اقتباس مشوق

3.4K 200 24
                                    

اقتباس مشوق

كانت امام المنزل ، وما همت ان تشرع بالطرق على بابه متوقعة ان تخرج اليها أحدى الخادمات من المنزل الكبير،  او على الاقل سيدة من سيدات الدار او الاحفاد، ولكن من خرج لم يكن احد منهم:

- انتي مين ؟
تفاجأت به أمامها بهيئته الجديدة يرتدي حلة بيضاء ، عليها عباءة بنية زاهية، تغلب في أناقتها كبار رجال الأعمال والهيبة في بلدها، وملامح الوجه التي نحتت لتبرز وسامته بوضوح تام ، حتى انها كادت الا تعرفه في البداية،  لولا سؤاله المقتضب ونبرة الصوت التي تحفظها عن ظهر قلب، بحديثه الاخير الذي يتكرر بأسماعها رغم مرور عدد لا بأس به من السنوات

عند خاطرها الاخير وجمت تجيبه على مضض ، متجنبه النظر اليه:
- انا بت مطاوع الجفاص، وكنت جاية بحلة الرز بلبن دي لجدتي فضيلة، ندر امي بتوفيه.

توقعت ردا مفاجئ ولكنه انتظر قليلًا،  وزوى ما بين حاجبيه يتمعن النظر بها، وبعدم استيعاب خرج صوته:

- انتي زينب؟! معجول؟ لدرجادي كبرتي واتغيرتي يا زينب، انا معرفتكيش واصل.

عبست بضيق متعاظم تكتمه داخلها، ليخرج صوتها بجملة مقتضبة كي تنهي هذا اللقاء وتعود الى منزلها:
- ما الصغير بيكبر ومفيش حد بيقعد على حاله، معلش ممكن تنده لحد من الشغالين ياجي ياخدها مني عشان اروح...

هتف يفسح لها الطريق:
- تمشي فين يا زينب وانتي ع الباب؟ خشي الاول .
- مش لازم يعني، ممكن انت تنده بس......
قاطعها بحزم
- جولت ادخلي يا زينب،  ولا انتي مش عايزة تسلمي ندر امك لجدتك فضيلة؟

في الاخير اضطرت مذعنة لتدلف الى داخل الدار، يصلها صوت خطواته من خلفها، واستغرابها من عودته، الم يكن في طريقه للخروج؟!
ثقل يجثم على انفاسها  ودت لو استدارت تخرج بما تحمله،

- جدتك جدامك اها يا ستي .
قالها مشيرا بذراعه للأمام، وتقع عينيها على المرأة التي كانت جالسة بوسط الدار كعادتها وكأنها ملكة تحدد مكانها المظبوط لمباشرة كل شيء حولها ، دخل الاكسجين رئتيها، وخف التوتر قليلًا برؤيتها ، لتخطو بسرعة نحو المرأة تخاطبها بلهفة وعجالة:

- صباح الخير يا جدة، امي بعتالك الرز بلبن ده.
خرج صوت فضيلة لها بدهشة:
- صباح الخير يا ست زينب، طب مش تاخدي نفسك الأول وكلميني براحة،  رز ايه اللي بعتاه امك؟

انفرج فاهاها بنية الرد ولكنه كان الاسبق:
- بتجولك ندر وبتوفيق امها يا جدة .

قالها ثم اقترب فجأة ليتناول منها الصنية بالطنجرة الصغيرة التي تحتوي بداخلها  على الأرز بالحليب،
كفه الكبيرة كانت على وشك ان تلامس كفها او ربما لامستها ، وهي أبعدتهم على الفور ، لتشيح بوجهها عن مرمى عينيه الوقحة، وهذا القرب قد اثار استفزازها،
- عن اذنكم بجى
استدرات على الفور تهم بالذهاب، وتستأذن بالإنصراف ولكنها اوقفها بقوله:

- استني يا زينب، هو انتي مستغنية عن الحلة ولا مش جادرة تنتظري ندوق منها ونجول رأينا في عمايل امك 

اجفلها بقوله لتلتف إليه بلمحة من ارتباك اصابتها كنتيجة طبيعية بعد قوله، وهي لا تجرأ على الرد بحرية في حضرة جدته، والتي لاح العتب على ملامحها:

- دا برضوا كلام يا زينب، عايزة تسلمي الحلة وتفري زي العيال الصغيرة،  هو انا بايتة في حضنك يا بت عشان متسلميش عليا بيدك؟

- تبًا هذا ما كان ينقصها.
غمغمت بالكلمات داخلها،  لتضطر على مضض التراجع عن الذهاب ، والعودة الى المرأة وترضيتها، لتقترب منها متمتمة بأسف:

ارجو رأيكم بقى في النوفبلا اللي حققت نجاح باهر في احتفالية بيت الرويات والحكاوي المصرية
اتمنى تنال رضاكم انتو كمان.

#بنت_الجنوب

اكل الذئب زينب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن