الفصل الخامس

1.4K 149 15
                                    

الفصل الخامس
صوت الاعيرة النارية التي كانت تدوي في هذا الوقت بصخب وضجيح الأصوات المهللة التي تصل إليها، حتى جعلها تخرج من داخل  غرفتها مجفلة لتستطلع الامر ، لتجد والديها وأشقائها الصغار جميعهم يقفوا خارج المنزل كباقي افراد المنطقة، وأعينهم منصبة نحو المنزل الكبير، والذي بدا كما يشبه الفرح.

- ايه في ايه، ايه اللي حصل لضرب النار دا كله؟ مالهم بيت الدهشوري؟
تساءلت بها فجاء الرد من أحد اشقائها الصغار بسجيته:
- عمي ضاحي هيبجى نائب في مجلس الشعب .
- ضاحي مين اللي هيبجى نايب؟

ردت والدتها وهي تعود اليها لداخل المنزل بابتسامة لاحت على ملامحها:
- ضاحي الدهشوري يا ست زينب، جدم ورقه للترشيح في الحكومة واتجبل، ومدام إتجبل ترشيحه اعرفي انه ناجح ناجح، عشان تتأكدي بس انها مش بالعلام ولا الكلام الفارغ بتاعك.

اعتلت الصدمة معالمها، تزبهل لبعض اللحظات ف محاولة للاستيعاب، ثم رددت بعدم تصديق:.
- انتي بتتكلمي جد ياما؟ يعني ضاحي..... هيبجى نايب في المجلس الموقر.

ضحكت عزيزة بمرح:
- ومالوا يا بت لما يبجى سيادة النايب ؟ ان مكانش هو ولا اخوه البيه التاني حامد حد فيهم يا خدها، مين في بلدك كلها يستاهلها؟

- حامد
غمغمت داخلها كلمة السر فيما يحدث، انه هو من أتى بشقيقه من اجل ان يضعه على رؤوس الجميع كما قال والدها،  لكن هذا تعدى التصور ، وبهذه السرعة يريد ان يضعه في منصب هام كهذا؟

- طب وحامد باشا دا ان شاء الله،  متجدمش هو ليه؟ على الاجل هو ليه ارضية وهيبته واصله لبرا البلاد اللي حوالينا؟

صدر منها التساؤل، وكأنها تحدث نفسها،  فجاء الرد من والدها الذي دخل بالصدفة اثناء الحديث:
- وهو حامد محتاج هيبة يا بت؟ ولا معاه وجت اساسًا للمجالس والكلام الفاضي دي؟ دا راجل عملي وبتاع فلوس ماليها عدد...

تنهد يجلس على الارض ويتابع:
- العز وز يا عم، فلوس ووجاهة وكله، احنا نحمد ربنا اننا عايشين فيها اساسًا .

علقت على قوله زوجته:
- بس برضك اهي فايدة للعيلة يا مطاوع، دلوك اللي عايز خدمة هيروحله يخلصهالو بسهولة، واللي عايز وظيفة كمان، انت اول حاجة تعملها بعد ما تباركله، تطلب منيه يوظف بتك.

- يوظف مين ياما؟
صرخت بها وكأن عقرب لسعها، لتعبر عن رفضها بوضوح تام:
- ضاحي دا لو اخر واحد في الدنيا انا مش عايزة مساعدته، إن مكانتش تاجي الوظيفة من عند ربنا مش عايزاها.
بصقت كلماتها وتحركت نحو غرفتها على الفور، لتردد في اثرها باندهاش:
- لو اخر واحد في الدنيا مش عايزاها، طب ياختي خليكي في خيبتك كدة على ما ربنا يفكها عليكي.

اضاف مطاوع على قولها:
- بتك فجرية يا عزيزة، سبيها في هبلها دا مرنخة من غير فايدة، مفكرة ان في حد اساسا بيتوظف في الزمن ده من غير واسطة، هي اللي خسرانة.

اكل الذئب زينب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن