🍂 قفِ الآن 🍂

111 17 153
                                    

لقد مر الأسبوعان التاليان وسط موجة كبيرة من الزيارات لمحلات الخياطين وصانعي القبعات. كان يجب أن تستمتع ميكاسا بكل هذا التسوق لكن فكرة ذهابها إلى كوتسولدز حولت سعادتها إلى قلق.

ماذا لو أحرجت ساشا أمام عائلتها المستقبلية؟ ربما ستندم على دعوتها. هل ستتصرف باللياقة التي توقعتها جدتها منها؟ ماذا لو فعلت شيئ يعتبر اهانة للعائلة أو لأحد معارف الاكرمان؟ عندها حتماً ستندم السيدة كوشيل على دعوتها و سيخيب ظنها بوالدتها الراحلة لانها لم تعلم ابنتها كيف تصبح آنسة تليق بالمجتمع البريطاني الرفيع.  كل هذه الاسئلة و الاحتمالات  تدور في رأسها و شعرت بالقلق بشأنها حتى جاء بالفعل وقت مغادرة بيبوري.

جاء صباح يوم رحيلها. وقفت امام جدتها التي ألقت عليها نظرة مطولة أثناء تناول الإفطار

"تبدين خضراء يا طفلتي ما خطبك؟"

ابتسمت ميكاسا ابتسامة صغيرة "أنا بخير. فقط القليل من التوتر"

"من الأفضل ألا تأكلي أي شيء الطريق طويل حتماً ستصابين بالغثيان"

تذكرت ميكاسا عند سماع جدتها رحلة الطريق الى بيبوري. لقد مرضت ثلاث مرات اثناء الرحلة بسبب تخبطات العربة ومرة تقيأت على حذائها، ستحرص هذه المرة الا يحصل المثل، لا ترغب في الوصول إلى منزل الاكرمان في تلك الحالة.

"ربما أنت على حق" قالت ميكاسا ودفعت طبقها بعيدًا. لم يكن لديها شهية على أي حال.

"قبل أن تغادري لدي شيء أريد أن أعطيه لك" قالت الجدة ومدت يديها المرتعشة تحت الشال الدانتيل الذي كانت ترتديه حول رقبتها وسحبت القلادة من حولها وأعطتها إياها.

اخذت ميكاسا القلادة بحرص و فتحتها بعناية واختنقت انفاسها وابتلعت بصعوبة لما رأت بداخلها. كان داخل الإطار البيضاوي صورة مصغرة لأمها الراحلة

"أوه جدتي" قالت ميكاسا بصوت مختنق "لم أرى هذه الصورة من قبل.. كم كان عمرها هنا؟"

"عشرون. لقد اخذت هذه الصورة قبل أن تتزوج والدك"

مبعوثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن