقت ، كانت لينيا تجلس على سريرها وتتحسس الرسالة بأناملها وهي تتنهد بحزن ، وبعد دقائق سمعت طرقات متتالية على باب غرفتها ، نهضت وفتحت الباب فكان البيرت يقف هناك ينظر اليها بعينين مليئة بالندم . خرجت من غرفتها وامسكت بالسور الحجري في ذلك الممر القصير ، وقف البيرت بجانبها وهو يحاول ان يقول شيئًا .

"لَم يسبق لي ان غصت في بحر من قبل ؛ فأنا أخشى المياه ، لكنني دائمًا أجد نفسي اغوص في أعماقي لمسافات بعيدة .. الغوص في أعماق نفسك أرعب من الغوص في المحيط يا البيرت ، فأنت تكتشف كل الأمور التي محاها عقلك ، في مكان مهجور في ذاكرتك ؛ أشياء تخاف أكتشافها عن ذاتك ، وتخشى الاقتراب منها .. اليوم عندما غصت في اعماقي اكتشفت أنني كنت جبانة ، جبانة جدًا وتهرب من كل شيء ، في ذلك الوقت ، لو أنني وقفت وأخبرته عني وعن هويتي ولم أهرب ؛ هل كان كل شيء سيتغير ؟"

قالت لينيا وهي تنظر الى تلك السماء السوداء الملبدة بالغيوم ، كان البيرت ينظر اليها والبريق في عينيه وأخفى يده المتضررة عنها .

"انا لا اغوص في أعماقي ، توقفت عن ذلك منذ وقت طويل ؛ لإن الغوص في أعماقي مؤلم و يرعبني !، البيرت روي سميث سابقًا ليس الشخص الذي تعرفينه الآن هذا كل ما يجب ان تعرفيه "
قال البيرت وهو يبعد بنظره عنها

العَـين الحمراء || The red eye حيث تعيش القصص. اكتشف الآن