23

373 36 163
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

أستمتعوا بالبارت لأنه خفيف :)

_____






تردد سوكونا أمام باب غرفة يوجي، قلبه مثقل
بالندم والحزن، كانت تلك هي المرة الأولى التي
يشعر فيها بأن غضبه قد أدى إلى إيذاء ابنه، وهو
الشيء الذي كان يخاف منه طوال حياته

لم يكن الرجل القوي الذي اعتاد أن يكونه، بل
كان أبًا يشعر بالضعف، خائفًا من فقدان العلاقة
التي بنيت على الحب والثقة

دفع الباب برفق، فدخل إلى الغرفة ذات الإضاءة
الخافتة، حيث كان يوجي جالسًا على سريره، ملامحه الصغيرة تشير إلى الحزن، كان صامتًا، وعيناه
محمرتان، وكأن الدموع لم تجف بعد، حين رأى
سوكونا، انحنى برأسه، وكأنه يحاول
أن يختبئ عن نظر والده

"يوجي..."

همس سوكونا بصوت منخفض، محاولًا كبح
مشاعره التي كادت تنفجر، لم يعرف كيف يبدأ، لكن
عندما نظر إلى عيني ابنه، شعر بأن كلماته تتلاشى

رفع يوجي عينيه، ونظراته كانت تحمل تساؤلات
كثيرة، مزيج من الخوف والارتباك
"أنت غاضب مني، أليس كذلك؟"

جاء صوته خافتًا، مكسورًا، وكأنه يخشى
أن يكون الجواب هو نعم

تلعثم سوكونا، وحاول أن يجمع أفكاره
"لا، أنا...أنا آسف عزيزي، أنا آسف حقًا"

لم يكن هناك صوت في الغرفة سوى تنفس يوجي
السريع، تقدم سوكونا خطوة نحو ابنه، وعينيه
تحاولان احتواء كل مشاعر الندم التي
كانت تغلي في داخله

سأل يوجي ببراءة، وعيناه تلمعان بدموع مكتومة
"لكن... لماذا كنت تصرخ؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟"

تألم سوكونا لرؤية ابنه بهذه الحالة، كيف يمكن
أن يكون سببًا في حزن قلب صغير لم يعرف
بعد ما تعنيه الكلمات القاسية؟
"لا يا صغيري، أنت لم تفعل شيئًا خاطئًا، أنا...
أنا من أخطأت"

وفي نهاية حديثه، لم يستطع السيطرة على صوته
الذي بدأ يرتجف مع تدفق مشاعره

جلس سوكونا على حافة السرير، عازمًا على
الاقتراب من يوجي، لكنه تردد، كان يخاف من
أن يسبب له المزيد من الأذى
"لم يكن من المفترض أن أصرخ عليك، كنت
خائفًا، ولم أستطع التحكم في مشاعري"

تراجع يوجي قليلًا، عينيه تتسعان، وكأن الفهم بدأ
يتشكل في عقله الصغير، كرر الكلمة وكأنها
كانت جديدة بالنسبة له
"كنتَ خائفًا؟ لكن... أنا أحبك، وأريدك
أن تكون سعيدًا"

فراولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن