الفصل التاسع
اختلطت الزغاريد التي صارت تصلها من الخارج مع اصوات العصافير التي استيقظت على زقزقتها منذ مدة من الوقت، بعد اختطافها لساعتين غفت فيهم بصعوبة نتيجة التعب الجسدي والصراخ الذي شق حلقها مساءًا، لتفتح اجفانها للنور البكر ، فتعي على وضعها الجديد بهذه الغرفة الغريبة عن غرفتها وهذا البغيض الذي يتقاسم التخت معها ويطوقها بذراعيه، ورائحته تزكم انفها، يمنع عنها الراحة حتى في نومه.
لقد جاهدت عدة مرات للفكاك منه، ولكن في كل مرة كانت تتوقف ، خشية ان توقظه، وهذا اخر ما ينقصها الاَن، ان تصطبح بالشجار معه، وقد نفذت طاقتها ونال الإجهاد منها وبلغ مبلغه.
انتفضت على صوت الجرس الذي تم الضغط عليه بقوة حتى جعل هذا المزعج يتململ، وهي تراقبه عن كثب، وحين شعرت بارتخاء ذراعه عنها، شرعت في النزول عن التخت، لتعتدل بجذعها على الفور ، قاصدة الخروج من دائرته الخانقة ، ولكنه أبى ان يعطيها غايتها ، لتصدر شهقتها بزعر حينما وجدت نفسها تعاد للاستلقاء مرة أخرى، يطل عليها بوجهه من علو وذراعه التي أسقطتها عادت تطوقها مرة أخرى، يهسهس قرب بشرتها بصوت متحشرج وابتسامة اصبحت تثير ضيقها:
- رايحة فين؟ هتسيبي حضن عريسك من غير ما تستأذني؟
عبست ملامحها بضجر، متجنبة الرد على سخافته، لتذكره بالأهم الاَن:
- الجرس بجالو ساعة بيرن يا ضاحي، ودي أكيد أمي.- جاية تطمن!
عقب بها بعبث وعيناه تطوف على وجهها وجيدها وما ظهر من بشرتها من تحت غطاء الشرشف، ليسترسل بوقاحة:- اظن ان الست الوالدة هتفرح جوي لما تشوفك، ياريت تبلغيها كمان ان عريسك انبسط جوي منك.
تفوه الاخيرة بتلميح سافر كاد ان يجعلها تصرخ بوجهه، وقد ذكرها بما تتمنى محوه من عقلها، ليصدر صوتها بقهر:- بعد عني يا ضاحي، مش وجت حديتك الماسخ، دي تالت مرة الجرس يرن ويبطل، عايزهم يجولوا علينا ايه؟
- ما يجولوا اللي يجولوه، ما كله في صالحنا برضوا يا زوزو.
تفوه بها بضحكة منتشية ليعتدل فجأة متابعًا:
- بس عشان خاطرك انا هطلع اشوفهم، حتى عشان نخلص منهم بسرعة ونفضوا لبعض.
قال الاخرى غامزًا بطرف عيناه، ثم نزل سريعًا، يتناول شيئًا ما يرتديه على الصدر العاري.لتظل هي متطلعة في اثره لحظات فتسقط دمعة حارقة لما اَل اليه حالها الاَن، وما ينتظرها من شقاء بزواجها من هذا البغيض.
❈-❈-❈
بداخل غرفتها، وقد اختلت بها بعيدا عن الجميع لتمارس دورها كأم في هذا اليوم، تنفيذا للعادات والتقاليد المتوارثة، وبعد أن اطمأنت منها بأن رأت دليل عفتها بأم عينيها، جاء دور زينب الاَن لتشتكي لها وتوضح الصورة كاملة .
لتشير لها وتريها اثار هجومه الغاشم عليها:
- شايفة ياما، بصي كويس اللي ع الرجبة هنا واللي ع الصدر والدرعات، انا مكسوفة اكشفلك الباجي.
أنت تقرأ
اكل الذئب زينب
Gizem / Gerilimإقترب، إقترب ولا تتردد، ف أنا على أستعداد تام لذلك، لن أتراجع ولن أَقاوم، أهجم بشراسة حتى تُنهي الأمر سريعًا، إغرز أنيابك الحادة في العظام حتى تكسرها كما يكسر أبي أعواد القصب في موعد حصاده، أخرج أحشائي وتناولها كي تشبع جوعك، إطحن بأضراسك حتى تتوه أش...