لا اله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
------------------------------
لايك قبل القراءة فضلاً ✨- قراءة مُمتعة.
#وجديلتها_لاالتفت_حوالينها
.
.
بارت طويل يستحق انتظاركم، اعطوه كل الحُب 💓..
.
.
ظُهر السبت _ جـــدة
بيت ام سلمان
دخل المطبخ وهو يشوف أمه تحضر الغدا قرب منها وهو يقبل رأسها
لفت عليه وبإبتسامة : تحب الكعبة يمه
سلمان : وياك ياحبيبتي
ها تبين مساعدة؟
نفت برأسها وهي تكمل تجهيز الغدا وهو اردف بعد ثواني : من بكرا ببدأ اداوم يايمه دعواتك لي
تنهدت بضيق وناظرته : مع اني مو مرتاحة لهالموضوع كله لك الله يسهل لك ويوفقك
سلمان : لايكون عشان مع ابوي؟
ام سلمان : ايه مو كفاية اللي صار لك اول؟ وانحرمت من شوفتك
تكفى يايمه انتبه لاتكسر لي ظهري
كسرتين توجع والله
حاوط كتوفها بحنية واردف : ولا تشيلين هم انا رجال واعجبك وان شاء الله مايصير الا اللي يريحك ويسر خاطرك
ماامداها ترد عليه الا ودخلوا عليهم الثنائي المرح والمزعج بنفس الوقت
حلا بصخب : يممممههه يلا جوووعانهههه
ام سلملن ناظرتها : لا ارفعي صوتك بعد؟ اجيب لك ميكروفون شرأيك؟
رنا وهي تطلع لسانها لحلا وبهمس : تستاهلين ااحسن اخذتي مخاصمة
قرصتها حلا بخصرها وصرخت رنا بعلو صوتها
ام سلمان لفت عليهم وبعصبيه : وجع انتي وياها
تعالوا شيلوا الصحون وافرشوا السفرة
اقتربوا بهدوء يشيلون الاغراض وكل وحدة فيهم تخز الثانيه بنظراتها
وبلمح البصر رفعهم سلمان بوقت واحد وهم صرخوا
لفت تبي تخاصمهم لكن بمجرد ماشافت ولدها كيف مبسوط ابتلعت العصبية وهي تبتسم لشوفتهم مع بعض
لمهم من خصرهم وهو يضحكهم وارتفع صوت ضحكاتهم ومعهم سلمان اللي فقدهم من شهور طويلة
نزلهم بعد لحظات وشالوا الأغراض متوجهين للصالة وحطوا الغدا وبدأو يتغدون
كانوا مبسوطين وهم يسولفون الى ان دخل عليهم ابو سلمان وهو يرفس الباب برجله
رفعت انظارها من على السفرة تناظره ومن بعدها صدت متجاهلته
اما هو جلس على الكنبة وحط رجل على رجل
وبسخرية : ايه غديهم وانسي زوجك اللي له حق عليك!
تجاهلته من جديد وحل الصمت على الكل من بعد ماكانوا يضحكون قبل جيته
نطق مرة اخرى بحدة : اكلمك انا ماتسمعين!!!!
رفعت عيونها عليه واردفت بهدوء معاكس لنظراتها : وش اللي تبيه؟
ابو سلمان : ابي اتغدا مو شايفتني راجع من برا مهلوك وجوعان!!
سكبت له بالصحن وشالت الملعقة وهي تحطها بجنب الاكل
واردفت لبنتها : رنا قومي يايمه وديه لأبوك
ابو سلمان بخبث : قومي انتي جيبه لي
مو زوجك؟ يعني ملزومة بخدمتي
ابتلعت ريقها بغصة من اسلوبه الوقح وامام عياله! حتى مااحترم وجودهم حولها
ناظرها سلمان بضيق وهي أشرت له يسكت ومايجادل ابوه
قامت وهي تشيل الصحن ولما قربت منه كانت انظارهم كلها عليها
مدت يدها له عشان يمسك الصحن
لكن كان له رأي آخر بدال مايأخذ الصحن رفع يده وهو يشدها مع شعرها له وهي صرخت بألم وطاح الصحن من يدينها على رجوله وانكب كل الاكل
قرب وجهها منه وهو يهمس بفحيح : شايفة لو مرة ثانية تجاهلتيني وناظرتي فيني بهالنظرات
والله لاقلع عييونك من مكانها!
ترك الاكل بعجلة وهو يقوم وقرب يبي يدافع عن امه
وبحدة اردف : اترك امي اتركها
ابو سلمان ابتسم بسخرية وهو يشدها له اكثر بحيث انحنت امامه على ركبها
والدموع متجمعة بعيونها من الالم ومن الاهانة امام عيالها
ابو سلمان : ولو ماتركتها وش بتسوي ياروح امك!
قرب سلمان منه وهو يمسك يده اللي شاده على شعرها ويلويها ورا ظهره
وام سلمان اول ماتحرر شعرها من يدينه رجعت للخلف برعب وألم والدموع منثورة على خدودها وشهقاتها مالية المكان
اما ابو سلمان ضحك بإستفزاز ولازالت يده ملوية ورا ظهره بسبب يدين سلمان : افا ياشبلي تسوي كذا بأبوك!
وبلحظة سريعة ركله على ركبته وطاح سلمان على ظهره بألم
وابوه وقف وهو لازال يضحك على وضعهم ومشى وهو يشوف زوجته كيف ملتوية على نفسها من الرعب
وولده طايح قدامه واول ماجاء يبي يوقف رفع رجله وهو يضغطها على صدره بحيث خلاه يرجع ينسدح من جديد
نطق بسخرية : ثاني مرة لا تتحدا معلمك فاهم!
تجمع الدم بوجهه وهو حاس بالاختناق ضغط اكثر برجله وبحدة : فاهمممم ولا لا!
اؤمى له سلمان وهو يحس كأن الموت يلوح أمامه
رفع رجله عنه ومشى عنهم متوجه للأعلى ولا كأنه سوا شيء
أول ماشافته ابتعد قربت منه وهي تبكي بأسى وحزن
واردفت بغصه وهي تتلمس صدره : اوجعك يايمه؟ اوجعك؟ ليته الالم بضلوعي ولا فيك ياروحي
قام وهو يتحامل على وجعه وضمها لصدره وهو ينطق : مافيني الا العافية ياحبيبتي
" ومسح على رأسها وشعرها المنثور" انتي توجعتي صح؟
كفكت دموعها وهي تبلع وجعها وبصوت مبحوح : لا مافي شيء يوجعني المهم انك بخير انت
ضمها له اكثر وغمض عيونه من حياتهم البائسة كلما كبروا كلما زاد عليهم بالتجبر والقسوة
وكأنه مو اب لهم كأنه عدو ينخر ويشوه فيهم وبقلوبهم الضعيفة
الاثنين تناسوا انه البنات كانوا متواجدين معهم لانهم مااصدروا اي صوت لكن اللي ماكانوا يدروا عنه انه الدموع كانت ماليه خدودهم وبصمت ماتكلموا ولا قالوا اي حاجة
من الصغر انزرع الخوف فيهم من ابوهم ومن هاللحظة ازداد وتفاقم بداخلهم
لفت وهي تناظرهم ولما شافت وضعهم اغرقت عيونها من جديد بالدمع بعدت سلمان عنها بخفة واقتربت منهم تضمهم لصدرها من ضجيج هالحياة وظلمها : يمه بناتي تعالوا ياقلبي انتي وياها ماصار شيء
ماصار شيء
تطمنهم؟ وكأنهم ماشافوا اي شيء صار قدامهم
وهذا قلب الام حنون ورقيق على عيالها وفلذات كبدها
تنهد وزفر انفاسه بضيق وهو يشوف امه تطمن خواته وتهديهم
لان الواضح دخلوا بنوبة هلع وكل شي صار قدامهم مثل حرب سريعة والعدو هو ابوهم
دخل يده بشعره وهو يشده للخلف بعصبية من تصرفات ابوه الصبيانية
ليه يطلع حرته بأمه ليه؟
تذكر لما كانوا اطفال كان يضربها لكن مو قدام عيونهم
لكن الحين قدامهم وبتجبر بعد!
قام من مكانه وتفكيره مشغول بفعايل ابوه السامة
خرج من البيت وغلق الباب خلفه بهدوء
رفع رأسه للسماء وللشمس الساطعة غمض عيونه وبين الحين والآخر يتنهد
دخل كفوفه بجيوب بنطلونه ومشى بدون وجهة معينة
.
.
بـالشاليه
بوسط السرير نايمة بسكون والظلام كاسي الغرفة كلها
دخل بخطوات هادئة وتوجه للنافذة وهو يفتح الستاير بحيث يدخل ضوء الشمس
والتفت عليها وتأملها وهي نايمة قرب منها بخفوت وهو يجلس جنبها على السرير وحط رأسها بحضنه وهو يمسد خصلات شعرها الحريرية واللي تحت الشمس صار لونه بني فاتح
نزل بيده على خدها وهو يمرر اصابعه عليه
ابتسم من فرط الشعور اللي مستمكن منه
لازال مو مصدق انها بين يدينه فرحة عمره ومُناه
زفر أنفاسه بفرحة عظيمة وسند ظهره على السرير وخلل اصابعه من جديد بخصلات شعرها وسرح فيها
ثواني وهي تحركت بإنزعاج من ضوء الشمس القوي
فتحت عيونها وغمضتها مرات عديدة وهي تحاول تستوعب المكان اللي هي فيه
لفت عليه وهي تناظره وتعلقت عيونها بعيونه
لحضات ورمشت بخجل وهي تغمض عيونها وترفع اللحاف كله على وجهها
قهقه بعدم تصديق من تصرفاتها ورفعها له وهو يضمها ويستنشق عنقها الابيض
رفعت يدينها بعد لحظات تردد وهي تضمه
بعدها عنه وهو يمسح على وجهها ويحاوطه بكفوفه العريضة وبهمس : يـ صباح عُمري أنتِ
يافرحة كوني ويابهجة روحي
شتتت نظراتها وتلمست كفوفه بيدينها وهي تبادله الهمس : صباحك خير ورضا يارب
نزل بيدينه على كتوفها العارية وهو يحاوطها : ناظريني ولا تناظري شيء غيري
رفعت عيونها له وهي تناظره وهو توسعت ابتسامته : والله للحين مو مصدق يانورسين
خليني اصدق انك واقع اعيشه مو وهم او خيال عابر
ابتسمت له بهدوء واردفت : مبين عليك انك مانمت صح؟
تنهد بـحُب : وكيف انام والقُمر بين يديني؟
مرة أتاملك ومرة اضمك لصدري
واتفقنا انا وقلبي انه مالك شبيه او مثيل
انتي القمر بليلة مُظلمة وعيونك النجوم
وكأن المجرة ضيعت مجراها وسقطت فيها
تغمغمت من الشعور ومن غزله الطاغي على قلبها
وابتلعت باقي كلماتها وهي حايرة وش ترد عليه
لكن ماطولت بالتفكير واقتربت تضمه وتحط رأسها على صدره
وهو ماكان يحتاج منها رد تكفيه عيونها الآسرة لفؤاده
ضمها وكأنه لأول مرة يضمها شد عليها وكأنه يبي يدخلها بضلوعه
همس لها : هيا قومي افطرك بيديني وادللك مثل الاميرات
ناظرته واكمل همسه وعيونه مفضوحة من كثر العشق : لأنك اميرة قلبي ومايستحق لك الا الدلال والغنج
قبلت عنقه في حين غفلة حديثه واكملت بخجل : انت روح وهلا بس خلص انا بلحقك
ابتعد عنها وكأنه ينازع شعوره وبمزح : بس لو تأخرتي بجي واشيلك!
اؤمات له وهي تتصدد بنظراتها عنه
قام وهو يتركها تأخذ راحتها
وهي تثاوبت بكسل وبعدت اللحاف عن جسمها وحطت رجولها على الأرض وكساها البرودة العارمة
نزلت من على السرير وتوجهت لشنطتها وهي تطلع لها كم غرض وبعدها دخلت لدورات المياه
فتحت المويا الدافية ودخلت تحتها وهي تغمض عيونها بإسترخاء
فكرت لوقت مو طويل وخلصت استحمامها ولفت المنشفة على جسدها
والاخرى على شعرها المُبلل
وخرجت ترتدي فستان لنص الساق وعاري الاكتاف ومليئ بالزهور البنفسجية ولونه ابيض كله
جففت شعرها امام المرآة ومن بعدها لبست حجاب الصلاة وتوجهت للقبلة تصلي فرضها وتستغفر ربها انها آخرته لهالوقت واول ماسلمت من الصلاة
رفعت يدينها تدعي وتحمد ربها على كل النعم
طوت سجادتها بهدوء وتوجهت للتسريحة وجلست امامها وبدأت تزين وجهها
مااحتاجت الكثير بحكم جمالها الطبيعي كثفت رموشها وحطت قلوس احمر ناعم ابرز شفايفها
وبلاشر وردي على خدودها
لمت شعرها على الجنب ولبست طوق مُزين باللؤلو
تعطرت وهذي كانت اخر خطوة لها ومن بعدها خرجت من الغرفة بكبرها
استقبلتها عيون سطام اللي كان جالس بالصالة الوسيعة وامامه الفطور على الطاولة اللي طلبه من وقت قصير ووصل له
أُعجب بجمالها وكل مرة يشوفها يحسها تزداد جمال اكثر من اول
ولا ممكن عيونه تجملها لأنه يحبها؟
اما هي ماكانت تقل عن شعوره
مُعجبه بهيبته ورجولته مُعجبة بجماله واللي كأن ربي رسمه مثل لوحة مُتقنة
تقدمت بخطواتها وهي تجلس بجنبه
استنشق ريحة عطرها وناظرها وهو يتأملها وهمس : ماشاءالله ماشاءالله ياأرض احفظي من عليك
ابتسمت وهي وصلها همسه
بدأو يفطرون وماخلا الفطور من نظراتهم لبعض
وبين حين والاخر يمد لها بيدينه لقمة ويوكلها
وهي كانت تستجيب لتصرفاتها جميعها
خلصوا الفطور وكانوا يتبادلون السوالف واللي سطام كان مستحوذ على اغلبها ويتغزل فيها
سطام : اجل نروح لأهلك اول وبعدين اهلي
ناظرت الساعة الملعقة بالجدار واردفت : ايه تمام بس هلاّ نروح؟
سطام نفى برأسه : لا وين والشمس كذا ساطعة
العصرية بنخرج ان شاء الله
" قرب منها وهو يهمس وانفاسه الدافية على اذنها"
واللي برقبتك غطيه
رمشت مرات عديدة وحست بالدم تجمع كله بوجهها اؤمات برأسها وهي تصد عنه وطيف ابتسامة مر على ملمحها
سكت لثواني واردف من بعدما شاف خجلها الطاغي : طول الأسبوعين الماضية وانا أسالك وين تبين شهر العسل وللحين مارديتي علي؟
حمحمت بصوتها وهي تعدل نبرتها : ايه شو رأيك نروح مكة بالاول؟ وبعدها نسافر لاي مكان بدك اياه؟
سطام برضى : ايه دام كذا خلنا نزور بيت ربي قبل ومن بعدها نروح لأي مكان
وجهزي اغراضك راح نجلس اسبوع بمكة ومن بعدها نرجع لهنا نريح يومين ونسافر
نورسين : تمام ان شاء الله خير
زفر انفاسه وهو يحسها بعيدة عنه مع انها جالسة تماما جنبه
مد يده لخصرها وهو يسحبها لحضنه ومايبيها تبعد عنه ولا لحظة
.
.
فـلة آل عايض
وتحديدا بجناح نُـهى
ابتعدت عنه وهو توصيه : انتبه لنفسك
عبدالله : والله ودي تجين معي
ماابيك تتعبين نفسك اكثر من كذا
الزواج وخلص الحمد لله
نُهى تكتفت : لا ودي اجلس عند اهلي اسبوع كمان وبعدها راح الحقك او اخلي احد من اخواني يوصلني
تطمن ماراح اتعب نفسي ابدا وبضل مرتاحة طول الوقت
تنهد من اصرارها واقترب يقبل جبينها وراح لسرير بنته وهو يقبلها هي الأخرى
واردف لها : اجل شوفي لي درب يـانُهى
اؤمات له ونزلت للأسفل وماكان فيه الا ابوها وامها ومحمد اما دلال لازال نايمة
طلعت للأعلى وهي تنده عليه اما هو كان مُحرج من الوضع ولأنه دايم لما يجي لجدة يبات في فندق الا هالمرة اصر عليه سطام وجاء هنا
نزل للأسفل وكان معه بس شنطة الظهر وفيها كم غرض يخصه
سلم عليهم وجلس معهم يسولف
عبد الله وهو يحادث ابو خالد : عاد تعرف ياعمي الدوام ماينتهي
وخصوصا اني المدير في المكتب ولازم اغلب الوقت اكون متواجد
ابو خالد : ايه والله الله يوفقك ويسهلك امورك
السعي لابد منه في هالحياة
ام خالد : ونُهى مابتأخذها معك؟
عبد الله ابتسم : والله كان ودي بس هي تبي تجلس هنا اكثر
اما نُهى طلعت لجناحها بتكاسل وخمول وانسدحت ورجعت تكمل نومتها
ام خالد : يعينها ربي واضح الحمل مُتعبها
عبد الله : اي ملاحظ عليها اغلب وقتها نايمة ومالها حيل
اما محمد كان بعالم آخر وهو يفكر ويسهى وبين حين وآخر يتنهد
انتبه عليه عبد الله اللي كان جالس بجنبه
ولف عليه وهو يحط يده على كتفه : عسى ماشر يامحمد ليه ضايق؟
ابتسم محمد والضيق ماخذ مجراه على ملامح وجهه : ابد والله بس تعرف الجامعة واخر سنة والاختبارات
ابتلع عبد الله باقي تساؤلاته لانه عارف انه مو هذا السبب : وانت قدها شد حيلك اهم شيء
اؤمى له محمد وشاف امه كيف تناظره
صد بضيق وهو يستأذن منهم ويغادر المكان بأكمله
اما عبد الله اللي اردف بعد خروجه : وش فيه عبد الله ياعميمة؟
واضح انه مو على بعضه
تنهدت بحزن على حاله : من يوم انبترت ذراعه وهذا حاله
يوم يضحك ويكون مبسوط وعشر لا
ابو خالد : الله يكون بعونه ويجبر خاطره
عبد الله : امين يارب اميين
قام بعد عدة سوالف وهو يستأذنهم عشان يسافر للرياض
وبعدها خرج
ابو خالد وهو يحاكي زوجته : والله يامرة ودي ازوج هالمحمد
يمكن لاتزوج ينسى علته
ام خالد وهي تناظره : وتخيل لو انه مايبي هالزواج! ويلبش بنت الناس معه!
ابو خالد تنهد : اجل هذا حال يضل عليه؟
عاجبك وضعه؟
ام خالد : ادعي له ربي يهدي باله ويرجع مثل اول
ابو خالد : يالله عسى تفرج عليه
.
.
عند محمد
اللي مشى وهو متوجه للبحر القريب منهم
متجاهل حرارة الشمس العالية
ضايق ومهموم وكأن ابليس رجع استمكن منه ويبي يضعفه
تنهد بضيق وابتلع جمرات ألمه
مو راضيه تطلع غصته او تنزل
العادة لما يتضايق يدق على خويه ياسر ويفضفض له
بس هالمرة يحس انه ثقل عليه بشكاويه المُستمرة وكل مرة نفس الموضوع والعلة
ايده المبتورة
وصل للسور ورفع رجله وهو ينط من عليه ويتخطاه
وبهالجو الساخن الكورنيش كله فاضي
ومين بيخرج بهذا الحر اصلا!
تقدم بخطواته للبحر وجلس امامه على الحجر القاسي
ابتلع ريقه وهو يحس بصدره مخنوق من قوة التفكير
مانام الا ساعتين بالليل وبعدها صحى واخلاقه كانت ماش
رفع ايده اليسرى بقهر وهو يضربها بقوة على الحجر جنبه
صدرت من ثغره اهة خفيفة من الالم وتجاهله
ليه صار معه كذا دون عن كل الناس؟
هل هذا ابتلاء من الله؟
هل بيضل طول عمره يفكر بهالشيء بس؟
مين بيقبل يعيش معه وهو بذا الوضع؟
مين بيتقبل عيوبه الظاهرة قبل الباطنة؟
كيف بيكمل باقي عمره؟
اسئلة كثير تراوده وكل وحدة اسوء من اللي قبلها
ماله مفر من وضعه
وماله قرار يتأخذه
غرق بأفكاره ونسى ربي اللي راح يجبر خاطره ويضمد جروحه
ومهما حاول مايستمع لأفكاره
تجيه لحظات يأس من وضعه لما يوقف قدام المرآة ويشوف شكله
يحس انه ماخسر ايده وبس
يحس انه خسر عمره كله
ومابقى له الا الشتات والضياع
.
.
ببيت ام حسام
* أخو عزام *
دخلت على غرف بناتها وهي تصحيهم وحدة تلو الأخرى
واسوء شيء عندها لما يخرب نظام نومهم
أسماء بتكاسل وخمول : يمه تكفين ارحمينييي
والله اني تعبااننه حيللل
ام حسام بعصبية : قومي بس قومي نايمة وكأنه ماوراك اختبارات ومذاكرة
وغير الصلاة اللي مأخرتها لهالوقت
أسماء بتعب فتحت عيونها وهي تشوف امها واقفه امامها : ماعلي صلاة يايمه
تكفين بس بنام ساعة واصحى بعدها اذاكر واسوي اللي تبينه
وبعدين تعبانه من رقص امس
رحمتها وهي تشوف عيونها المرهقة وبنبرة حادة عكس داخلها الحنون : ساعة وحدة ياأسماء لو ماصحيتي يويلك
هزت رأسها بتسليك وسحبت اللحاف تغطي جسدها وخرجت امها وهي تغلق اضواء الغرفة
وتوجهت للغرفة اللي بجنبها شغلت النور وهي تسحب اللحاف من عليها
ام حسام : سمووو وثوول قومي بسرعة
سما بتأفف : ياخي بنام اتركينيي يايمه اف ياربي وش هالعيشة
قربت منها وهي تضربها على رأسها بخفة وتردف : وثوووول ان شاء الله تتأففين على امك!!!!
اعتدلت بجلستها سريععا بعدما استوعبت ومسكت يد امها وهي تقبلها : السموحة يمه ماحسيت على نفسي
ام حسام تكتفت : اجل هيا قومي بسرعة
الصلاة راحت عليك
ومشت لخارج الغرفة وأول ماغلقت الباب انسدحت سما بسرعة تبي تنام
لكن دخلت عليها ام حسام مرة اخرى بعصبية وفزت سما من على السرير وركضت للحمام
اما ام حسام انتشر صوت ضحكها من بنتها الهبلة ورغم انها بالجامعة لازالت تتصرف بتصرفات طفولية
وخرجت متوجهة لبنتها الكبرى واللي اول مادخلت غرفتها
استقبلتها ريحة القهوة الطاغية وبنتها اللي جالسه على مكتبها وحولها كتبها واقلامها تذاكر بجد واجتهاد
ام حسام برضى : ايه هذي بنتي السنعة
التفت عليها سندس وهي تبتسم وتقرب تقبل رأسها ويدها : يامساء النّور والنويّر على اميمتي الجميلة
رضاك يمه
مسحت على شعرها : الله يرضى عليك ياحبيبتي
وينولك مرادك يايمه
ابتسمت سندس وخرجت امها وهي تتركها تكمل دراستها
وهي الوحيدة من بين خواتها طالعة منظمة وتحب الروتين مثل امها
سندت ظهرها على الباب وهي تدعي ربها بسرها انه يوقفها ويحمل معها
خصوصا انه كلما تقدمت السنوات دراستها جالسه تصعب
وبعدما خلصت البكالوريس بإمتياز ومرتبة الشرف ارتاحت سنة وبدأت مشوارها في الدكتوراه
وكلها امل انها تجتازها بسهولة ويسر
توجهت الأم لأخر غرفة واللي كانت خاصة بولدها البِكر حسام
اما عزام غرفته بالدور الارضي بناء على طلبه
دخلت الغرفة وهي تشوف ولدها متوسد السرير وأول ماشافها طلت عليه تهلل وجهه
حسام : هلا يمه هلا حياك
ام حسام وهي تجلس على السرير : اشوفك قاعد!
غريبة مانزلت تحت عندنا انا وابوك؟
زفر انفاسه ومااجابها وهي اردفت : تفكر فيها؟
ناظرها بصدمة وهي قالت تطمنه : انت بس آشر واروح اطلبها لك
تنهد حسام : ليت الوضع كذا يايمه
ام حسام : وليه وش فيه الوضع!
حسام وهو يناظرها : يايمه مابي اضغط عليها واستغل حاجتها
مابيها غصب توافق علي
وبعدين هي مرتاحة ببيت جدتي اكثر
ام حسام: بس يايمه هذي بنت خالتك وانت اولى فيها من غيرك
احسن من انها تأخذ الغريب
وبعدين اللي اصغر منك تزوجوا!
