البارت 11

54 6 2
                                    

نظر إليها بذهول، يحاول استيعاب ما قالته اخته، وبعد لحظات قليلة، أدرك أن "تقى" قد تعرضت لمكروه، فانتفض من مكانه وهرع نحو الغرفة التي توجد فيها.


وكانت والدته تلحقه بقلق شديد، وعندما وصل إلى الغرفة، فتح الباب بعنف و ركض نحو "شهيرة" التي كانت تقف أمام باب الحمام، تنادي باسم "تقى"، اقترب منها وتحدث بقلق شديد قائلاً:



-"تقى" فين حصل لها إيه؟


ردّت بصوت مُتوارٍ فيه القلق قائلةً:


-سمعنا حاجة وقعت على الأرض، ولما نادينا عليها ماردتش قلقنا؛ يمكن يكون حصلها حاجة ..



لم يسمع بقية كلماتها، فاندفع نحو الباب وجمع شتات قواه، ليقوم بركله بقوة عدة مرات دون أن يتحرك.


تنفس بعمق، متجليًا القلق على وجهه، خشية أن تكون قد أصيبت أو تعاني؛ لأنها لا تستطيع التحدث أو الاستغاثة!


ازداد إحساسه بالرعب مع كل فكرة تخطر على باله، عن احتمال تعرضها لأذى يجعلها عاجزة عن إنقاذ نفسها.


ابتعد قليلاً وضرب الباب بكل ما أوتي من قوة، حتى سالت الدماء من كتفه جراء الجروح التي أصيب بها، وبعد فترة مشحونة بالقلق والخوف، تمكن أخيرًا من كسره.


تنفس الصعداء عندما كسر الباب، وعاد إلى الوراء يلهث، مبتعدًا عن المدخل ليتيح لهم حرية التصرف أثناء إخراج "تقى".


توجه نحو الباب واضعًا يده على كتفه، يكتم نزيفه، لكن صوت والدته أوقفه قائلة:


-"يونس" تعالى شوف البنت مالها؛ دي واقعه على وشها ولسه زي ماهي! البنات مش قادرين يقربوا منها ..



استدار بسرعة لدي سماعه كلمات والدته، وشعر بوخزة مؤلمة في قلبه، ثم انطلق بخطوات متسارعة نحو الحمام، حيث دخل بحالة من القلق الشديد، وقد ارتعدت أوصاله عند رؤيته لجسدها الساكن المنقلب على وجهه!



أخذ نفسًا عميقًا كأنه يحاول استجماع قواه ليعرف ما حدث، ثم أمسك بذراعها وأدارها نحوه، وقد شهق الفتيات من الفزع عندما رأوا الدماء على جبهتها، حيث كانت قطراتٍ الدم تتساقط على وجهها!


لم تدم صدمته طويلاً، نهض وارتجف قلبه، ثم قال بتلعثمٍ مفعم بالرّهبة:


-أنا مش عارف حصلها إيه بنات تعالوا شيلوها ودوها على السرير بسرعه ..



أنهى حديثه وابتعد عنها، اقتربت "مريم" و"شهيرة" منها، ثم حملوها بسرعة، حيث كان جسدها النحيل خفيفًا!


في سرعة البرق، نقلوها إلى السرير ووضعوها عليه برفق، هرعت "مريم" إلى خزانتها، أحضرت زجاجة عطر ووضعت قليلًا منه على أطراف أصابعها، ثم قربته إلى أنف "تقى" في محاولة إفاقتها.

من أنـــــــاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن