٩- عناقٌ طويل

104 15 0
                                    


⋆⁹⋆

كيف لشيء شديد السواد مثل 'الليل' أن يكون رفيقًا مخلصًا لنا ؟


بعد أن عاد بينجامين إلى القصر وخبأ الحقيبة والفطائر جيدًا ، خرج ليجلس في مكانهُ المعتاد قبل حلول موعد العشاء .. وعندما كان يمشي ويتذكر كلام جيرالد واحاديثهم تزهر وجنتيهِ وترتسم ابتسامات متقاطعة على محياه ، لأول مرة يشعر أن هناك شخص في هذا العالم ليدعوه ب 'صديق' وكان راغبًا بتعلم المزيد عن الصداقة .. بعد أن وصل إلى الشرفة الملكية وجد هناك اماليا وهي تُطالع بعض الكتب ، ما جعلهُ يهرع للجلوس إلى جانبها كانت ابتسامتها التي رحبت بهِ قبل أن تقول أي شيء ، لا يعلم مدى الشوق الذي يحملهُ في قلبهِ لتلك الابتسامة وكم من ليلة تمنى أن يرى اختهُ الكبرى وهي تبتسم له من جديد .

"هل زال غضبكِ ؟"
سأل بتردد.

"انت نصفي الثاني بينجامين ، أنت أخي وتوأم روحي ، بالطبع سيزول غضبي .. لقد تعلمت درسكَ الآن ، أتعلمتهُ ام أنا مخطئة؟

"تعلمتهُ بالطبع !! لقد تعلمتهُ منذ وقت طويل ، آه يا اماليا ! كنت أشعر بالضياع وخشيت أن لا تتكلمي معي مجدداً ، كان خطأ مني أن اشك بكِ و أن أفكر هكذا ، أنا آسف جداً ولن اكررها مرة أخرى .. هل لي بمعانقه اختي و امي الثانية ؟"

وافقت اماليا وفتحت ذراعها واحتضنتهُ وكان يبكي ويعتذر منها بشكل مستمر ، وهي كانت تحاول أن تكبح نفسها وأن لا تبكي معهُ لأن الخصام قد طال امده ، وبينما كان بينجامين يبكي ويخبأ محياه في كتف اماليا .. مرت نينا التي كانت تسمع صوت نحيب وانصدمت عندما عرفت أن الصوت يخرج من بينجامين ، نظرت إلى اماليا بعدها وكانت كالطفلة التي تنتظر دورها ففتحت اماليا ذراعها الأخرى وركضت نينا إلى احضان اختها .. قبلتهما كلاهما على رأساهما ووعدتهما بأنها ستهتم بهما أكثر وستتوقف عن تفريقها الدائم بينهم وبين لينيا .

•~~~~•


كان الملك يجلس في جناحهُ الخاص وينظر إلى رسائل العين الحمراء عسى أن يجد ثغرة أو شيء يدلهُ على هوية الشخص الذي كتبها والمجرم الذي قتل اخاه و ابنه الصغير ، جل ما يهتم به الملك هو أن يعرفه بأسرع وقت لأنه كان خائفاً من فكرة اغتيال أحد آخر في القصر وفي الخصوص زوجته الملكة وابنائه ، في الايام الماضية كان الوضع طبيعي لا وجود لرسائل أو قتل وكل شيء طبيعي ، ففكر الملك أن العين الحمراء لم تنتهي لكن الشخص يخطط لفعل شيء أكبر ، شيء أقوى ، شيء يعلم الملك أنه لا يستطيع مواجهتهُ .

كانت لينيا تنتظر غراب على احر من الجمر ، وملايين الاسئلة تدور في رأسها كالشريط الذي لا نهاية له ، تنظر إلى النافذة وتنظر إلى ازرقاق السماء عبرها .. وبعد مدة قصيرة من انتظارها حط الغراب بجوار النافذة وظل ينظر لها مطولاً ، نزلت لينيا من سريرها وخرجت من الغرفة من تلقاء نفسها ووقفت بجانب سور الممر واضعتًا يداها على خديها ، بعد ذلك خرج غراب من غرفتها ووقف بجانبها .. كان الوضع هادئً وصمت قاتم يعتري اللحظة تلك

العَـين الحمراء || The red eye حيث تعيش القصص. اكتشف الآن