انت وش عذرك؟ صكيت الـ33 وللحين تقول لسا ولسا
حسام بضيق: ليه مو فاهمتني يايمه؟
انا بس ماابيها توافق بالاجبار
ام حسام : ومين قال بتنجبر عليك!
تبي تتطمن اكثر؟
اؤمى برأسه وهو يتمنى يلقى حل لوضعه
ام حسام : انا بكلم امي واخليها تناقشها بالموضوع
واذا فيه قبول نتمم الخطبة
حسام بفرحة : يارب عساها توافق
ام حسام بحنية : بتوافق ياامي
نسيت من وانتوا وصغار واحنا نقول حسام ماله الا رحمة
ورحمة مالها الا حسام؟
استهل وجهه بالفرح ونطقت امه من جديد بصرامة : هيا انزل تحت
جالس هنا مثل الحريم بغرفتك وحاكر نفسك ليه؟
انفجر بالضحك من تغيير امه اللي تعود عليه وجدا
وهي ابتسمت مغادرة المكان
اما هَو تنهد بفرح واستلقى على السرير وعيونه تناظر السقف ويحاكي نفسه : الله يكتبك لي يارحمة
والله مابي الا انتي
وماابيك الا بالحلال زوجتي وام عيالي
يارب تممها على خير
ويارب توافق علي
انا متؤكد من حبها لي من لما كنا صغار
يارب يارب
قام من على السرير وطلع من غرفته بينزل لتحت
وتفكيره انحصر بحبيبة قلبه
واللي بعدما ابوها وامها توفوا من 5 سنين واكثر وهي عايشة عند جدتها ام امها
وبين الحين والاخر تزور خالتها وبناتها وبما انهم بنفس العمر فدايما بينهم تواصل
ومحد يعرف عن موضوع حسام ورحمة الا اخته سندس
واليوم تفاجى بمعرفة امه للموضوع
.
.
مركز شُـرطة جـدة
حرك اصابعه بتناغم على الطاولة امامه واردف : وبيت وليد وش صار عليه؟
عزام وهو يعتدل بجلسته : تصدق الحارس للحين مادق على المركز
هو المفترض كل ساعتين يرسل وش صار او يتصل
منصور : يعني من امس الليل مارسل شيء!!!
عزام وهو يشبك يدينه ببعض ويفكر : لا والله ماوصل شيء
منصور حط يدينه على رأسه : لا اله الا الله
لايكون اللي في بالي صحيح بس!!
عزام : وشو اللي في بالك!؟
منصور نفى واكمل حديثه : والاحياء اللي بلغتكم بمراقبتها؟
عزام : ابد ماصار عليها شيء
وصح قبل يومين تركي ووليد تقابلوا عند باب البيت وبعدها دخلوا عند وليد وماقدرنا نعرف على وش يخططون
منصور بجدية اكثر : عزام ابي اعرف الحارس وينه للحين!
عزام وقف : امرك خلال ساعة ويكون عندك الخبر الاكيد
وخرج من عنده ومنصور كله ثقة بعزام ولانه ذراعه الايمن معتمد عليه بكل شيء
وباله مشغول بالحارس ومايقدروا يتصرفوا بأي شيء الحين لين يعرفوا وينه مابلغهم عن أي تطورات
.
.
فـي المـيناء
وعند أسامة اللي كان بالمكتب الزجاجي جالس
والحلو بهالشيء انه المكتب يعزل اشعة الشمس
لذلك الجو بالداخل بارد جدا
شاف انشغال وليد بالخارج ورفع جواله وهو يراسل الشباب ويتطمن اذا فيه مستجدات او لا
لكن كلهم كان ردهم : لا مافي اي شيء جديد
رخى ظهره على الكرسي وهو يتأمل المكان حوله ويحس بأنه فيه حركات مشبوهة لكن مو عارف تحديدا وش هي
واليوم بعد قابل راشد اخو وليد واللي ماكان يختلف عنه كثير لا بالشكل ولا بالتصرفات او الكلام
لكن وليد اكثر خُبث وهذا اللي لاحظه أسامة
ومن بعدما شافهم على طول ارسل للمركز انه قابل راشد وعلمهم بباقي التفاصيل
بالخارج عند وليد اللي مثل عادته الدائمة
بين اصابعه مستوطنتها السجارة
ويستنشق من ريحقها الحارق لرئتيه وحواجبه مقطبه من الشمس اللي فوق رأسه
وممكن اي بنت تشوفه تُعجب فيه من جماله الخلاب
وكان فعلا جميل في كل شيء الا في تفكيره الخبيث والخسيس
اقترب القارب امامه ونزل راشد منه وهو ينفض يدينه ويردف : وش التعب ذا افففف بس!
وليد : وش صار معك؟
راشد : مثل ماطلبت خلاص الجثث بالمقر وحطيناها بالثلاجة
وتسجيلاات الشارع اللي صار فيه هاري تصرف وحذف كل التصوير
ربت وليد على كتفه وبخبث : قد الثقة ياراشد والله قدها
راشد ابتسم : طيب وماراح نرجع البيت؟
وليد وهو ينفث دخانه : لا لين تهدأ الاوضاع بنضل هنا
ولين بعد اشوف صرفة لأسامة واللي معه
راشد : بالله يعني هم مو عارفين انه احنا ندري بمراقبتهم لنا!
وليد بخبث : انت اصبر علي بجهز لهم كمين وخصوصا اسامة بخليه يندم على الساعة اللي جاء فيها عندي وطلب يتوظف
راشد : وش اللي في بالك ياأخوي!
وليد بنبرة ملأتها الخبث وهو يناظر للبحر امامه والموج : بس يجوا العُمال اللي طلبتهم وبعدها يصير خير واعلمك بكل التفاصيل
اؤمى له راشد وهو اي شيء يقوله وليد يتبعه
مثل القدوة امامه
تناسوا حُرمة مافعلوا بالامس
قتل أنفس وتغطيه جرائم
وبالهم مرتاح على الاخر لأنهم ماتركوا خلفهم اي أدلة تصير ضدهم
متناسين الاثم العظيم اللي نزل على عاتقهم
متناسين انه اللي قتلوه من لحمهم ودمهم!
قتلوه عشان بس لا ينفضحون
قتلوه عشان استمع لمخططاتهم الدنيئة
قتلوه لانه صالح مو مثلهم خبيث والخسة تمشي بعروقه
قتلوه لانهم عارفين انه ماشي بالحق وهم مايبونه يفتن عليهم
مايبون تعب سنين يضيع من كلمة من ثغره
قتلوه واحلوا دمه وكأنه مباح
.
.
بيت ام سلمان
لبستهم فساتين ناعمة وهي تبي تغير جوهم خصوصا بعد اللي صار
لمت شعورهم وهي تزينها بالشباصات الصغيرة الملونة
وانحنت لمستواهم وهي تنطق : يلا ياحلوين روحوا لدانة اكيد انها تنتظركم
رنا طالعت المراية وابتسمت : واو ياماما مرة حلوة البكلات
حلا : ايوا شكرا يامامي
قبلت خدودهم واردفت : يلا روحوا قولوا لسلمان يوصلكم
ولاتطولوا عندها كثير
الاثنين بصوت واحد وبحماس : حاضضرر
طلعوا يركضون من غرفتها وهي بلعت غصتها لا تبكي
وبدأت تلهي نفسها بأشغال البيت لعلها بالطريقة تنسى اللي صار مع زوجها
اللي كان نايم بالغرفة الاخرى ولا عليه من اي شيء حوله
دقوا باب غرفة سلمان ولما سمعوا صوته دخلوا وهم ينطون عليه
قام من على السرير وهو يضمهم بحنية : ياهلا بحبيباتي مجهزين ماشاءالله على وين!
حلا : بنروح لدنوو
رنا : ايه ايه خذنا بسرعة لها نوريها ملابسنا
مر طيف ابتسامة طفيفة على وجهه من الطاري
ورغم انه ماشافها لكن مستؤكد انها جميله
ونبضات قلبه الصاخبة اثر على انه بعد فترة راح تنعقد اسمائهم سويا
مو حب او إعجاب
لكن بمجرد مايفكر انه دانة اللطيفة والهادية تكون زوجته
يفرح قلبه وينبض بجنون
مسك يدينهم وخرج من البيت وكلها كانت خطوتين ووصل لبيتهم
استغرب الوضع وهو يشوف انه مافي ولا سيارة امام البيت
لكن تجاهل الوضع وخواته دخلوا من الباب الخارجي اللي كان مفتوح مسبقا
بدأو يدقوا بيدينهم على الجرس وعلى الباب الداخلي
استنى دقايق وشافهم راجعين
حلا : مادري وش فيهم مايفتحون الباب
رنا : سلمان تكفى تعال دقه انت يمكن يسمعون
رفع حواجبه بإستغراب ولأنه كل يوم هالوقت دانة تفتح لهم الباب وتنتظرهم
دخل لجوا وهي يرفع يده ويدق لكن نفس الوضع مامن مجيب
جال بتفكيره وش يسوي
وتحدث لخواته : طيب نجيهم العصر يمكن الحين نايمين
حلا : لا دانة ماتنام للوقت ذا مستحيل
سلمان وهو يناظر حوله : ويمكن خارجين لان سياراتهم مو موجوده
امشوا نروح ونرجع العصر
رنا بإصرار : وكمان هي ماتخرج يوم السبت عشان تقعد تذاكر
فكر شوي وكأن الشيطان بدأ يلعب بأفكاره
دام انها مو نايمة وموجوده بالبيت وش اللي يخليها ماتفتح الباب؟
وهم صار لهم قرابة العشر دقايق واقفين هنا!
سلمان بتفكير : طيب خلاص
حلا اسمعي روح نادي لامي وقوليلها سلمان يبيك ضروري وخليها تجي لهنا
هزت رأسها بالايجاب وخرجت تركض تنادي لأمها
وهو وقف مع رنا ينتظرونهم يجون
وبعد دقايق دخلت امه بعبايتها والنقاب اللي مغطي وجهها
وبقلق : وش فيه يايمه ليه مناديني
رفع كتوفه بعدم معرفة واردف : من اول ندق الباب ومحد يرد
وحلا ورنا متؤكدين انه دانه بالبيت
فا شوفي كيف ندخل نتطمن عليهم
قربت من الباب وهي تحركه عشان يفتح ولفت على ولدها : مشكله ذي دام مافتحوا اكيد فيهم شيء
وماعندهم اصلا احد يروحون له
سلمان بعدها وهو ينطق : خلاص ابعدي بكسر الباب وانتي ادخلي شوفي اذا فيهم شيء او لا
اعتلى وجهها القلق والخوف على خوية عمرها اللي ماقصرت معها ابدا
وعلى بنتها اللي بمثابة اخت كبيرة لبناتها الصغار
هز الباب بكتفه بقوة مرة ومرتين وثلاث لين فتح
تنهد بتعب ودخلت امه على طول ووراها بناتها الصغار
اما هو وقف بالخارج ينتظر خبر من امه والقلق كان كاسي قلبه
مشوا بالبيت وكله كان ظلام على طول ضغطت على الازارير وشغلت الانوار
وصرخت حلا برعب وهي تشوف دانة مُلقية على الارض
قربوا منها بسرعة وهم خايفين عليها
حركتها ام سلمان وهي تشوف وجهها الباهت جدا وضربتها على خدودها بخفة مرات عديدة لكن مااستجابت لها دانه
رفعت يدها بقلق وهي تحطها على عنقها تتأكد من نبضها
لكن لانت ملامحها القلقه وهي تحس بنبضها وانها حيّة
قالت لبناتها يضلوا عندها لين هي تروح تشوف ام وليد وتتطمن عليها
دخلت الغرفة بعدما شافت بابها مفتوح واقتربت من السرير وقلبها مقبوض
هزتها وهي تصحيها : ياأم وليد ياوخيتي
ياوخيتي يابخيتة قومي صرنا قريب العصر وانت للحينك نايمة
ابتلعت ريقها وجلست جنبها وأول شي سوته حطت يدها على عنقها ولما شافت انه مافي اي نبض
بلعت ريقها برعب وانتفض جسدها وهي تردد : إنا لله إنا لله
لا اله الا الله إنا لله وإنا اليه راجعون
لا اله الا الله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
طلعت من الغرفة بكبرها وجسدها يرتجف
وربطت الاحداث برأسها اكيد انه دانه شافت امها وعرفت انها ماتت وبعدها اغمى عليها
حطت يدها على قلبها ودموعها تسابقت على خدودها
وطلعت بسرعة لولدها اللي كان منتظر اي خبر
مسكها مع كتوفها وهو يشوفها ترتعش وعيونها مليانة دموع وبصوت مرتجف : ام... ولـ... يـد
مـ..... اتت
اهه مـ... ـاتت اوخيتي ماتت
حط يدينه على رأسه بذهول وهول من الصدمة جلس على عتبة الدرج وهو يوحد ربه : لا اله الا الله
لا اله الا الله
انا لله وانا اليه راجعون
لا اله الا الله
ناظر امه الواقفة اللي تجهش بالبكاء وشهقاتها تتردد بالمكان
وقف وهو يسترد قوته وبعد ثواني اردف بخوف : ودانة يمه وش صار عليها؟ وينها البنت؟
ناظرته وعيونها مغروقة بالدمع ونقابها تبلل من البكاء
وجسدها لازال يرجف بخوف ورعب : داخل د.. اخـ..ل
طايحة بنص البيت
مدري وش بلاها
سلمان بقلق: امشي يايمه نشوفها
دامها طايحة اكيد عرفت بموت امها
امشي نشوفها
دخلوا واشارت له على مكانها وجلست على الارض رجولها ماعادت تحملها من الصدمة وصوت بكاها مالي البيت
قرب منها بخطوات سريعة وبعد خواته عنها
رفع رأسها وانتثر شعرها الاسود على يدينه
بلع ريقه من الموقف اللي هو فيه
هزها وهو ينادي عليها : بنت يادانة دانه يابنت قومي
لكن لاحياة لمن تنادي
مافي اي رد او تفاعل دخل ايده تحت رقبتها والاخرى تحت ركبها وهو يرفعها لحضنه
وقال لخواته : امشوا دلوني على غرفتها
ركضوا امامه وهم مو فاهمين اي حاجة امامه
طلع الدرج وهي بين يدينه ويحس بخفة جسدها النحيل
هل يشكر الصدفة انها جمعته فيها؟
ولا يتحسر على سنينها الجاية اللي راح تمضيها بدون ام؟
تنهد ودخل لغرفتها ولفت انتباهه قطرات الدم المنثورة على الارض
" الدم اللي طلع من رجول سعود بسبب المزهرية اللي انكسرت"
توجه لسريرها وهو يسدحها عليه وصد عنها بنظراته
وقال لأخته تنادي امه
وقف وهو معطيها ظهره
دقايق ودخلت امه بعدما فصخت نقابها بالاسفل وهي لازالت على انهيارها
سلمان بأسى : تكفين يايمه خلاص
وحدي الله واترحمي عليها
امه بصوت مبحوح من البكي : لا اله الا الله
الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته
سلمان: ايه استهدي بالله وتعالي صحي البنت
شميها ريحة عطر قوية لين تصحى
وانا واقف برا بنتظركم ماينفع اضل عندها اكثر من كذا
ام سلمان ببكاء : يمكن انها تحتاج المستشفى طيب
سلمان : اذا احتاجت ناديني نوديها
هزت رأسها واخذت اقرب عطر على التسريحة وقربت وهي ترشه على يدها وتقربه من انفها
ثواني وقطبت حواجبها بإنزعاج من الريحة القوية
فتحت عيونها المُرهقة والمورمة من البكاء
وشافت ام سلمان امامها وحلا ورنا حواليها
.
.
عند سلمان
وقف خارج الغرفة وهو يفكر بموتها المفاجئ
ماسرح كثير وهو يشوف الدم الماشي بخط مستقيم
ونهايته المزهرية الكبيرة المنثور زجاجها بالارجاء
ومكانها بداية من غرفة وليد
واوه الحين تذكر!
وينهم اخوانها عنها!
وليه الثلاث مرة وحدة مو موجودين
بس يستنى الخبر من امه وبعدها هو راح يتصرف بنفسه
محسبين الدنيا لعبه!
امهم ميتة وهم مو مبينة اراضيهم
دانة بجهة وابوه من جهة ثانيه
حاشرهم بتصرفاته وفعايله مع زوجته
رفع رأسه لفوق وهو يدعي : يارب حنن قلب ابوي علينا وعلى امي بالذات يارب
.
.
بالداخل
فتحت عيونها بعدم استيعاب
وهي تتلفت برعب جلست بسرعة وهي تناظر بوجه ام سلمان وتشوف عيونها المحمرة
قالت دانة بصوت عالي وباكي : لاتقوليها ياخالتي لا تكفيييين لا تقققولييينها امي عايشة صح
" مسكت كفوفها بقوة وهي تهزها" تكفيييين قولي انها عايشششة ماماتتت
لا لا امي ماتتركني مستحيييل
امييي ماتتتركني ياخالتي
تفهميييين مستحيييل تتتركنيييي لااااااااا
ضمتها بقوة وهي تهديها وتسمي عليها وشهقاتهم امتلت بالغرفة الاثنين : بس بس استهدي بالله يابنتي
قولي لا إله إلا الله قولي
هزت رأسها بجنون وصراخ : اميييييي ماماتتتت ولا تركتنييييييي لا اميييي تحبني
امييي تحبني ايييييه
" ضحكت والدموع مالية خدودها"
ههههههعههههههههه ايييههه اييه امي تحبني
وماتركتنيييي انا ادري انها ماتركتنيييييي
مسكت وجهها وهي تشوفها شبه انجنت وماكان لها حل غير انها تعطيها كف يصحيها من غفلتها
صدح الصوت العالي وغمض سلمان عيونه وأذانه كانت شاهده على كل شيء سمعه من ثغر دانة
التف وجهها وبلعت ريقها بألم وهي تبكي بنحيب
رجعت ضمتها من جديد وهي تطبطب على جروحها الغائرة
دانة ببكاء : والله كنت حاسة انه بيصير شيء والله
ام سلمان ببكاء مماثل لها : وينهم اخوانك وينهم الحين بهذي المحنة مو المفروض يكونوا حواليك!
هزت كتوفها بمعنى مدري وهي تحط يدينها على وجهها وتبكي بصوت عالي
انكمشوا حلا ورنا على انفسهم من بداية الموقف
وكأن هاليوم قرر يصير مشؤوم عليهم من كل النواحي
بداية من ابوهم ونهاية بدانة الكسيرة
مسحت على رأسها وكفكت دموعها واردفت : قوي نفسك يايمه
الحين لازم نقوم بعزاء امك
قوي نفسك ياحبيبتي وهي راحت لربها للي ارحم مني ومنك
ارتحمت من هالدنيا وارتاحت من مرضها اللي كان متعبها
مو احسن ماتضل عايشة وتتألم؟
دانة بنحيب وووجهها كله اكتسى باللون الاحمر : بس هذييي امي ياخالتييي
امييي اللي مالي غيرها بعد ربي
مو كفاية ابوي ماادري وينه؟
مو كفاية اخواني اللي على اهون سبب التفت ماألقى اي واحد فيهم
اهه ياربي اههه خذنييي وريحني من هالعيشة
يارب خذني ماعاد اقدر اتحمل
ام سلمان بحزن : لا يابنتي ربي مايرضى على كلامك ذا
لاتنسين امك خوية عمري
وانا وهي روح بالروح
ارضي بالواقع
وان شاء الله ربي بيجبر خاطرك
هزت رأسها بالنفي وهي مستمره بالبكاء العالي
بكت وكأنه اخر يوم بعمرها
بكت وكأن روحها تذوب
بكت وكأن كل شيء بهالدنيا انتهى مع موت امها
اتصلوا على اخوانها ودوروا عليهم خلال هالساعتين
وماحصلوا رد منهم ابدأ
غسلوها وصلوا عليها ودفنوها مع صلاة المغرب
وبكذا يكون اليوم هو اول ايام العزاء اللي اقاموه في بيت ام وليد
وبالخارج كان للرجال وبالداخل للحريم
وتكفلت ام سلمان بكل المصاريف من اولها لتاليها
وماتركت دانة بروحها ولا لحظة
اما بناتها خلتهم في بيتها
وبدأ الناس يجون من كل صوب يكسبون اجر حضور العزاء
.
.
بيت اهل نورسين
دخلوا من الباب واستقبلتهم امها اللي سرعان ماضمتها بوله : اشتقت لك ياروحي
قبلتها نورسين وهي تبادلها الاشتياق وتركت سطام مع امها ودخلت تدور على ابوها عشان تسلم عليه
وبوجهها ابوها طلع : اهلين يابنتي شو كيفك مع زوجك ان شاء الله اوضاعكم منيحة؟
نورسين بابتسامة كثيفة : الحمد لله ابي مابدنا الا دعواتك انت وامي
بس وينو لوري ماعم لاقيه؟
ضحك ابوه وهو يردف : المهضوم اخوكي امس طول الليل مانام
ئال شو بدو ياكي
وعم يبكي وينوح لين ماحطيناها انا وامك بيناتنا وقت النوم وبعدها من الصبح لهلّا جالس بغرفتك وزعلان
ابتسمت من تصرفات اخوها اللي متعلق فيها بالمرة والحين كيف وهي تزوجت وتركته
تركت ابوها يتوجه للمجلس يستقبل سطام وهي راحت لأخوها
دقت الباب وسمعت صوته العالي والغاضب : انا ئلت مابدي حدا!!!!!
طلت عليه برأسها وهي تنطق : وانا كمان مابدك ياني؟
تهلل وجهه ونزل من السرير بعجلة وركض يضمها بقوة
نزلت لمستواه وهي تبوس رأسه وتخلل انفها بين خصلات شعره الشقراء
بعدته عنها وهي تتأمل وجهه الأبيض والناعم : والله اشتقت لك ئد الدنيا ياحبيبي انتا
حاوط عنقها بذراعيه الصغيرة : وانا كمان وطول الليل مااجاني النوم
انت اجاكي النوم؟
ضحكت وهي تعكس الحقيقة : لا مانمت لاني بعيدة عنك
لوري : خلاص نتفق اتفاق؟
نورسين : وشو هوا؟
لوري بمحايلة : تتركي عمو سطام وتجي لهون
وانا بوعدك ماعاد ازعجك
نورسين بضحكة صاخبة : هههههههههههه
خلاص اتفقنا بس شو تعا اقنعو لسطام
واذا وافق بتركه واجي هون
لوري نط بفرحة : ايه هي سهلة
وركض للخارج سريعا
اما هي حطت يدينها على بطنها من فرط الضحك
ولما هدأت ضبطت شكلها وطلعت لهم
تبي تشوف كيف اخوها يتصرف
ومقتنعه تماما انه مستحيل سطام يرضخ له
.
.
الـريــاض
في بيت جديد وشخصيات جديدة
نزلت من الدرج وهي تشيل شنطتها الضخمة واللي بالنسبة لها كانت خفيفة جدا
لابسة كت باللون الاسود ماسك على جسمها ومظهر خصرها النحيل وبنطلون جينز فضفاض وعنقها الطويل مليئ بالعقود والسلاسل
اذانيها متدلية منها الاقراط العديدة الفضية
وشعرها الويفي القصير لحد عنقها مصبوغ باللون القرمزي
وشفايفها كاسيها اللون الاحمر مثل شعرها
وعيونها راسمتها بالايلاينر
واللي يشوفها كأنها من عصابة بس اوك عصابة انثوية 🙂
نزلت شنطتها السوداء على الارض وتأففت
طلعت امها من المطبخ وهي تردف : خلاص يايمه عزمتي على قرارك انتي واخوك؟
تكتفت بتأفف واضح والعلك بفمها : اي خلاص بنروح ونريحك مننا
تنهدت امها بضيق : انتي عارفة يايمه غلاك عندي انتي ومجاهد صح ولا لا!
اجابتها بنرفزة : صح بس مو مثل غلا مسفر عندك
اردفت بتبرير لها : بس اسمعيني يايمه
تجاهلتها وهي تصعد الدرج من جديد وتدخل لجناحها
ارتدت العباية المفتوحة ولونها كحلي وحطت الطرحة
على رأسها بإهمال
رشت من عطرها على كافة انحاء جسدها
وخرجت وهي تصفق الباب وراها
توجهت لغرفة مجاهد وهي تدقه وتطبل عليه برواق وتغني :مرحبا بقدوم خلي يوم جاني في محلي
ياهلا والفين سهلا ولمهلي مايولي
فتح الباب بإنزعاج وهو لازال يقفل الكبك في اكمام ثوبه
صفرت بإعجاب : هالله هالله وش هالجمال ياحلو انت!!
رفع حواجبه بنرجسية وهو يبتسم :......
.
.
يُـتبع........
أنت تقرأ
وجديلتها لا التفت حوالينها ، غمرتني بعطرها وآهـ منها.
Ficción Generalبين ضَميري وعَقلي وبين إجِباري ورضَاي هالدنيا مَااختارت لِي إلا انت!. . . . : يازين هالمبسم أشك انك آدمية بسخرية : أيا ليت لو حظي مأخذ من جمالي!. كاتبة مبتدئة اتمنى تدعموني وتعطوا روايتي كل الحُب❤️🩹✨.