الفصل الخامس عشر

1.3K 180 29
                                    

الفصل الخامس عشر

زينب ايه اللي حصلك؟
صعد اليها بسرعة البرق ليتفقدها، وقد كانت متسطحة على الارض بلا حول لها ولا قوة،  نصف جسدها في داخل الجناح، والأخر خارجه، رفع جذعها بحذر ، ليعدل  وجهها اليه، ويزيح عنه الشعر المسترسل الذي كان يغطيه، فوجدها فاقدة الوعي تماما، ولا تدري بالعالم.

قلب الحجر الذي لم يهتز يوما، شعر به على وشك الخروج من صدره، وعقله يصور ابشع الصور عما أدى بها الى ذلك، ليربت بكف مرتعش على وجنتها عدة مرات كي يفيقها:
- زينب،  اصحي يا زينب، فهميني بس لو حد أذاكي، زينب يا زينب.

اخيرا استجابت لندائه، لتهتز اجفانها المغلقة، ببطء شديد، فخرج منها صوت أنين مرددة بنصف وعي:
- فين امي، انا كنت عايزة اروحلها، انا كنت دايخة.

اطمئن بعض الشيء ، بعدما استمع لهمهمتها، ولكن تبقى الاَن معرفة السبب لما أدى بها الى ذلك
. ليتأمل وجهها عن قريب وما ترتديه من عباءة منزلية بنصف اكمام، اظهرت جمالها المخفي دائما عنه، خلف الحجاب والملابس الواسعة، وجسدها الغض بين ذراعيه،
لا يدري كيف طفت هذه المشاعر، في وقت كهذا مع واحدة من محرماته، تبا، انها الفتنة بحق .

اغمض عيناه، ليبتلع ريقه الذي جف، في مجاهدة لشياطين نفسه ، فوضعها بخفة على الارض ، ليبحث عمن يساعده من النساء في افاقتها، يكبت داخله الصوت الذي يدعوه لحملها والذهاب بها الى المشفى، كي يطمئن عليها دون اللجوء لأحد.

❈-❈-❈

بعد قليل
وامام غرفة الكشف في العيادة الخاصة بالطبيبة النسائية، توقف منتظرا بقلق يكاد ان يفضح الثبات الذي يدعيه، كم ود ان يكون بجوارها الاَن، لكن للأسف لا يصح، كما لا يصح له اشياء كثيرة محرمة عليه كالتهوين عليها او حتى اظهار ما يشعر به الاَن.

انتبه فجأة لباب الغرفة الذي فُتح من قبل الممرضة ، في إشارة له ليلج الى الغرفة .
وبالفعل كان بالداخل في اقل من لحظات ، لتقع عينيه عليها اولا ، وقد كانت تلف حجابها بمساعدة احدى عاملات المنزل التي أتى بها معهما في السيارة، مطرقة رأسها وكأنها تحجب عينيها الحزينة عنه.

ازاح ابصاره عنها بصعوبة، ليخاطب الطبيبة بصوت خرج متحشرجًا:
- طمنينا يا دكتورة .
سمعت المذكورة لتجيب بابتسامة بلهاء:
- يا سيدي اطمن وافرح كمان، مش حضرتك جوزها برضو؟

راقت له الجملة،  حتى ود ان يخبرها بنعم، عكسها هي التي ارتفعت ابصارها للطبيبة تنفي على الفور بحرج وضجر:
- مش جوزي دا اخوه.

ابتلع غصته ليرتدي ثوب الجمود متسائلًا:
- زي ما جالتلك كدة، جولي بجى عايزانا نفرح ليه؟
- تفرح عشان حامل طبعًا، ما هو الإغماء ده نتيجة الدوخة والوحم.

قالتها الطبيبة ليشعر وكأن دلوا من الماء البارد سقط عليه، كان لابد له ان يعلم الاجابة من البداية،  ولكن عقله المشتت لم يجمعها او بالاصح لم يتقبل حتى التخمين بها.

اكل الذئب زينب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن