وصل الإخوة إلى المنزل وسط أجواء من الراحة بعد يوم طويل في العمل ،وما إن دخلوا حتى هرعت آسيا، ببراءتها وعفويتها، نحو كنان، ركضت إليه وعيونها تتلألأ فرحًا،
ليحملها كنان بين أحضانه ونظراته تتوجه نحو جومالي وكأنه لم يكن متأكدا بعد من رد فعل جومالي ، ولكن ما ان رآه مبتسما حتى احتضنها بشده مقبلا إياها ليقل جومالي بمداعبه:
" انظروا الى عديمة الخير تلك! ، تركت أباها واحتضنت عمها الصغير ذاك".لتسأله الصغيرة وقد بدى على وجهها التأثر وهي تمسح على وجه كنان قائلة:
ماذا عمي انت يوجد لديك جرح ".لتسأل سنا بقلق:
" هل انت بخير؟!".ارتبك كنان من كل ذلك الاهتمام لم يعتد بعد على التعامل مع هذا الكم من الحب والاهتمام ليساعده ياماتش قائلا :
" هيا هيا لا بأس إصابة صغيرة ، هيا الى الطاولة نحن جوعى"
مربتا على كتف كنان ليهدا قليلا.ليضحك الجميع ويتوجهوا نحو الطاولة لتناول العشاء.
في أثناء الوجبة نظرت ساديش الى كنان وسألته بابتسامة:
"أخبرني كنان مما هو طعامك المفضل؟ سأقوم بتحضيره لك غدا."ليقل صالح بغيرة:
" ما هذا يا فتاه؟ تسأليه ولا تساليني ! اغار ها.ليضحك الجميع فتضربه ساديش على كتفه قائلة: كفاك مزاح صالح.
نظر كنان إليها، ثم أجاب بنبرة هادئة:
"لا يوجد اختى، يمكنني أكل أي شيء لا تجهدي نفسك".لتقل له بإصرار :
" تعب ماذا كنان الأمر بسيط هيا اخبرني ماذا تفضل اللحم او الدجاج؟!".ليشرد كنان قليلا متذكرا كيف كان يلقي لهم عادل أسوأ انواع الطعام على الأرض كالحيوانات بكميات قليلة يتقاتلون على الحصول على لقمة صغيرة ،
لينتبه ياماتش لشروده ليضع يده على كتفه محاولا إعادته من شروده ذلك ليقل:
" كنان هل انت بخير !؟"ليقل كنان بابتسامة مزيفه :
" بخير ، بخير "لينظر إلى ساديش قائلا:
" حقا لا اعلم اختي فالطعام بالنسبة لي لم يكن خيارًا ، ما يوضع نأكله فقط."تغيرت ملامح ساديش للحظة، حيث شعرت بألم كلماته. لم يكن الأمر يتعلق بمجرد اختيار الطعام، بل كان يعكس مدى قلة الخيارات التي كانت متاحة له في حياته.
أحست ساديش بالحنان تجاهه، وقررت أن تُعد له شيئًا مميزًا:
"سأعد لك طبقًا خاصًا. ماذا عن اللحم المشوي مع الأرز؟".
أنت تقرأ
أريد أن أصرخ
Short Story(( مكتملة )) بدأت ٢٠٢٤/٩/٢٠ وانتهت ٢٠٢٤/١٠/٢٧ نعم، قد يصبح الصراخ أمنية عندما يصبح الصمت ثقيلًا لدرجة لا تُحتمل،الصمت الذي قد يبدو ملاذًا آمنًا في بعض الأحيان، ووسيلة للهروب من المواجهة أو التعبير عن الألم. لكنه يصبح سيفًا ذا حدين عندما يتحول إلى عا...