٢٨-و ظمئت إلى لقائكِ.

9 3 1
                                    

_28_

في صباح اليوم التالي .
خرج سبنسر من منزل المستشار واغلق الباب خلفه ، راح يمشي على الطريق الترابي الذي يمكن للمرء من خلاله مشاهدة جميع المنازل القابعة هناك ، توقفت أقدام سبنسر أمام منزل عادي بجانبه شجرة متوسطة الحجم ، عندما كان يلقي نظرة على الارجاء فُتح باب ذلك المنزل وخرجت منه امراة ذات شعر قصير اشقر وناعم ، نظرت اليه وهي ترتب ملابسها فشعر سبنسر بالإحراج .

"عفوًا ، هل هذا منزل السيد هاربر ؟"
سأل سبنسر بخجل

"اجل انه هوَ !، انا ابنته أدعى اشلي ، من تكون أنت ؟"
اردفت اشلي

انزل سبنسر برأسه ولم يجيبها وغادر مسرعًا ، لم تعره اشلي اهتمام وعاودت الدخول الى المنزل لتحضر قفازاتها ، شاهدت والدتها لازالت تجلس في مكانها وتحوك كعادتها .

"كان هناك صبي غريب قبل قليل ؛ لقد سأل عن اذا كان هذا منزل ابي ام لا ! ياله من صباح ابدا فيه يومي "

قالت أشلي وهي تجلب قفازاتها ، فجأة اسقطت والدتها ما في يدها وركضت الى الخارج فلحقت بها أشلي بذعر ، كانت أشلي تنظر الى والدتها وهي تتفحص الارجاء بقلق وتسألها عن شكله وكم كان يبلغ من العمر . أخبرتها اشلي أنها لا تعلم فدخلت والدتها الى المنزل وهي تتنهد ، لم تفهم أشلي ما الخطب ولم تكن متأكدة اذا كانت والدتها ستجيبها اذا اقدمت على السؤال ؛ لذلك أغلقت الباب خلفها ومشت الى القصر الذي يمكنها رؤيته بوضوح من مكانها الحالي .

عندما أوشكت أشلي على الوصول الى القصر وعندما كانت تمشي على الطريق الحجري ظهر يمشي خلفها قائد الحرس سالار وصار يمشي معها بعد ان وحد خطاهما . كان سالار ينظر اليها بين كل ثانية تمر وهي تتصرف على انها لا تراه .

"هل هذا الاحترام الذي تقدميه لقائدكِ ؟"
سأل سالار

توقفت أشلي عن المشي وراحت تنظر إليه بنظرات غاضبة:
"انا اتصرف وأفعل ما يحلو لي ، لذا سواء احترمتك أم لا ذلك لا يشكل فارقًا معي وأتمنى ان لا يشكل فارقًا معك أيضًا ويمكنك الذهاب وطلب الاحترام من شخص آخر اذا كان الامر يزعجك !!"

اكملت مشيها بعد ان رمت ذلك الكلام في وجهه ، ضحك سالار وتبعها راكضاً .

"أرى ان احدهم غاضب بسببي ..
-امسك بها من ذراعها بلطف- . انا فظ مع جميع الحرس وجميعهم يعلمون ذلك لأنني أريد منهم ان يظهروا أفضل ما لديهم ، لكن يبدو ان فظاظتي معكِ كانت قوية ، اقدم لكِ خالص اعتذاري "

ابعدت اشلي نفسها عنه وقالت :
"اذا كنت فظ مع الجميع فعليك الاعتذار منهم جميعًا ، لا تعتذر مني انا فقط لإنني بنظرك أمرآة ولست برجل !"

غادرت أشلي ودخلت الى القصر وبقي سالار واقفًا هناك لدقائق وبعدها دخل هو الأخر الى القصر.

العَـين الحمراء || The red eye حيث تعيش القصص. اكتشف الآن