الفصل الثالث عشر
صوت الطلقات النارية التي صارت تطلق ابتهاجًا وفرحًا بعد سماع البشرى بالفوز المحقق، كانت تصم الاذان.
لقد فعلها ونجح ، حصل على مقعده بالمجلس الموقر، بعد ليالي من السهر والتعب والحشد والإغداق بالاموال ، في منافسة شرسة مع المرشحين القدامى، وقد استطاع بمهارته ونفوذ شقيقه، وتاريخ والده، ان يفوز ويحل محلهم، دائرة وتدور بدوران الارض، لا شيء يظل على حاله .داخل المنزل الكبير وخارجه اكتظ بعدد المهنئين لهذا الفوز العظيم، أعداد هائلة من العائلة وابناء البلدة، وممثلين عن البلاد القريبة منهم.
لقد فعلها ونال المكانة العالية امام البشر، فعلها العابث الفاسد كما كانت تصنفه زينب قديما، ليحصل الاَن على المكانة العالية، ولا عزاء لمن عارض او رفض الترشيح له من الأساس.اما عنها فلم تجد الراحة او النوم منذ مساء الأمس، استقبال المهنئين والقيام بالواجب مع الضيوف التي تهل دون توقف، حتى جعلها ترتمي على التخت بتعب ولا تقوى حتى على رفع اصبعها، لتخطف سويعات قليلة تريح بها الجسد المنهك، تاركة والدتها تنوب عنها مع نساء الدار في استقبال المهنئين.
ولكنها لم تكمل الساعة حتى وجدته يوقظها من النوم بعجالة:
- جومي يا زينب، عندنا زيارة مهمة، جومي يلا .لتفتح عيناها بتعب ورأس مثقل ، تناظره بترجي:
- بتصحيني ليه يا ضاحي؟ انا ما صدجت اريح شوية.
- ما انا زيك مشوفتش النوم من امبارح، اخلصي يلا مفيش وجت.- مفيش وجت لإيه؟
تمتمت بها، وهي تعتدل بجذعها، تشاهد ارتباكه في التقليب بين الملابس، وحيرة في اختيار الاصلح للمقابلة الهامة :- بجولك ايه يا زينب، البس بدلة ولا الجلبية الصوف ع العباية السودة هتبجى احسن.
- ما اتنين حلوين ، انت كل حاجتك غالية يا ضاحى.
ثار بها بعصبية:
- وانا بسألك على تمنهم؟ انا بسألك ع اللي يليج، باستقبال الباشا شريكنا في مصر، جاي بنفسه يباركلي، وانتي لسة بتكلميني وانتي نايمة ع السرير، ما تجومي يا زينب ، ألولية مرته واصلة معاه.رفعت الغطاء عن اقدامها، تتمتم بتذمر:
- وافرض يعني مرته واصله معاه، ما البيت مليان حريم تستجبلها وتجعد معاها.قالتها وهي تتحرك بعدم اتزان لثقل رأسها وما همت ان تتخطاه بخطواتها نحو المرحاض، حتى وجدته يوقفها ، بلف ذراعه حول خصرها مرددًا بتشديد:
- افهمي زين جبل ما تروحي على حمامك واصحي كدة واستوعبي ، عشان الكلام دا مش هكرره تاني، الراجل اللي تحت ده اهم من المحافظ نفسه، والست مراته بيضرب لها تعظيم سلام في اي مكان تخشه، يعني لا امك ولا اي واحدة من اخواتي انا ولا حريم الولد هتنفع تجعد معاها، وانا مجداميش غيرك يا زينب .
أنت تقرأ
اكل الذئب زينب
Mystery / Thrillerإقترب، إقترب ولا تتردد، ف أنا على أستعداد تام لذلك، لن أتراجع ولن أَقاوم، أهجم بشراسة حتى تُنهي الأمر سريعًا، إغرز أنيابك الحادة في العظام حتى تكسرها كما يكسر أبي أعواد القصب في موعد حصاده، أخرج أحشائي وتناولها كي تشبع جوعك، إطحن بأضراسك حتى تتوه أش...