١٢- ديجور أم عطاء ؟

76 8 7
                                    

⋆¹²⋆

الليل باردٌ ، ويزداد برودة إذا كنتَ وحيدًا وضائع في افكاركَ الأزلية .. كأنك عالق في علبة لا مخرج منها وتنتظر طلوع الشمس ، لكنك ستكون ضائعًا في النهار أيضًا ما أن تتخلص من تلك الافكار التي تسيطر عليك اثناء الليل .

_تنزل من السلالم بسرعة وأطرافها باردة وأنفها اصبح احمر اللون وهي تكبح دموعها بكل ما اعطاها الرب من قوة تحمل ، هذه هي النهاية ، نهاية رحلتها مع ذلك الغراب الذي لاتعلم كيف تعلقت به بهذه الطريقة .. وعندما كانت تنزل وكادت أن تصل إلى نهاية السُلم ، التوى كاحلها وكادت أن تقع ويرتطم وجهها بالارض ، اغمضت عينيها عندما فقدت توازنها ، لكنها بدلاً من أن تقع شعرت بِيد تسحبها بقوة وتنطلق بها إلى غرفة بجانب نهاية السلالم .. فتحت عينيها لتجدهُ امامها .. تلك العينين الأرجوانية وذلك الأنف الحاد والشفاه العريضة والحاجبان المتناسقان ، كيف لهذا أن يكون حقيقة ؟ ماذا عن الذي سمعته قبل دقائق ؟ .

"ما سبب هذا الاستعجال ؟! هل حقًا أعتقدتي أنني قد متْ بهذه السهولة سيدتي الصغيرة "

قال بنبرة صوته المعتادة التي قد جعلت عينيّ لينيا تتوسع ويمتلئان بالدمع ، لم تكن تفكر في شيء آخر سوى اشتياقها لهُ لذلك كل ما قامت بفعله هو احتضانه بكل قوتها وكأنه سيبتعد عنها مجدداً ، بقي آلبيرت مصدومًا لكنه احتضنها بعد ثوانٍ .

"كيف أستطعت أن تبتعد هكذا !! أنا حقاً أعتقدت أنهم قتلوك "

"ابتعدت لأنني لا أريد الموت ، لكن لم اعد احتمل الابتعاد ، فأنا أريد البقاء معكِ ، وجودكِ بجانبي يسعدني ، الحديث معكِ يشعرني بالارتياح ، في السابق كنت اركع أمام جميع نسخكِ في حيواتكِ السابقة وأنا اطلب الحرية ، لكن الآن وبسببكِ أنا اهرب منها واخاف أن اتحرر "

"ما .. ماذا تحاول أن تقول أنا لا افهم !"
سألت بتلعثم.

"انتِ تريدين تحريري بشدة ، لكنك لا تعلمين أن الحرية التي ستعطيني اياها ستكون نهاية رحلتي في هذه الحياة ، لينيا .. أنا سأغادر هذه الحياة عندما تحرريني ، ستكون نهايتي ، سأموت ، هل تريدين فعل ذلك ؟ هل يمكنكِ إعطائي الحرية 'الموت' "

قال بصوت يرتجف وكانت هذه أول مرة تراه لينيا بهذا الشكل ، عيناه الأرجوانية تحولت إلى لون قاتم وتجمعت فيها الدموع ، لم تعلم ماذا عليها أن تقول أو تفعل لقد صفعها آلبيرت بأخبارها حقيقة كهذه ، الآن فهمت لماذا قد هرب في تلك الليلة التي اخبرها كل شيء واقترحت أن تحرره ، كانت في حيرة .. لأول مرة شعرت أنها في موقف لا مخرج منه .. ابتعد آلبيرت عنها وهو يبتسم تلك الابتسامة التي تنبعث من الحزن .. خرجت لينيا من تلك الغرفة بعد أن ذرفت الدموع ولم تستطع كبح شعورها بالعجز .. عاودت الصعود على نفس السلالم التي نزلتها ألا أن شعورها قد اختلف وكأن شيء ما قد انطفئ داخلها .

العَـين الحمراء || The red eye حيث تعيش القصص. اكتشف الآن