مساومة

634 56 32
                                    


كانت الأمسية في المنزل هادئة على غير المعتاد. جلست العائلة حول طاولة الطعام، كل منهم ينظر إلى طبقه، ولا أحد يتحدث.

لا مزاح بين ياماتش وسنا، ولا ضحكات من صالح وساديش، ولا حتى أصوات الملاعق المعتادة.
كان الجميع غارقين في أفكارهم، وخاصة جومالي، الذي رفع رأسه فجأة ليتفحص الكرسي الفارغ الذي كان يجلس عليه كنان.

تذكر كيف كان كنان في البداية يجلس بعيداً عنهم، خجولاً ومتوترًا، وكيف اقترب منهم شيئًا فشيئًا، حتى أصبح فردًا من العائلة.


تذكر كيف كان يمد يده ليتناول الطعام وسطهم بعد أن كسب بعض الثقة، وكيف صفعة ومنعه من الجلوس معهم، مما زاد من شعوره بالذنب والندم.

شد جومالي يده على مفرش المائدة بقوة، كأنما يحاول السيطرة على مشاعره.

لكن رنة هاتفه المفاجئة قطعت سيل أفكاره، نظر إلى شاشة الهاتف ليجد رقمًا غريبًا.
أجاب بغضب، وكأنه يشعر أن هناك شيئًا سيئًا قادمًا.

"من؟!"
سأل جومالي بحدة.

"أهلاً سيد جومالي، هل تفتقد أخاك الصغير؟" جاء الرد بصوت بارد وخبيث.
عرف جومالي فورًا أنه عادل.

انتفض جومالي من مقعده، لعنه بصوت غاضب: "إذا لمست شعرة من رأسه، سأقتلك!"

ضحك عادل بسخرية، ثم قال بنبرة مستفزة: "أوه، حب الأخوة! كم هو جميل. لكن عليك أن تدفع أكثر هذه المرة، جومالي. السعر ارتفع إلى 60مليون دولار، وموعد التسليم بعد ثلاثة أيام فقط.
هذا عقاب لكم لأنكم أهدرتم وقتي وإن لم تفعلوا فستجدون جثة كنان في نفس المكان حيث وجدتم هاتفه ومعطفه."

تصلب جسد جومالي من الغضب، لكنه تمسك بهدوئه بصعوبة وقال:
"لن تلمسه ابداااا، ولن تحصل على شيء حتى أرى كنان وأطمئن عليه."

ضحك عادل مرة أخرى وقال:
"لا تقلق، سأتصل بك فيديو بعد قليل.وسترى بنفسك."

كان الجو مشحوناً بالتوتر، الإخوة واقفون حول الطاولة بعد مكالمة عادل التي تركت أثرها على الجميع.
جومالي يقف بجانب الطاولة، أنفاسه ثقيلة وعيناه مشتعلة بالغضب، بينما ياماتش وصالح واقفان بجانبه يحاولان تهدئته.
جومالي (بغضب مكبوت):
"يريد أموال أكثر... هذا الوغد يبتزنا بكنان."

صالح (بهدوء غاضب):
"هذا الرجل مجرم حقا. لا يمكننا أن نتركه يفعل شي لكنان."

في تلك اللحظة، يقترب ياماتش من النساء اللواتي كن يشاهدن المشهد بقلق، ويقول بصوت مطمئن:
"لا تقلقن. الأمور تحت السيطرة. كنان سيعود معنا. لن نسمح لأحد بأن يؤذيه."

أريد أن أصرخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن