محاولات

305 9 7
                                    

بينما كان صالح يحرك المربى، حاول جاهدًا تجاهل تأثير عبدالإله عليه. كان يشعر بحرارة داخلية لا علاقة لها بالمطبخ، ولكن بكل شيء له علاقة بعبدالإله. أخذ نفسًا عميقًا ليهدأ، لكن لم يستطع منع قلبه من الخفقان بسرعة.

عبدالإله، الذي كان يقف خلفه، استمر في مراقبته بابتسامة دافئة. كان يشعر بتوتر صالح ويحاول أن يجد طريقة ليخفف عنه. اقترب مرة أخرى بهدوء، وضع يده بلطف على كتف صالح، وكأنه يريد أن يطمئنه.

"تعبت؟ خليني أساعدك شوي." قال عبدالإله بصوت منخفض، وهو يمسك بيد صالح بلطف على الملعقة، يساعده في التحريك.

صالح شعر بيد عبدالإله الكبيرة تغطي يده، وكانت تلك اللمسة كافية لتزيد توتره، لكنه لم يرد إظهار ضعفه. حاول التصرف بعفوية وقال بلهجة حادة، "ما يحتاج، أقدر أسويها لحالي."

لكن عبدالإله لم يتراجع، بل ضحك بخفة، "أعرف إنك تقدر، بس أحب أكون معك حتى لو في أبسط الأشياء."

كانت تلك الكلمات كافية لجعل صالح يهدأ قليلًا، ابتسم بخجل لكنه لم يرد. شعر بأن عبدالإله كان يحاول بصدق أن يكون أقرب إليه، ولم يستطع إنكار أنه يشعر بالارتياح لذلك، حتى لو كان يحاول إخفاءه.

مع مرور الوقت، بدأت الأجواء تصبح أخف. انتهى صالح من المربى، وبينما كان يضع القدر جانبًا ليبرد، التفت ليجد عبدالإله يقف هناك، ينظر إليه بابتسامة.

"هاه؟ خلصنا؟ وين حصتي؟" قال عبدالإله بابتسامة مازحة.

صالح ضحك بخفة أخيرًا، شعر بأن الجو بينهما بدأ يتحسن. "حصة؟ طيب جرب وانتظر شوي لين يبرد."

عبدالإله، كعادته، استغل الفرصة واقترب أكثر، "الحين أبغى حصتي الثانية..." وقبل أن يفهم صالح ما يقصد، اقترب عبدالإله أكثر، غمره بعناق دافئ، مما جعل صالح يشعر بارتباك جديد، لكنه هذه المرة لم يقاوم.

شعر صالح بارتباك شديد عندما أحاطه عبدالإله بذراعيه، كان يشعر بأن حرارة جسده قد ازدادت فجأة، كما لو أن كل مشاعره المكبوتة تفجرت في تلك اللحظة. لم يكن يعرف كيف يتصرف، لكن رد فعله الفوري كان محاولة الابتعاد.

"عبدالإله...!" قال صالح بنبرة حاول فيها إخفاء ارتباكه، "فكني، ترى ما خلصت الشغل هنا!"

لكنه شعر بيد عبدالإله تشد عليه أكثر، مما زاد من توتره. دفعه قليلاً، لكن عبدالإله لم يتراجع بسهولة. كان الأمر أشبه بمزحة بالنسبة لعبدالإله، لكن بالنسبة لصالح، كان أكثر من مجرد مزاح.

"أقول لك خلاص!" صاح صالح بغضب محاولًا الابتعاد بقوة أكبر هذه المرة.

عبدالإله شعر بالتوتر في صوت صالح، وتوقف فجأة عن المزاح. أطلقه وأخذ خطوة للخلف، وجهه يعكس قلقًا طفيفًا. "آسف... ما كنت أقصد أضايقك." قال بصوت منخفض.

hug me !  |   !عانـقنيِ Where stories live. Discover now